مقالات

أبواليزيد- بقلم سعيد الشوربجي

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على أشرف المرسلين , محمد رسول الله الذي بلغ الرسالة تبليغا استحق معه التكريم والتعظيم , وأسلمها إسلاما وضحت معه الرسالة المحمدية ,

إنها قصة من أروع القصص التي عرفت على مر التاريخ , تتجلى فيها عظمة الإسلام وقوته , فبطل هذه القصة هو رجل لم يتحدث عنه التاريخ كثيرا , ولقد أغفله الكثير من المؤرخين , فلسنا اليوم بصدد معرفة تاريخ هذا الرجل , وإنما نريد أن نتعرف على قصته التاريخية التي حولت عددا كبيرا من المسيحيين إلى مسلمين , وحولت الكنيسة إلى مسجد للصلاة , ولقد غيرت مجرى التاريخ بسبب قوة الإسلام وبلاغة وفصاحة المسلمين .

 

إنه :  أبو اليزيد البسطامي .

واليكم القصة كما ذكرتها كتب التاريخ مع بعض التنقيحات  : -

توضأ شيخنا أبا اليزيد وصلى العشاء ثم نام , فلما انتصف الليل رأى في المنام رؤيا , سمع فيها مناديا ينادي , يا أبا اليزيد , يا أبا اليزيد , يا أبا اليزيد قم واذهب إلى دير النصارى ـ مكان عبادة النصارى ـ  وانظر ما الله فاعل , فخاف أبا اليزيد ثم نام , فعاد المنادي مرة ثانية , فناداه بنفس ما ناداه في المرة الأولى , وهنا تجلت عظمة الإسلام , وقوة العقيدة الراسخة في القلوب , فقام أبا اليزيد توضأ وصلى ركعتين , ثم خرج من بيته متوجها إلى دير النصارى , وكان ذلك في العراق . فدخل أبا اليزيد وجلس في زاوية من زوايا الدير , فلما دخل الجميع وأكتمل النصاب , دخل البابا وأغلق الباب , ووقف أمام الجميع خطيبا فيهم , لكنه لم يتكلم كلمة واحدة, فسألوه ما بك أيها البابا , قال لن أتكلم وبيننا رجل محمدي حتى تخرجوه , فقالوا كيف عرفت أنه محمدي ؟ قال : إن أصحاب محمد سيماهم في وجوههم  من أثر السجود , فأشار إليه فأخرجوه , ثم وقف بين يدي البابا قائلا : إنني ما جئت إلى هنا إلا بأمر ربي ولن أخرج حتى يحكم الله بيني وبينكم , قال البابا : إني سائلك أسئلة إن أجبت عليها تركناك تخرج , وإن لم تجب على واحد منها أخرجناك من بيننا قتيلا , فقال أبا اليزيد اسأل , فسأل البابا قائلا :

من هو الواحد الذي لا ثاني له ؟

ما هما الاثنان اللذان لا ثالث لهما ؟

وما هم  الثلاثة الذين لا رابع لهم ؟

وما هم  الأربعة الذين لا خامس لهم ؟

وما هم  الخمسة الذين لا سادس لهم ؟

وما هم  الستة الذين لا سابع لهم ؟

وما هم  السبعة الذين لا ثامن لهم ؟

وما هم  الثمانية الذين لا تاسع لهم ؟

وما هم  التسعة الذين لا عاشر لهم ؟

وما هي العشرة التي تقبل الزيادة ؟

ومن هم الأحد عشر أخا ؟

وما  هي الشجرة المكونة من اثنا عشر غصنا , في كل غصن ثلاثين ثمرة , على كل ثمرة خمس ورقات , ثلاثة في الظل واثنتان في الشمس ؟

ومن هي الأسرة المكونة من ثلاثة عشر شخصا ؟

وما  هي الأربعة عشر شيئا التي كلمت الله ؟

وما  هو الشيء الذي خلقه الله وأستعظمه ؟  وما هو الشيء الذي خلقه الله وأستنكره؟

وما  هو القبر الذي مشى بصاحبه ؟

وما  هي الحاملات وقرا ؟ وما هي الجاريات يسرا ؟ وما هي المقسمات أمرا ؟  

وبهذا السؤال أنهى البابا كلامه قائلا : أجب يا أبا اليزيد000000 أجب يا أبا اليزيد ؟؟؟؟؟؟؟ .

 

فتقدم أبا اليزيد أمام البابا قائلا : ـ

أما  الواحد الذي لا ثاني له ( فهو الله الذي لا إله إلا هو الواحد الأحد ) .

وأما الاثنان اللذان لا ثالث لهما ( الليل والنهار , وجعلنا الليل والنهار آيتين ) .

