بسم الله الرحمن الرحيم "يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي" صدق الله العظيم
عزاء واجب لعلم آل غانم
الحمد لله الذي يحي ويميت وهو حي لا يموت، الحمد لله الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً، الحمد لله الذي جعل الموت راحة للمؤمنين والمؤمنات.. وأشهد أنّ سيدنا محمداً عبده ورسوله.. لو كان ذو قَدَرٍ جليلٍ ناجٍ من الموت لكان رسولَ الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.
بقلوب يعتصرها الألم تلقينا نبأ وفاة رجل من رجالات العائلة العظام، علم من أعلام خان يونس، شاعر مميز في كتاباته، صاحب مدرسة شعرية ونثرية "المدرسة العاشورية"، التي يجيد حياكة كلماتها بنمق مميز وأسلوب سهل ممتنع، يستمتع بقراءته الصغير، ويدرك الكبير صعوبة وعدم سهولة تركيب المرادفات بسجع ممتع هادف ومميز، ودّعنا الحاج عاشور صاحب السيرة الذاتية الزاخرة بالعطاء، بين أقطار الوطن العربي كافة، الحاج عاشور كان سفيراً لآل الأغا أينما حلّ أو ارتحل، خير مَن مثّل عائلته ومدينته ووطنه، لم يكن بيته العامر مأوى لأخوتنا وأبنائنا من العائلة فقط، ولم يقتصر على أبناء خان يونس بل كان ديواناً للفلسطينيين خاصة والعرب عامة، رجل خيّر كريم، حبّه للوطن وللعائلة حبٌ فياض، رجل كريم.. فاللهم إنك تعلم أن عبدك عاشور بن مسعود لو كان ضيف أحدنا لأكرمناه وأنزلناه خير منزل، فيا رب أنت خير مَن أعطى وأكرم، فأكرم نزله ووسّع مدخله وأبدله داراً خيراً من داره وجازه بالحسنات إحساناً.
بالأمس ودّعنا رجل الابتسامة الهادئة الوادعة الدائمة، رجل المصافحة صاحب الوجه البشوش الوضاء يودعك كما يلقاك ضاحكاً مستبشراً، كأنه أمامي الآن رحمك الله يا أبا مسعود، كم أتوق لرؤية وجهك المنير، كم أحب حديثك العذب، مشاعر صادقة يعكسها حلو كلامه وصادق شعوره، رجل محب للجميع والجميع يحبه، مجامل بالدرجة الأولى، يتحامل على نفسه، لم يترك مناسبة إلا وله فيها إما حضور أو هاتف أو برقية، شعراً أم نثراً، تهنئة في زواج، خطبة، نجاح، ثانوية، دراسات عليا، أم تعزية في أخ أو صديق أو حبيب أو جار، حضوره مميز ملحوظ، يُفتقد عند غيابه، مميز في حضوره وكلامه وقلمه، تحب سماعه وتحب قراءة ما يكتب، وقلّما تجتمع الصفتان في شخص واحد، صادق فيما يقول فما زلت أذكر ما كتب يوم وفاة والدي رحمهما الله تعالى وجميع موتى المسلمين، فما يخرج من القلب لا يتلقفه إلا القلب وما يخرج من اللسان لا يتعدى الآذان.
رحلة عطاء حبلي، سنون مرت بحلوها ومرّها، فالبعاد والفراق وألم الغربة لم تبعده ولم ينسَ العمل الوطني في شتى المجالات، فلقد كان شعلة نشاط متقدة، دائماً ما يعمل في الخفاء، فلقد كان رجلاً مسؤولاً حاملاً همّ الوطن والاحتلال، فمن خان يونس كانت البداية وفي أسبانيا فاضت الروح إلى بارئها، وما بين هذه وتلك محطات ومحطات، دورات، ودروس وعبر وعظات ودراسات ومحاضر ومشاركات، تنقل بجل المسميات الوظيفية، فمن المراقب والمشارك والمنسق والمشرف والإخصائيوالمحاضر مروراً بالموجّه ورئيس القسم وأمين السر وعضو اللجنة وعضو المكتب ومدير البعثة ورئيس الوفد ورئيس النادي وانتهاء بأمين عام ومفوض سياسي، سبعة عقود ونيف قضاها بكل ما فيها من يسر وعسر.
بأسمى آيات التعازي وصادق المواساة، تتقدم زوجة وأبناء وبنات المرحوم بإذن الله "أبوهشام" من زوجة المرحوم الحاجة أم مسعود أطال الله عمرها وأحسن ختامها فهي رفيقة العمر في الحل ّ والترحال، فالله نسأل أن يربط على قلبها ويصبرها على ما أصابها، ومن أبنائه الأفاضل مسعود ومحمد وبلال وبناته الفضليات، ومن العم الفاضل الأستاذ عيسى والعم الفاضل الحاج أمين وأبنائهما وبناتهماوشقيقات المرحوم وأبنائهن وبناتهن أحسن الله عزاءكم جميعاً، كما نتقدم بخالص التعازي من الأفاضل أبناء وبنات المرحومَين بإذن الله الحاج غانم والحاج سالم بوفاة عمهم رحمه الله تعالى، آل غانم الكرام نعزي أنفسنا ونعزيكم ونعزي آل الأغا جميعاً في فقيدنا الحاج عاشور مسعود.
أخوكم/حسام عثمان- الإمارات