الشَّيْخ الإِمام عبد الكَريم خَليل الكَحلُوت فتحي رَمَضَان محمَّد الأَغَا
عَبْقَرِيَّةُ السُّكُون
الجزء الأَوَّل
دِراسةٌ نحْويّةٌ صَرْفيّةٌ تَطْبيقيّةٌ لسُكون الطَّاء في القرآنِ الكريمِ.
الطّبعةُ الأُولَى1437هـ .- 2016م.
حقوقُ الملكيّةِ الفكريّةِ والنّشرِ محفوظةٌ.
النَّاشر: مطبعة إيهاب شبير- 0599411755
بِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحِيم
إهدَاء
إِلى وَالدَيَّ وأَشِقَّائِي وأَبْنَائِي...أُهدِي هذا العَمَل .
أبو رَمَـضَـان الأَغــا .
بِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحِيم
(وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِليهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ) النحل103
(أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا) الفرقان45-46
تقديم
من قلم الشَّيْخ الدكتور/ يوسف جمعة سلامة
خطيب المسجد الأَقصى المبارك،وزير الأَوقاف والشّؤون الدِّينَّية الأَسبق.
الحمدُ لله القائِل في كتابِه الكريم: {الرَّحْمَنُ*عَلَّمَ الْقُرْآنَ*خَلَقَ الإِنسَانَ*عَلَّمَهُ الْبَيَانَ}(الرحمن:1-4)،والصلاة والسلام على أفصحِ العرب لسانًا وأَصدقِهم حديثًا وأَصوبِهم بيانًا، محمد – صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وأَصحابه أجمعين ، وبعد:
أُنزِلَ القرآنُ الكريم بلسانٍ عربيّ مُبين، كما في قوله سبحانه وتعالى:{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}(يوسف:2)، والعَرَبِيَّة لها ما يُمَيِّزها عن غيرها من جمال التعبير وسحر البيان، فالعَرَبِيَّة أَفضلُ الأَلْسِنَةِ وأَجلُّها لأَنها ارتبطت بالقرآن الكريم، وقد كَفلَ الله سبحانه وتعالى حفظها بحفظه لكتابه الكريم كما في قولِه تعالى:{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}(الحجر:9)، فستظل العَرَبِيَّة حيةً باقيةً خالدةً،مادام القرآن الكريم بين ظهراني العرب والمسلمين.
كما أَنَّ القرآنَ الكريم قد حَوَى علومَ السّابقين واللاحقين،وأَخبارَ الأُمم وأَحوالَها من أَبي البشر آدم – عليه السلام- إِلى يوم يبعثون، متحدِّيًا بنظْمه وبيانِه ونسقِه وترتيبِ آياتِه أَهلَ الفصاحةِ والبيانِ ممّن نضجتْ قريحتُهم، وتمكَّن من أَفانين القولِ لسانُهم، وبَلُغ كلامُهم، ففاقَ لسانُهم ألسِنةَ مَنْ سواهم من الأُمم، فما اسطاعَ أَحدٌ منهم معارضَته.
إِنَّ حاجةَ المسلم للقرآن الكريم ضروريةٌ،فكما أَنَّ الطعامَ والشرابَ غذاءٌ للجسم،فإِنَّ القرآنَ الكريم غذاءُ الروح والقلبِ،فلو استغنى الإِنسانُ عن زادِ الجسم، لما قويَ على الاستمرار في الحياة، ولو استغنى عن غذاءِ الروح، لصار رُعَاعًا بل أضلّ سبيلًا، وقيمة العبدِ المؤْمن تكمنُ في تلك الروحِ التي بين جوانحِه وهيَ تحتاجُ إِلى تغذيةٍ ورعايةٍ باستمرار.
القرآنُ الكريم شاملٌ لكلّ ما يلزمُ الإِنسانَ في دينه ودنياه وآخرته، وهو صالحٌ لكلّ زمانٍ ومكانٍ،كما أَنَّ فيه المنفعة للبشرية جمعاء على اختلافِ أَلسنتها وأَلوانها.
