من لا يشكر الناس لا يشكر الله
بالأصالة عن نفسي وأسرتي وبالنيابة عن والدتي وعائلتي، أتقدم بجزيل الشكر وعميق الامتنان إلى كل من شاركنا فرحة الحصول على درجة الدكتوراة. هم أكثر من نحصيهم، فبحمد الله تسابق الجميع أهلا وأقارب وأصدقاء وزملاء وجيرانا في المبادرة بالاتصال والزيارة وخاصة للوالدة الفاضلة أم خليل التي تضاعفت فرحتها بتلك الاتصالات والزيارات. فعلا لقد غمرتنا تلك المشاعر النبيلة الفياضة، خاصة ممن تواصل بي هاتفيا او عبر الفيسبوك ففي الغربة هذه المشاركة الرائعة من الأهل والأصدقاء والأحباب لها طعم خاص لا يحس به إلا من تغرب.
للخال الفاضل الدكتور أبو زكريا (يحيى) شكر خاص على كلماته الجميلة والنبيلة التي نشرت على موقع العائلة. أكن له ولأخوالي المهندس ابو زكريا (محمد) والدكتور أبو زكريا (سلام) كل الإحترام والتقدير على وقفتهم التي لا توصف إلى جانب الوالدة في اللحظات الأولى لسماعها الخبر.
أستهل هذه الفرصة، بإهداء هذا النجاح إلى روح والدي معلمي الأول، وإلى والدتي الرائعة الصابرة التي تحمل حمل الجبال كانت وما زالت. لولاكِ أمي ولولا دعائك ما كنت وصلت إلى ما وصلت. شقيقاتي الفاضلات، لو دعاؤكن الذي كنت اسمع بعضه خلال تواصلنا وأكثره بظهر الغيب لما أكرمني الله بالمضي إلى هدفي والصبر على طريقه.
لخالتي وأمي الثانية أم فراس والعم أبو فراس والدي الثاني، وأنجالهم، عرفان لا ينتهي او تحده حدود على وقفتهم الدائمة إلى جانبي منذ أيام الغربة الأولى.متمنيا لهم طول العمر بالعمل الصالح.
زوجتي رفيقة الدرب الصعب، التي تحملت الكثير مما أذكر ولا أذكر، وبناتي مهجة القلب لهم أنحني احتراما وتقديرا وعرفانا.
لي إخوة وأصدقاء كثر وإن ذكرت احدا منهم بالإسم فسأظلم الباقين لكني لا أستطيع أن أمر من من دون أن أذكر اخي واكثر من شقيقي الدكتور راني بسام الذي وقف معي منذ اليوم الأول الذي فكرت فيه بالمضي إلى الغربة لاستكمال الدراسة ولم ينقطع تواصله رغم إنشغالاته وعمله ودراسته. أتمنى له من كل قلبي كل الخير ولأسرته وعائلته اجمل الأمنيات.
عائلتي الكبيرة عائلة الأغا، تلك العائلة الكريمة العظيمة التي ما تزال تخرج قامات العلم وتدفع بأبنائها نحو الدرجات العلمية، لها ولكل فرد فيها عظيم امتناني وتقديري. ولا بد لي هنا ان أنحني احتراما لأمهاتنا في العائلة اللواتي ما فتئن في دفع الشباب نحو طريق العلم وحثهم على المضي نحو المواقع المتقدمة.
للأصدقاء والخلان رفاق الغربة الذي اصطفوا وتكاتفوا ولم يترددوا لحظة في تقديم الدعم ولم ينقطعوا عن التواصل وشحذ الهمم، لا تكفي كل كلمات الشكر ولا تقدرهم حق قدرهم.
قبل أن أختتم كلماتي الأخيرة، لا بد أن أذكر للوالد الفاضل الراحل الدكتور خيري (أبو أسامة) فضله في الحث على تتبع خطى الوالد، رحمهما الله رحمة واسعة تملأ ما بين السماء والأرض.
في رحلة الغربة التي انطلق قطارها منذ سنوات طويلة، يمر المرء بالكثير والكثير من المحطات التي يتوقف عندها ويتعلم منها الكثير من الدروس والعبر. بعضها لا يقدر بثمن، وبعضها الآخر باهظ الثمن. لكن الثابت في هذا كله اليقين بالله، فحين ينقطع الرجاء من الجميع ويقف الكل إما عاجزا وإما متجاهلا، تمر مثل تلك اللحظات التي قد يقدرها الإنسان كأنها دهور لا تنقضي، لتتجلى حكمة الله بأنه وحده الذي تصيب أقدراه عباده، مبتليا إياهم بالخير والشر. كما نرى في تلك الرحلة معادن الرجال وأصنافهم، وكم من صديق مستتر أظهرت شهامته المواقف الصعبة، وكم من هياكل يظنها المرء سندا تبدت حقيقتها الكرتونية. الغربة جامعة من جامعات الحياة، ليست الشهادات وحدها هي المبتغى بل فيها من الخير الكثير والعميم كما قال الإمام الشافعي:
"تغرب عن الأوطان في طلب العلا.. وسافر ففي الأسفار خمس فوائد..
تـفـرّج هـم واكـتـسـاب مـعـيشـة وعـلـــم وآداب وصــحـبـــة مـاجـــد"
نتوقف اليوم عند هذه المحطة، على أمل اللقاء بكم مجددا في محطة نلتقي فيها بإنجاز جديد، ونفرح مجدداً أدام الله دياركم عامرة بالأفراح والنجاح.