الحمدلله رب العالمين، الحمدلله الذي خلق فسوّى، الحمدلله الذي أمات وأحيا، والصلاة والسلام على سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم القائل خيركم مَن طال عمره وحسن عمله..
بالأمس القريب ودعنا قطباً من أقطاب آل حمدان الكبار الرجال،، ودعنا العم كبير المقام،، العم إبراهيم حمدان بعد أن عاش ما كتب الله له أن يعيش،، رجلاً عظيماً بين الرجال،، ودعنا ركناً من أركان عائلتنا،، ففي كل الدواوين له حضور،، بيته العامر استضاف أعمدة ورجالاً كثر،، من رجال إصلاح ذات البين وهو أحدهم،، بيته وجهة للمتخاصمين والمتصالحين والزوّار،، يفرح بزيارتهم له وأنا وأخوتي منهم.. كان رحمه الله ذا حضور في ديوان القلعة ديوان آل الأغا البيت الكبير للجميع.
حرص رحمه الله أن تبقى الأرض خضراء، قضى جلّ حياته حريصاً متابعاً لأرضه،، كان رحمه الله يضيق صدره إذا رأى أرضاً بور "لا زرع فيها ولا شجر"،، عظيم حتى بتعلقه بوطنه وأرضه،، حافظ عليها خضراء بأشجار مثمرة،، دائماً ما كان يغرسها بنفسه ويشرف عليها عملاً بقول المصطفى صلوات الله وسلامه عليه "إن قامت على أحدكم القيامة وفي يده فسيلة فليغرسها" أو كما قال عليه أفضل الصلاة والتسليم..
نعلم جميعاً أن في الكبر خيراً عظيماً، ففيه تنضج التجربة وفيه حسن التقدير للمواقف وفيه بعد النظر وسداد الرأي واتزانه،، وأعظم من ذلك التزود للآخرة بالعمل الصالح وزيادة الغرس للآخرة،، فإذا طال عمر العبد يرزقه الله عزّ وجلّ الإنابة إليه، "فليس أحد أفضل عند الله من مؤمن يعمّر في الإسلام لتكبيره وتسبيحه وتهليله"،، فالكبر نعمة ومنحة من الله ليحسن العبد العمل ويستدرك قبل حلول الأجل وحسبنا أنه منهم ولا نزكي على الله أحداً.
العم إبراهيم أبوحمدان رحمه الله من القلائل الذين يحسب لهم أنهم ورّثوا أبناءهم وبناتهم في حياتهم،،
لتبقى العلاقة قوية وأواصر المحبة متينة بين الأخ وأخيه وبين الأخ وأخته،، نوصيكم بوصية أبيكم فكونوا كما أراد،، وعليكم بالدعاء والصدقة،، وبر الوالدين أحياء وبعد الممات.
نعزي أنفسنا بوفاة عمنا المغفور له بإذن الله "أبو حمدان" كما نتقدم من حرمه الحاجة الفاضلة "أم حمدان" أطال الله عمرها،، ومن أنجاله الأكارم حمدان وزهير وسهيل وياسر وأنجالهم وكريماتهم، ومن الأخوات الفاضلات ميسرة وميسون وسهيلة وسها ووفاء وهناء وأزواجهن وأنجالهن وكريماتهن جميعاً،، وكذلك للعم الفاضل جبر أبو فوزي،، نتقدم منكم جميعاً بصادق مواساتنا وخالص تعازينا.. اللهم ارحمه واغفر له وتجاوز عن سيئاته وأكرم نزله وأحسن مدخله هو وجميع موتى .
[1] سهيل ابراهيم حمدان الاغا | شكر للاستاذ الفاضل حسام عثمان الاغا | 11-02-2015