ولكل لسانٍ بناؤه وَسِمَاتُه وخصائِصُه التي يتميز بها،أَمَّا اللسان العربيّ فله من الخصائِص والميزات الفريدة ما يميّزه عن غيره، حيث إِنّ بناءَ الجملة العَرَبِيَّة يحملُ في طياته من الدقةِ والجمال والبيانِ ما يؤثِّر في المعنى،إِذا قُدِّمتْ كلمةٌ أَو أُخِّرتْ ومن خصائِص أُسلوبِ القرآن الكريم فخامةُ الأَلفاظ وجمالها، وقوةُ الدلالات وروعتها، ومن خصائِصه أَيضًا التصوير الإِبداعيّ باللون والحركة والإيقاع، وكذلك الجمال الموسيقيّ لآي القرآن الكريم، المتمثّل في الفواصلِ القرآنية، والجناس،وفنون البديع اللفظيّة والمعنويّة، ومن خصائِصه ائتلافُ المعاني واحتواءُ روائِعِ البلاغة العَرَبِيَّة والفصاحة وفنونها.
وقد تحدّى الله سبحانَه وتَعالى الجنّ والإِنس على أَنْ يأتوا بمثله كما في قوله تعالى: {قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} (الإسراء:88)، كما تحدَّى بصفة خاصة العربَ - وهم أَهل الفصاحة والبلاغة والبيان– أَنْ يأتوا بمثله، وما زال التحدي قائِمًا، ومازالت المعجزةُ خالدةً إِلى أَنْ يرِثَ اللهُ الأرض ومَنْ عليها.
ولا شكّ أَنَّ القرآنَ الكريم هو المصدر الأَوّل للاستشهاد النحْويّ عند علماءِ النحو قاطبةً،حيث إِنه يعمل على ضبطِ اللسانِ العربيّ، ليبقى سالمـًا بعيدًا عن اللحن،الذي يَذْهبُ برونقِ العَرَبِيَّة ويفسدُ المعنى.
وقد جاءَتْ هذه الدراسةُ بعنوان: عَبْقَرِيَّةُ السُّكُون دراسةٌ نحْويّةٌ صَرْفيّةٌ تَطْبيقيّةٌ لسُكون الطَّاء في القرآنِ الكريمِ،بدأَها الباحثانِ الكريمانِ – جزاهُما اللهُ كلَّ خير- بدراسةِ الطَّاءِ السَّاكِنَة في مفرداتِ القرآن الكريم ،سواء كانت في لامِ الكلمة أو عينِها أو فائِها. أَسأَلُ الله العلي القدير أَنْ يتقبَّلَ هذا العمل المميز، وأَنْ يجعله في ميزانِ حسناتِهِما يومَ القِيامة.
يوسف جمعة سلامة
مُقَدِّمَة
الحمدُ لله ربّ العالمين والصَّلاة والسَّلام على نبيِّنا مُحَمَّد وعلى آلهِ وصحبِه أَجمَعين.
بدأَت فكرة هذه الدراسة بطرحها على الإِمام الشَّيْخ عبد الكريم الكحلوت رحمه الله،كان طموحه – كما دَأْبه – يفوق كثيرًا ما ضَمَّ هذا الكتاب،لقد أَرادها دراسة تطبيقية شاملةً كافّةَ حروف المباني السَّاكِنَة في كِتَاب العَرَبِيَّة الأَكْبَر،وما يُحتمل أَنْ ينجمَ عنها من نتائِج،قد تعتبر لبنةً في فهم ودراسة العَرَبِيَّة،وأَساسًا يُبنى عليه في مجال التدبر نحوًا وصرفًا ودلالةً.
يُؤمل أن تنتفيَ فوارقُ الفهم والاستيعاب بين ناشيءٍ طموح،ودارسٍ متخصص في هذه الدراسة الشَّاقّة والمخلصةِ - في آنٍ معًا -،وأن يكونَ فيها من اليُسر والتّيسير ما يصلحُ لترسيخِها وتوظيفِها في كافّة مجالاتِ التّعلم والتّعليم..العِلم والإِعلام.
