عيد ميلاد شهيد ؛؛
إلى ولدي وريحانة فؤادي، يا بني منذ ستة وعشرون عاماً كان يوماً مشرقاً في حياتي عندما رزقني الله إياك ورأيتك بأم عيني إمتزجت دموع صراخك بدموع فرحي وآزالت كل آلامي وجراحي يا بني مرت سنوات من عمري وأنا آراك أمام عيني جعلت حجري لك فراشاً وصدري لك غذاءً وأتعب نهاري لتسعد، وكان سروري في كل لحظة وأنت تكبر وتلعب أمام عيني كل يوم، وفي العام الماضي جاء أصدقائك وأحضروا لك كيك ميلادك ولم تكن أنت تعطي الأمر بالاً وإهتماماً.
وكنت مبتهجة بما في قلب أصدقائك من معزة ومحبة لك لأن يذكروا يوم ميلادك ويفاجئوك به وتنهال مسجات من أصدقائك ومن من أحبوك وكنت أنا أول من بعث لك رسالة على هاتفك أهنئك بعيد ميلادك لكن هذا العام مختلف.
لقد أبت يد الغدر والخيانة إلا أن تمس بنا وتجرعنا مرارة الألم والفراق فبكيناك وبكتك القلوب لما عرفته عنك من طيب المعشر وحسن الخلق وإلتزامك لله وطاعته ورغم الأسى والحزن ومرارة الفراق سنطفئ شمعة ونشعل أخرى تنير لنا درب الحياة المظلمة بعدك أنت وأخيك عبد الحميد، فأنتم في القلب والذاكرة ورائحة دمائكم الذكية تفوح كرائحة المسك والنرجس والياسمين:
كم كنت أرجو أن أموت فداك
همدت جراحك فإسترحت
أم جراحي فهي كل يوم في إزدياد
يا بني: لقد رزق صديقك ورفيق دربك محمد جمعة أبو عواد بمولود أسماه ( محمد فضل ) تيمناً بك وإحياءاً لذكراك العطرة في قلبه، جعله الله ذخراً لأهله وللمسلمين ويسير على دربك إن شاء الله جاشت أحاسيسي عندما وضعت الصغير على صدري وضممته، لم أتمالك نفسي ففاضت عيوني بالدموع ولم أستطعى التعبير عما في داخلي، لم أكن أتوقع لك هذه الشخصية المؤثرة على كل من حولك من الناس هنيئاً لك هذه السمعة الطيبة التي رفعت بها رؤوسنا بعد فراقك يا بني يا أول الأبناء في عمري لن أنساك، إرفع جبينك فوق ضوء الشمس فما زلت حياً ولم ترحل وإن واريناك التراب فصبحك ينبت ألف صبح ودمك ينبت في الميادين الزهور أنت في ضمير الأحرار والمجاهدين الأبطال حي وفي التاريخ صفحة مشرقة وهاجة، هنيئاً لك وأنت تغادرنا شهيداً مكللاً بالفخر والإعتزاز هنيئاً لك وأنت ذاهب إلى ربك راضياً مرضياً بإذن الله في أيام الله المباركة، هي الأيام الأولى من شوال هنيئاً لك أيها القائد والفارس المترجل في ميادين الجهاد والمقاومة هنيئاً لك ولمن صار على دربك من المجاهدين الأطهار، فنم قرير العين لك المجد والخلود مع النبيين والصدقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
بني: سيبقى بيننا البريد الذي لا ينقطع -الدعاء-
بقلم والدة الشهيد محمد فضل الأغا 25/05/2015م