النخلة | عائلة الأغا

تنتشر في معظم البلاد العربية عائلات تحمل إسم السقا ، وخاصة في فلسطين والأردن وسوريا ومصر ، ومن الأرجح أن هذه العائلات التي يجمعها إسم السقا لا تلتقي بصلة القرابة ، وقد تكون أصولها متحدِّرة من عشائر مختلفة ، ويعود سبب ذلك إلى أن إسم السقا غلب على الأسماء الحقيقية لكثير من العائلات لأن أحد أبنائها كان يعمل في مهنة توزيع الماء الذي كان يحمله في قربة كبيرة على ظهره أو على دابَّـة على البيوت ، وهي مهنة كانت مزدهرة حتى العقود الأولى من القرن العشرين المنصرم في البلاد العربية قبل أن تصل المياه إلى البيوت بواسطة المواسير، وكان يطلق على الشخص الذي يقوم بهذا العمل إسم السقا ، وبمرور الوقت كان إسم السقا يغلب عليه وعلى أعقابه .

ويورد كتاب ( معجم العشائر الفلسطينية ) لمؤلفه الباحث محمد محمد حسن شرَّاب أسماء ثمانية عشائر وعائلات فلسطينية تحمل إسم السقا تتوزَّع على الرملة وخان يونس والقرارة وبيت لحم ورفح وبئر السبع وغزة وعكا ، ولم يتطرق شرَّاب إلى وجود أو عدم وجود علاقة قرابة بين هذه العائلات ، والأرجح أنها لا تلتقي بصلة القرابة ، ويذكر شرَّاب أن أحد أبناء آل السقا في خان يونس السيد عبد الجواد السقا كان صاحب أقدم مكتبة في خان يونس، وكان يحتفظ بدفتر خاص يسجل فيه المواليد في خان يونس عندما لم يكن فيها دائرة للنفوس ، ويشير شرّاب إلى عدد من شخصيات آل السقا في خان يونس وغزة ومنهم صالح بن يوسف الملقب بالسقـَّـا بن أحمد بن صلاح الدين النويري الذي ولد في أواخر القرن الثاني عشر الهجري في خان يونس وهو من العلماء القضاة وتوفي في عام 1854م ، ومنهم السيد حامد بن أحمد بن يوسف بن صلاح الدين النويري الذي كان من العلماء القضاة والمتوفى في عام 1902م، ويذكر شرَّاب أن أصول عائلة السقا في بئر السبع وغزة تعود إلى عشيرة النويري التي ورد أول ذكر لها في القرن التاسع للهجرة حيث ذكرت بعض كتب التراجم إسم محمد بن محمد بن محمد النويري كأحد أشهر فقهاء المالكية وكان عالماً بالقراءات ، وكانت ولادته في الميمون وهي من قرى صعيد مصر، وأقام في غزة والقدس ودمشق .

ويذكر كتاب ( إتحاف الأعزَّة في تاريخ غزَّة ) لمؤلفه الشيخ عثمان مصطفى الطبـَّـاع الغزِّي ( جذوره شامية ) أن مؤسَّـس عائلة السقا في غزَّة وخان يونس هورجل مصري من عائلة النويري ( نسبة إلى قرية النويرة بمصر ) وهو الشيخ شهاب الدين أبو العبـَّاس أحمد النويري العقيلي الذي ولي القضاء في غزَّة بعد وفاة قاضيها الذي كان والده الشيخ شمس الدين محمد النويري الذي توفي في مصر ، وقد استقرَّ الشيخ شهاب الدين النويري في غزَّة وتوفي فيها في عام 881 هـ بعد أن ترك ذرية تشكـَّـلت منهم ومن أعقابهم عائلة النويري التي ظلت تـُعرف بهذا الإسم حتى أواخر القرن الثاني عشر الهجري عندما تولى أحد أبائها يوسف بن خلف بن أحمد بن صلاح الدين النويري وظيفة السقاية لقلعة خان يونس فصار الناس يطلقون عليه لقب السقا ، ولم يلبث أن غلب إسم السقا على إسم العائلة الحقيقي النويري ، وقد حافظ بعض أبنائه وأعقابهم على وظيفة القضاء الشرعي والإفتاء في غزَّة وخان يونس ، ويذكر الشيخ الطبـَّاع أن عائلة النويري / السقـَّـا تنتهي بنسبها إلى سيدنا عقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم من قريش .

وأورد كتاب ( قاموس العشائر في الأردن وفلسطين ) لمؤلفه الباحث حنا عمَّاري أسماء خمسة عشائر وعائلات فلسطينية وأردنية تحمل إسم السقا وهي:

السقا ، من عشائر فلسطين ومساكنهم في خان يونس وبئر السبع.

السقا ، من عشائر الأردن ( لم يعط تفاصيل عنها والأرجح أنها من أصول سورية ).

السقا ، من عشار فلسطين ، وأصلهم من السموع ، ومساكنهم في حارة السماعنة في بيت جالا.

السقا ، من عشائر فلسطين المسيحية .

السقا ، من عشائر فلسطين ويُـعتقد بأنهم ينحدرون من أصول يونانية ، ومساكنهم في حارة النجاجرة في بيت لحم.

ويورد كتاب ( الحركة الوطنية الفلسطينية 1935-1939م ) لمؤلفه الوزير الأستاذ كرم زعيتر إسم السيد حافظ السقا من أسماء ممثلي مدينة بئر السبع في مؤتمر اللجان القومية الذي انعقد في 7/5/1936م في قاعة كلية روضة المعارف في القدس الشريف برئاسة مفتي فلسطين الأكبر الحاج أمين الحسيني رئيس اللجنة العربية العليا.

ويذكر الأستاذ أكرم زعيتر أن السيد رشاد السقا كان واحدا من العشرات من رجالات فرع الحركة الوطنية الفلسطينية في مدينة بئر السبع الذين قدموا إلى معتقل الحفير الذي كان الإنجليز يعتقلونه فيه مع خمسة وثلاثين من رجالات الحركة الوطنية الفلسطينية ، ويذكر زعيتر أن رجالات بئر السبع لم يثنهم منع الإنجليز لسائقي السيارات أن يقوموا بإيصالهم إلى الحفير فامتطوا ظهور الجمال وساروا فوقها أكثر من ثمانية عشرة ساعة بعيداً عن أنظار الإنجليز وعملائهم حتى وصلوا إلى الحفير، ويذكر زعيتر أن السيد رشاد السقا كان يشغل منصب سكرتير اللجنة القومية في بئر السبع ، ويذكر زعيتر أن السيد محمد السقا كان أحد قادة الإضراب العام الذي دعت إليه اللجنة القومية في بئر السبع في 4/2/1936م تضامناً مع الشعب السوري في تصديه للمستعمرين الفرنسيين.

ويورد كتاب ( القيادات والمؤسَّسات السياسية في فلسطين 1917-1948م ) لمؤلفته الباحثة بيان نويهض الحوت إسم الشيخ حافظ عبد الله السقا في قائمة أسماء العلماء والأئمة الذين شاركوا في مؤتمر علماء فلسطين الأول الذي انعقد في 20 شوال 1353هـ ــ 26/12/1935م الذي صدرت عنه فتوى شرعية بتحريم بيع الأراضي لليهود ، كما يورد اسمه من بين ممثلي مدينة خان يونس في مؤتمر اللجان القومية الذي انعقد في القدس الشريف في 7/5/1936م ، ويورد الكتاب اسم السيد رشدي السقا من بين أسماء أعضاء اللجنة القومية التي أعيد تشكيلها في غزة بعد صدور قرار تقسيم فلسطين