الحمدلله رب العالمين، يارب لك الحمد ولك الشكر كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، اللهم اجعلنا من الصابرين الشاكرين والمحتسبين.
قبل سنوات ليست بكثيرة كنا ندعوا لك بالشفاء العاجل، وقبل أيام قلائل دعونا وسندعوا لك بالرحمة والمغفرة، منذ اللحظة الأولى وعند سماع الخبر وتلقائياً دون مقدمات بدأت حلقات المسلسل تتنامى تدريجياً بدءاً بمدينة العين بإمارة أبوظبي وكانت الحلقة الأخيرة من مدينة خان يونس بقطاع غزة.
سنوات عجاف مضت بحلاوتها ومرارتها، وما زاد حلاوتها أنك كنت تواجه ذاك المرض الفتـّاك بتلك الابتسامة التي اعتدنا عليها قبل وبعد أن يأخذ منك هذا الخبيث أي مأخذ، ما زالت خارطة بيتك في مدينة العين تحتلّ مكانتها المميزة على الخارطة الذهنية، كان لهذا البيت مميزات خاصة من فضل الله تعالى وأبرزها هي الشعور بالراحة النفسية والاطمئنان كيف لا وقد كان راعيه من روّاد المسجد الصغير بمحاذاة البيت.
باب ذاك البيت كان مفتوحاً أمام الغريب قبل القريب ناهيكم عن كرم الضيافة وكلمة السر التي كان يمتلكها ليدخل بها القلوب دون عوائق أو عراقيل، كما أن الابتسامة حاضرة رغم الظروف الصحية الصعاب.
الأستاذ/ محمد مهدي، اسمٌ نقتدي به في الأخلاق الحميدة والصبر الجميل، صبر كثيراً وكان لسان حاله دوماً (الحمدلله)، فإنني كنت وما زلت من العاشقين لجلسات هذا الرجل الذي التقيت به قبل سنتين من الزمن وهو في فراش بيته بخان يونس، أخذنا الحنين إلى الماضي سوياً وتبادلنا أطراف الحديث والمواقف الطريفة وكان في تلك اللحظة يبتسم تارة ويضحك تارةً أخرى ثم قالها لي حرفياً (من زمان مضحكتش هلقد).
رحلت جسداً لكن ما زلت فينا خالداً، وما زالت بصماتك المميزة في فؤادنا إلى يوم يبعثون، أبكيتنا وأدمعتنا وأوجعتنا لكن القدر المحتوم شاء لك أن ترحل عنا مبكراً، وأن تغادرنا إلى تلك الدار التي كلنا إليها لاحقون.
أنجال وكريمات وأشقاء وشقيقات الفقيد كلاً باسمه ولقبه عظـّم الله أجركم جميعاً وألهمكم وإيانا جميل الصبر وحسن السلوان.
الأخت الفاضلة، والأم المثالية الصابرة (أم عبدالله) ارفعي أكفكِ إلى السماء وأمّني :-
اللهم أكرم نزله ووسع مدخله، اللهم اغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم أبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه، اللهم إن كان محسناً فأزد في حسناته وإن كان مسيئاً فتجاوز عن سيئاته، اللهم آنس وحشته وآمن روعته، اللهم اجعل قبره روضةً من رياض الجنة.
إنا لله وإنا إليه راجعون
أ. محمد عثمان الأغا
[1] خالد نظام مهدي الأغا | الله يرحمه | 15-11-2014