بعد النّقاشِ،والمتابعة،والتّطبيق،وروعةِ نتائِج ذلكم التطبيق شفويًّا وتحريريًّا ، تَمَّ التوافقُ على عنوان الدراسة وموضوعها،وتكوين تصوّر عامّ لها،ليضمّها كتابٌ،وحين فُرِغَ من الدّراسة اتُّفِق على إِعدادِ ملخّص لها باللسان الأَعجميّ،عسى أَن تكتسبَ صبغةً تخدمُ عشّاق اللسان العربيّ من الأَعجمين،...وبينما يُتَرجَمُ الملخَّصُ انتقل الإِمامُ الشَّيْخ إِلى رحمة الله.
الشُّكرُ الخالص للشيخ الدكتور يوسف جمعة سلامة خطيب المسجد الأَقصى المبارك،وزير الأَوقاف والشؤون الدِّينَّية الأَسبق ،والأُستاذ الدكتور رياض الأَسطل عميد كلية الآداب الأَسبق بجامعة الأَزهر– غزّة،والشَّيْخ الأُستاذ الدكتور محمد مصطفى نجم،النَّائب السَّابق لمفتي القدس والدِّيار الفلسطينيّة،عميد كليّة الشّريعة بجامعة الأَزهر- غزّة،وللبروفيسور المهندس دكتور صلاح رمضان الأَغا أُستاذ الهندسة الصِّناعيّة بالجامعة الإسلاميَّة - غزة، وإدارة مطبعة إيهاب شبير على ما أَبْدَوا من تشجيعٍ.
الحمد لله رب العالمين.
أَبـو رَمـَضَـان الأَغَــا
خَان يُونس في جُمَادَى الثَّانية 1437 هـ . مارس(آذار)2016مـ.
بين يديّ الدِّراسَة:
تقومُ فكرة ُهذه الدّراسة على محاولةٍ افتراضيّة لما يمكنُ أَنْ يتمخَّضَ عن سُكُون الحرف العربيّ،شملت أَحرفَ الصَّاد،الطَّاء والقَاف،الميم،النّون،الكاف والتّاء،الراء،الزّاي،الشين،الفاء،العين ،وبقية أَحرف المباني السَّاكِنَة في كتاب العربيّة الأَكبر.
كانتِ النتائِجُ مثيرةً ومشجِّعةً بلْ مُتقاربة إِلى حدٍّ لافتٍ للنظر،وبعد مقارنة النتائِج المتمخِّضة عن تلكم الحَالَة الافتراضيّة البحتة،التي تتّخذُ القرآنَ الكريمَ محورًا أَساسيًّا لها من مُنطلقِ أَنَّ حروفَ المباني السَّاكِنَة تخضعُ لاعتباراتِ الاسمِيَّة والفعليَّة في وقوعِها فاءً أَو عَيْنًا لاسمٍ أَو فعل،أَو فاءً ولامًا لفعل.
وأَمام ذلكم الكمّ الهائِل من الآيات الكريمة،وبعد طولِ متابعةٍ وتدبُّر استقرّ الرأْيُ على أَن تكون البداية بالطَّاء السَّاكِنَة.
يتجلَّى السُّكُون وعبقرية السُّكُون في الأَفْعَال صحيحة اللام باعتبار اللام مناطَ الإِعراب والبناء،مُضِيًّا ومُضارَعةً وأَمرًا وفقَ ضوابط دقيقة،ذلك أَنَّ السُّكُون يُشكّلُ علامةَ بناءٍ مشتركة بين الأَفْعَال الثلاثة،بينما يستأثرُ بالإِعرابِ جَزمًا بالسُكُون الفِعْل المضارعُ وحدَه،كما يتجلى السُّكُون وعبقرية السُّكُون في سُكُون العَيْن،وسُكُون الفَاء.
إِنَّ متابعة وتدبّر الضوابط النَّحْويَّة والصرفيّة تقتضي إِعادةَ القراءَة،والخروج بتلكم الضوابط إِلى المجال التطبيقيّ البَحْت،ذلك أَنَّ اللسانَ العربيّ لا ولن يعودَ إِلى عهده المزدهر إِلَّا إِذا أُخْرِجَتِ القواعد - بأَمانة وحنكةٍ - إِلى مجال التطبيق.
