بسم الله الرحمن الرحيم
"يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي" صدق الله العظيم
فخري.. عزاء واجب
يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، يا رب لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا..
إن الله تعالى أرحم بعبده من رحمة الأم بولدها.. فإذا وقع القدر فليس لنا إلا أن نصبر ونحمد ونشكر الله.. الذي اختار لنا الأفضل لنا ولأولادنا وأزواجنا وأخوتنا وأحبابنا.. فلو علمتم الغيب لاخترتم الواقع.. أحبتي لقد تعددت الأسباب والموت واحد.. فلا الصحة ولا الصغر ولا الغنى تطيل العمر.. ولا المرض ولا الكبر ولا الفقر تنقص العمر.. أحبتي فلنعمل ليوم يجعل الولدان شيباً..
وعكة صحية بسيطة ألمّت بأخينا وحبيبنا وابن عمنا العزيز على قلوبنا.. وكلنا جميعاً نتعرض لمثلها.. إلا أنها مع ابن عمنا (فخري رحمة الله عليه) كان لها فعل وتأثير آخر عليه وعلينا وعلى جلّ مَن عَرفه.. فقد كانت علامة فارقة بين الحياة والموت، وأصبحت تاريخاً في حياة الابن والزوجة والبنات والأخوة.. فسنسمع وسيقال قبل وفاة (ابن العم العزيز علينا) كان كذا وكذا وبعد وفاته أصبح كذا وكذا.. ابن العم لقد رحلت عنا بهدوء ما بعده هدوء.. حتى أنك لم تسمح لنا بوداعك يا ابن العم الغالي على قلوبنا.. انتظرنا وأخي بسام ومحمد (حفظهما الله) خروجك من الوعكة التي ألمّت بك بعد سماعنا بها.. للاتصال والاطمئنان عليك.. لكن؟ وما أدراك ما لكن.. ولكن وثم وبعد.. كلّها إجابات لا نريد ولا نحب ونكره سماعها.. إنه الموت!!! لقد كان أسرع.. لكنه القدر الذي سبقنا حتى بإجراء مكالمة هاتفية.. أردنا مكالمته للاطمئنان وأراد الله مكالمات لتلقي وإرسال التعازي.. ما الذي فعلته بنا بفراقك يا ابن العم.. هذه هي الدنيا وهذه هي حالها فلأول مرة أيضاً افتقدنا العزيز علينا عصام مهدي الذي لم يتأخر عن قراءة (يس أو الملك) في مثل هذه المناسبات..
لقد جمعتنا بأبناء عمي (أبوفتحي) محبة زرعها (والدي) فينا من خلال علاقة أكثر تميزاً، وعلاقة متينة بينه وبين عمي رحمة الله عليهما.. فقد كانا متلاصقين.. كثيرا الشبه بينهما.. في كل المناسبات (أفراح وأتراح) نغدو ونروح سوياً.. ورافقتهما كثيراً في مثل هذه المناسبات.. أذكر ذات مرة أن عمي رحمه الله قد جاءني زائراً بعدما ألمت بي (ضائقة).. فلم تتمالك والدتي (أطال الله عمرها وأحسن ختامها) دموعها فرد قائلاً.. هل تظنين أن حسام ابنك فقط.. فوالله إني أحبه كأبنائي.. ولست وحدك مَن بكى عليه.. والله كأني أرى تراب الشارع بكى وزعل على حسام.. غالبتني دموعي رحمات ربي تتنزل على أبي وعمي وابن عمي وأخوتي وأبناء عمي.. وقضت إرادة الله أن يقضي عمي بين يَدي وأخرج آخر أنفاسه بحضوري ومتحدثاً معي طوال الطريق إلى الدكتور حميد جزاه الله خير الجزاء.. بصحبة ابن العم معالي الوزير سابقاً وأخيه ممتاز.. لنرسخ محبة زرعت من أعز وأغلى الناس على قلوبنا (أبي وعمي).. فعلاقاتنا (وأخوتي) مميزة بيننا وبين أبناء العم وكلهم إلينا عزيز..
ابن العم فخري لقد أحسنت بصحبة ابنك رمضان في كل المناسبات صغيرة كانت أم كبيرة.. فقد صنعته على عينك.. فأحسنت تربيته ونشأته.. هذا الشاب المؤدب الوسيم الخلوق.. هو خير خلف لخير سلف (أباً عن جد).. رمضان لقد أصبحت رجلاً بالبنان إليه يشار.. اعتمد عليك والدك رحمه الله في حياته.. بأمور بناء وتشييد البيت.. فكنت على قدر المسؤولية وفخر والدك بك لم يخفه عن أحد.. فأنت لها يا رمضان.. لأمك وأخوتك وأعمامك وأبناء عمومتك ووطنك.. رمضان أنت للمسؤولية أهل.. هاتفتك فوجدت رجلاً يبادلني الحديث.. اهنأ فخري في قبرك فرمضان لها من بعدك..
خالص تعازينا وصادق مواساتنا لكم ولأنفسنا.. لك يا رمضان ولوالدتك الأخت العزيزة ولأخواتك إيمان وزوجها المهذب المؤدب ثائر مشرف العبادلة وآية وبنان فعليكن أن تكن من الصابرات المحتسبات الشاكرات وعليكن الدعاء له.. فبالدعاء والصدقات يهنأ ويرتقي الدرجات..
تعازينا موصولة لكم أبناء العم أ. فتحي، د.عبدالفتاح، د.عبدالمعطي، أ.د. محمد، أ.د.صلاح، أ.كمال وأ.ممتاز فعزاؤنا أن كلّ مَن عليها فان..
أخي وابن عمي رحمات ربي تتنزل عليك.. اللهم اغسله بالماء والثلج والبرد، اللهم باعد بينه وبين خطاياه كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس هو وجميع موتى المسلمين.. لن نقول إلا ما يرضي ربنا عز وجل إنا لله وإنا إليه راجعون..
محبكم
حسام عثمان الأغا
[1] الحاج حسين خالد الأغا وزوجته رنده قاسم الأغا وكريمتهم رانيا | عزاء واجب | 10-11-2014