وأما الثلاثة الذين لا رابع لهم ( أعذار موسى مع الخضر, خرق السفينة , أقام الجدار,قتل الغلام) 

وأما الأربعة الذين لا خامس لهم ( التوراة والإنجيل والزبور والقرآن ) .

وأما الخمسة الذين لا سادس لهم  ( خمس صلوات في اليوم والليلة ) .

وأما الستة الذين لا سابع لهم ( فقال الله ولقد خلقنا السموات والأرض في ستة أيام ) .

وقال الله في نهاية هذه الآية ( وما مسنا من لغوب ) فقال البابا ما معنى لغوب ؟ فأجاب أبا اليزيد أي ما مسنا من تعب , لأن اليهود قالوا أن الله خلق الدنيا في ستة أيام وتعب فاستراح في اليوم السابع ـ عدد أيام الأسبوع حسب زعمهم ـ فرد الله عليهم بهذه الآية .

وأما  السبعة الذين لا ثامن لهم ( سبع سموات وسبع أراضين , ولقد خلقنا سبع سموات ومن الأرض مثلهن ) .

وأما  الثمانية الذين لا تاسع لهم ( حملة العرش , ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية ).

وأما  التسعة الذين لا عاشر لهم ( آيات سيدنا موسى . ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات ) فقال البابا أذكرها فذكرها أبا اليزيد قائلا : ( اليد والعصا ونقص الثمرات و الطوفان و الجراد و القمل و الضفادع والسنين و الدم )

وأما العشرة التي تقبل الزيادة ( فإن الحسنه بعشر أمثالها والله يضاعف لمن يشاء ) .

وأما الأحد عشر أخا (فهم أخوة يوسف عليه السلام ) .

وأما الشجرة المكونة من اثنا عشر غصنا فهي ( السنة مكونة من اثنا عشر شهرا ) ,  

في كل غصن ثلاثين ثمرة ( أي في كل شهر ثلاثين يوما ) ,

على كل ثمرة خمس ورقات ( أي في كل يوم خمس صلوات ) ,

ثلاثة في الظل ( أي الفجر والمغرب والعشاء ) , واثنتان في الشمس ( أي الظهر والعصر ) .

وأما الأسرة المكونة من ثلاثة عشر شخصا  فهم ( يوسف وأخوته وأبيه وأمه ) .

وأما  الأربعة عشر شيئا التي كلمت الله فهم ( سبع سموات وسبع أراضين , وإذ قلنا للسموات  والأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين ) .

وأما الشيء الذي خلقه الله وأستعظمه فهو (كيد النساء , حيث قال الله تعالى إن كيدكن عظيم ) ,

وأما  الشيء الذي خلقه الله وأستنكره فهو ( صوت الحمير , حيث قال الله تعالى إن أنكر الأصوات لصوت الحمير) .

وأما القبر الذي مشى بصاحبه فهو ( الحوت الذي ابتلع سيدنا يونس عليه السلام فمشى به ) . 

وأما الحاملات وقرا فهي ( السحب التي تحمل الأمطار ) , والجاريات يسرا هي ( الفلك ـ السفن ـ التي تجري في البحر ) , والمقسمات أمرا  هم ( الملائكة الموكلون بتوزيع وتقسيم الأرزاق على الخلائق بأمر الله ) .

بهذا أتم أبا اليزيد كلامه قائلا : وأنا أيها البابا سائلك سؤالا واحدا فقط فهل أنت مجيب , قال : اسأل , فقال أبا اليزيد : ما هو مفتاح الجنة ؟ فسكت البابا ولم يستطع الإجابة , فضج من في الدير جميعا قائلين : لقد سألته كل هذه الأسئلة فأجاب , وسألك سؤالا واحدا فلم تستطيع الإجابة ! ؟ فقال لهم : إني والله أعرف الإجابة , لكنني أخشى منكم ! فقالوا : أجب ونحن معك ولا تخاف , فقال : إن مفتاح الجنة ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) .

فقالوا جميعا : (لا إله إلا الله محمد رسول الله ) وقاموا فحولوا الدير إلى مسجد  وأقاموا فيه الصلاة , فهنيئا لك بهذا الفوز يا أبا اليزيد , أنها عظمة الإسلام وقوته , وسعة صدر المسلمين وقوة إيمانهم , فإني أسأل الله أن يمكن للمسلمين في الأرض كما مكن لهم من قبل , وأن يهلك الظالمين بظلمهم  وطغيانهم على الناس إنه ولي ذلك والقادرعليه , وأستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه , وإلى لقاء آخر قريب إن شاء الله , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اضغط هنا للتعرف على الشهيد سعيد خميس سعيد يوسف مصطفى صالح الشوربجي

يمكنك تلقي أحدث الأخبار أول بأول بانضمامك لإحدى مجموعات الواتساب الخاصة بالعائلة من خلال الضغط هنـا

اظهر المزيد