لقاءات الدوحة بين فتح وحماس
وجهة نظر شخصية وليست رسمية
د. يحيى زكريا الأغا
استضافت الدوحة مشكورة لقاءات بين فتح وحماس، آخرها كان في نهاية شهر مارس، استكمالاً لِلقاء سابق، واتفق الطرفان على عدم التصريح لأية وسيلة إعلامية، حتى لا يكون ذريعة للبعض لإجهاض ما يمكن الاتفاق عليه.
ولكن بعد ساعة واحدة من اللقاء، تابعت ما يُمكن أن يُقال، وإذا بخبر يقول: أن الوجوم سيطر على وجوه الجميع لحظة المغادرة! ، وخبر آخر من بعض القيادات وقبل استكمال المباحثات ولدى الطرفين قال كلاماً لا أساس له من الصحة!
وخبر آخر يقول: وصل الطرفان لطريق مسدود، وخبر آخر مفبرك من عديد الصحف أنه لا اتفاق، وكثرت الأقاويل، ووصل الأمر بالتجني على البعض الفلسطيني من الطرفين، بل ووصل الأمر بنشر ما اتفق عليه مطبوعاً، وهذا سبب حالة من الإرباك بين المجتمع الفلسطيني، بل وقد تناولت العديد من المواقع أن الرئيس سيلتقي بالسيد خالد مشعل قريباً.
لماذا كل هذه السياحة غير اللائقة في تفاصيل اللقاءات، لماذا يقوم البعض بالبحث عن الحقيقة من أطراف مختلفة، لماذا تتناول الصحف تفاصيل غير دقيقة، لماذا يبقى الفلسطيني في حيرة من أمره، هل يُصدّق تصريح قيادي من هنا، أو قيادي من هناك، أو كاتب من هنا أو هناك، بل ويزيد الأمر سوءاً أن يتم التحليل بأسلوب النفخ بالكير، فيصاب الجميع بالهذيان، وتنتفخ الأوداج للأخذ بالثارات من كلام هذا وذاك، ويعود الجميع إلى نقطة الصفر، كل هذا وغيره يجعلنا كفلسطنيين ننظر إلى اللقاءات بأنها عبثية مبنية على الشك بالآخر، وتقويل ما لا يُقال، ونفي ما يُقال، أو غير ذلك.
ليكن الجميع واضحاً فالشعب الفلسطيني ينتظر من قيادته أن يتعرف على مجرايات الأحداث من مصادرها وليس من خلال أقاويل، وتحليلات، وشك، ويقين، وتلاعب في الكلمت، وتلفيق الاتهامات للبعض. هذا بالإضافة أن الكل المهتم وغير المهتم عرباً وأعاجم يتساءل ماذا تم؟ ويبحثون عن المعلمومة بأساليب مختلفة رسمية وغير رسمية.
الذي أتمناه كفلسطيني مستقبلاً، وحتى لا يبقى المجتمع الفلسطيني محاصراً بين أقلام صفراء وهي كثيرة تريد للوضع الحالي أن يستمر، وبين مقالات بعيدة عن المصداقية، وتحليلات لا تنتمي إلى الواقع، بأن يَعقد الطرفان بعد انتهاء اللقاءات مؤتمراً صحفياً مصغراً يقول فيه الطرفان ما يريدون قوله فقط بعيداً عن الدخول في تفاصيل دقيقة يمكن أن تؤثر سلباً على نتائج اللقاءات لكبح جماح من تُسّول نفسه العبث فيما اتفق أو لم يُتفق عليه.