عامٌ من الوجع !!
بقلم والدة الشهيدين محمد وعبد الحميد فضل الأغا
فى مثل هذا اليوم يوم العيد من العام الماضى وفى مثل هذه الاوقات صعدت ارواحكم الطاهرة الي السماء
نحن اليوم أمام ذكرى من عرفوا الطريق جيدا وعرفوا أن هذا الطريق صعب وأن التكاليف باهظة فجهزوا أنفسهم جيدا لهذه الطريق وبذلوا اغلي ما عندهم من اجل استمرار مسيرة الدم والشهادة
إلي ولدّي أبا الفضل وأبا عبيدة ......
لقد طفت الأرض فلم أجد اغلي من فلذات الكبد
فكتبت الشعر ليفهمني من لم يعرف فقد الولد
وذرفت دموعا من حبر وتلا دعواتي خط يدي
وبعثت سلامي لشهيد حفرت ذكراه إلي الأبد
وسألت المولى يرحمهم ويمد فؤادي بالجلد
وكتبت إلى من علمنا أثار الأرض على الجسد
ولدّي / لم يجف من جفني الدموع , ولم يبرأ قلبي من الألم منذ فراقكم , لقد ادمي الحزن قلبي , لا أزال اذكر تلك الليلة الرهيبة التي رحلتم فيها , أتذكر تلك الليلة في حزن وذهول والعين تجهش بالبكاء , والروح تئن كأنني في لحظة احتضار, سلمت نفسي لصراخ بلا صوت , لم اعد أبالي بالمستقبل , فراقكم أعلن وفاتي فبموتك مات ذاتي يا من كنتم اغلي من حياتي
مهجة قلبي / لقد ولد حبكم داخل قلبي قبل أن تولدوا , وقبل أن تراكم عيني , ما أشد حزني عندما اسمع صوتكم , أبحث عنكم فلم أجدكم , ولكن أجدكم في حنايا قلبي , رحلتم عني وذكراكم باقية كبقاية عبق الزهور في مروج ذكرياتي , وعلى مر السنين لم أزداد إلا حنيناً ,,, كنت أحب الحياة أما الآن فلا طعم لها منذ فراقكم ,,, انتم الشمعة التي كانت تضيء حياتي ,,, تركتم برحيلكم ذكرى وألم لا يمحوه مرور السنين ولا تجف عينّاي من البكاء ,,, من يشاركني ألمي وحزني ,,, من يمسح دمعة خطتها أنامل الزمن على وجنتي ,,, من يدفئ قلبي من الحرمان ,,, أظلمت الدنيا في عيني فرحلتم جسداّ ولروحكم في قلبي بقاء ,,, ذكراكم ومواقفكم باقية في كل ركن من قلبي .
فلذة كبدي / نزل على رأسي خبر لقائكم بربكم لا ادري ماذا أقول وماذا افعل ,,, إلا أن آتت رحمة ورأفة من رب العالمين وأنزل على قلبي برداً وصبراً لم أتخيله نعم شعرت برحمة ربي في قلبي فمع خبركم شعرت برحمة ربي صبراً جميلاً يعلمه ربي وحده ,,, تقطع قلبي نعم , إنحبست أنفاسي أكيد , لكن بفضل الله وبصبر ورحمة وفضل عظيم من ربي واريتم التراب ولكن توقفت وفكرت في حكمة ربي وقلت أنت الأعلم بنا وبما تراه ينفعنا سبحانك ربنا لك الحمد والشكر على ما أتيتنا وأسألك أن تنعم علينا بالشهادة
ذهبت لأودع ولدّي برؤية قبل الرحيل لم أتمالك نفسي وأنا ذاهبة لم تحملني قدماي ازداد خفقان قلبي وضعت يدي على قلبي ودخلت عليهم ,,, يا الله ,,, جسد ساكن عيون نائمة في داخل لباس أبيض لكن العجيب عندما رأيتهم رأيت الحقيقة رأيتها رؤى العين أبصرت حقيقة الدنيا وتمثلت لي أية في كتاب الله تصف الدنيا "وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ " امتزج في قلبي شعوران ,, شعور بالحزن والأسى على الفراق وشعور بعظمة الله وبالمسؤولية التي كفلنا بها هذه الأمانة أمانة تربية الأولاد ,, لم احمل هم الفراق بقدر حمل هذه الأمانة
والله عندما رأيت وجه محمد (أبا الفضل) أحسست برضا الله عنه وجهه رائعا براقا كأن روحه لم تفارقه وظهره ينزف وكان يتصبب عرقا وأحسست انه يقول لي " هاؤم اقرءوا كتابيه ( 19 ) إني ظننت أني ملاق حسابيه "
ونظرت إلى عبد الحميد (أبا عبيدة) فرأيت وجهه مصفرا ضاحكا ولسان حاله يقول " وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى " " إن أجري إلا على الله وهو على كل شيء شهيد" وبعد ذلك انهالت عليا رسائل المعزيّن والاتصالات الهاتفية وصلتني رسالة من احد أصدقاء أولادي هذا نصها :
مهما كانت أقدار الله مؤلمة ثقوا أن في ثناياها خير عظيم فيا رب نشهدك أننا راضيّن بقدرك وقضائك فارضى عنهم وأرضهم.