تهدف هذه الدّراسة التَّطبيقيةُ إِلى تتبُّع سُكُون الطَّاء في كِتَاب العَرَبِيَّة الأَكْبَر،بعد مجموعةٍ من الدراسات التطبيقيّة المُكثَّفة لحروف عديدة ضمن محاولةٍ لرصْدِ سُكُون الأَفْعَال،وسُكُونِ الأَسماء،اتّخاذ المفردةِ القرآنيّة مِحْورًا لدراسةٍ نَحْويّة وصرفيَّة ميسَّرة،تَصبو إِلى زيادةِ معجمِ المفردات وتنميتِه،والحثّ على البحْث والدّراسة،والممارسةِ (التحريريَّة الدَّقيقة) لدراسةِ العَرَبِيَّة،وزرعِ روحِ التَّدبر والاستنباط ِمن خلالِ كِتَابِ العَرَبِيَّة الأَكْبَر.
لقد كانَ تحرّي الأَحرفِ السَّاكِنَة- في هذه الدراسة- عبر دَوَالّ استنتاجية مُسْتَنبَطَة من تدبُّر القرآنِ الكريم،ولُوحِظَ أَنّ َدوالَّ سُكُون اللام الفِعْلِيَّة هي السَّوابقُ واللواحقُ من جَوالبِ سُكُون تلكم اللام،كما لُوحِظَ سُكُونُ العَيْن الاسمِيَّة ضمن أَوزانٍ مُحدَّدة مُتقارِبة.
تبيَّن أَنَّ دَوَالّ سُكُون الفَاء الفِعْلِيَّة هي السَّوابق من همزة وصلٍ أَو قطعٍ،أَو أَحرف مضارعة.
أَمَّا الفَاء الاسمِيَّة السَّاكِنَة،فَدَوالّ سُكُونِها هي سَوابقُها من همزةِ قطعٍ،أَو ميمٍ زائِدة،أَو تاءِ تَفعيل.
قد تبدو هذهِ الدراسةُ مثيرةً لافتةً للنَّظر،حَرِيَّةً بدقّة الملاحظةِ لدى فريقٍ،وقد تبدو نوعًا من التَّرف لدى فريق،والأَمرُ سيَّان،وما هي بالدّراسة الهَيِّنة،كما أَنَّها ليست مجرّد حشْد آياتٍ كريماتٍ من كِتَابِ العَرَبِيَّة الأَكْبَر،لقد كانَ همُّ كاتبيّ هذه السطورِ أَنْ يستوفِيَا موضوعَهُما،وأَن يستخْرِجَا نتائِجَه ما أَمكنَ،وهي ليست دراسة نحْويّة صرفيّة فحسْب،ذلك أَنَّها أَمدّتِ الكاتِبَيْن بِكَمٍّ من الملاحظِ البيانيّة هائِل،وفيها مزيدٌ.
ولأَنَّ الدّراسة أفضَتْ إِلى سكونِ الأَفْعَال( الفَاء واللام) مضيًّا ومضارعةً وأَمرًا،وكذلك الأَسماء( الفَاء والعين) فإِنَّ الطاءَ السَّاكِنَة موضِع الدراسةِ تأْخذُ إحدى حالتَيْن:
الأُولى:الحَالَة الفِعْلِيَّة السَّاكِنَة في الأَفْعَال المتصرفة وتشمل:
ا – الحَالَة الفِعْلِيَّة الماضوية"السَّاكِنَة" فاءً ولامًا للفعلِ الماضي.
ب - الحَالَة الفِعْلِيَّة المضارعية"السَّاكِنَة" فاءً ولامًا للفعلِ المضارع.
جـ - الحَالَة الفِعْلِيَّة الأَمرية"السَّاكِنَة" فاءً ولامًا لفعلِ الأَمر .
الثانية: الحَالَة الاسمِيَّة السَّاكِنَة في الأَسماء المتصرِّفة وتشمل:
ا - الحَالَة الاسمِيَّة ساكنة الفَاء.
ب - الحَالَة الاسمِيَّة ساكنة العَيْن.
لم تُسفِرْ هذهِ الدِّراسةُ عن لامٍ اسمِيَّة ساكنة في الأَسماء المتصرفة،ولا عن عَيْنٍ فِعْلِيَّة ساكنةٍ في الأَفْعَال المتصرِّفة – ضمن موضوع الدراسة - ،وتبيَّنَ من خلال هذه الدراسة وفرةُ الأَسماءِ ذواتِ العَيْن السَّاكِنَة،وعدمُ ورودِ الأَفْعَال المتصرِّفة ساكنة العَيْن.