فانقشع ما بصدري من هم وغم وعلمت أن الاستعانة بالله والصبر والصلاة هما الحبل المتين الذي يصل العبد بربه عندها اختصرت الطريق وقلت ربي " أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ " اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيراً منها
وبعد فراق أولادي لا شيء يمكن أن يعود كالسابق لم يعد شيء يهزني ولم اعد أتأثر بالأمور المؤلمة التي نحصل كالسابق وكأن لا شيء يؤذيني في الصميم بعد ما شعرته لفقدانهم حتى أن معنى الحياة تغير بالنسبة لي وأصبحت لا أخشى فكرة الموت .
أتى العيد وذهب الناس لصلاة وعند عودتهم انتظرتكم ، انتظرت هرولة محمد وهو يركض يصعد الدرج مسرعا ورنين مفتاحه بأذني ليقبل يداي ويهنئني بالعيد وخلفه عبد الحميد لم يسبقه ، لم يسبق محمد أحد أن قبل يدي بالعيد حتى عبد الحميد لم يسبقه ولا في أي عام
انتظرت وانتظرت لم تأتي هذه اللحظة وتمنيت أن العيد لم يأتي .
أبا الفضل / أبا عبيدة : سلاماً على دمائكم الزكية التي رجت السماء والأرض رجاً وهزت من بقى له بقية من ضميراً هزا فازددتم عند الله مجد وعزة سلاماً على جثامينكم الطاهرة النقية التي غسلتها الملائكة المكرمة وأضاءتها بكل نور الله عز وجل وبنور الجنة سلام على ابتسامتكم الوردية وهي تستقبل الملأ الأعلى نقية زكية طاهرة خالية من أي شائب ومغفور ذنبها بإذن الله ,, رحمكم الله رحمة واسعة وأسكنكم فسيح جناته لكم مني الدعاء الذي لا ينقطع، وسيبقى أول شوال محفور في الذاكرة
[1] د. معتز الاغا | رحمهم الله رحمة واسعة | 19-07-2015
[2] ياسين طاهر حافظ الاغا | بسم الله الرحمن الرحيم | 20-07-2015
ودمعها يسيل من أحداقها سحا **** ولا تجف من البكاء العينان
نـادتـه والأشــواق تـلـفح قلبها **** قـالـت: بني حـبـيـبـي يا أعز إنسان
حـبـيـبـي: قد فـارقـتـني وتـركـتـنـي **** أعـيــش مع الآلام والأحزان
فناداها: الـسـلام عــلـيــك يـا أم **** الـشـّـهـــيـدين وحبيبة الرحمان
لا تـحـزنـي فـالحـزن يـجـرحـنـي ولا **** تـتــألـمـي فالشهيد في الجنان
فـأنــا بــروحـي لــم أزل حــيٌ هنا **** في رحمة الكريم منعم فرحان
نلت فـي درب الجـهاد شـهادتي **** صدقت مع ربي فصدقني المنان
إن الـشـّهـيـد يـسـمـع دعاء أهـله **** فانا يا أم في روح وريحان
شــهــداؤنـا لا لـم يــمـوتــوا إنـمـا **** لـلــظـالـمــيــن الــمـوت والخذلان
قــــرّي أيــا أمــّــاه عـــيــنــاً فربنا **** قـــــد أكـــرم الصابرات بالجنان
رفــعــتْ بـعــز وافــتــخـار رأســـهـا **** وكـفـْـكـفــت الـدّمـع وجفت الأحزان
نهـضت وقـد غـمرت السّعـادة قلبها **** حـضنـت الضّريـح وشكرت الرحمن
[3] وليد هاشم سليم الأغا | رحمهم الله | 20-07-2015