إِنما هيَ محاولةٌ هادِئةٌ لدراسةِ وقوعِ الطَّاءِ السَّاكِنَة "فاءً ولامًا للمُفردة" الفِعْلِيَّة"،وفاءً وعينًا للمفردة"الاسمِيَّة " في كِتَاب العَرَبِيَّة الأَكْبَر،مَعَ مَلْحَظ تعدُّد أَماكنِ ومواضِع ذلكم السُّكُون في صِيَغِ الفِعْلِ العربيّ ما بينَ مضيٍّ ومُضَارعةٍ وأَمر،الملحظُ أَنَّ اللام السَّاكِنَة (الطَّاء السَّاكِنَة) تقعُ لامًا للمفردة الفِعْلِيَّة،ولا تقع لامًا للمفردة الاسمِيَّة.
اقتربَ كاتبَا هذه السطورِ منَ الزَّعم أنّ سُكُونَ العَيْن هو مقياسٌ من مقاييس الاسمِيَّة،باستثناء الأَفْعَال الماضية المتصرّفة حسب أَصل الوضع،يُقال ذلك في كلّ الماضي الرباعيّ مجرده ومُضعّفه(ذو اللَّامَيْن):
(بُعْثِرَ،بُعْثِرَتْ،زُلْزِلَتْ،زُلْزِلَوا،دَمْدَمَ،زُحْزِحَ،كُبْكِبُوا،عَسْعَسَ،وَسْوَسَ،حَصْحَصَ)،وما ورد من مضارعِها في كِتَاب العَرَبِيَّة الأَكْبر، ذلك أَنَّ عينَ الفعل العربيّ الثلاثيّ المجرَّد قد غلبَتْ عليها الحركةُ،إِلا في حالةِ الماضي المجرّد الرباعيّ، وعليه فظاهرةُ سكونِ العين تكادُ تكون اسميةً خالصة.
أَمَّا مواضعُ تحريّ سُكُون اللام في الأَفْعَال - وفق هذه الدراسة -،فهي:
أولًا: سُكُون لامٍ يمثّله الفِعْل الماضي وَجُلُّه سُكُون بناء،ودَوالّ تحريّ السُّكُون هنا هي اللواحقُ من ضمائِر الرفع المتحرّكة:تَ - تُ - وأَخواتها:نا الفاعلين،ونون النسوة.
ثانيًا : سُكُون لامٍ يمثله الفِعْلُ المضارع صحيح الآخِر وهو سُكُون إِعراب بتأثير السوابق من الجوازم - لفظًا أَو معنًى - وهي التي تُفضي بالمضارعِ إِلى الإِعراب جزمًا بالسُكُون،وَإِما بتأثير لاحقةِ نون النّسوة التي تفضي بالمضارع إِلى البناءِ على السُّكُون.
ثالثًا: سُكُون لامٍ يمثّله فعلُ الأَمر صحيح الآخِر.
إنّ سُكُونَ لام الفِعْل الماضي مَردّه إِلى اللواحق من ضمائِر الرَّفع المتحرِّكةِ،أَمَّا سُكُونُ لامِ فعلِ الأَمرِ فمردّه دلالتُه الطَلبية فقط،أَو دلالته الطّلبية واتصالُ لاحقةُ نونِ النّسوة بِهِ.
أَمَّا سُكُونُ لام ِالمضارع فدَوالّه السَّابقاتُ الجازماتُ لفظًا أَو معنًى لتفضي به إِلى الإِعراب،بينما دوالّه اللاحقات – نون النّسوة – تُفضي به إِلى البناءِ،وسُكُونُ اللام هو علامةُ بناءِ أَمرِ المفردِ صحيح الآخر،فلاحقةُ نونِ النّسوة هيَ مَجْلَبةٌ لسُكُون اللام ..سُكُون البناءِ في الماضي وفي المضارع،وكذلك في الأَمر .
ومن خلالِ هذه الدِّراسة يُشارُ إِلى الملاحظات التَّاليات:
1 - تسكنُ لامُ الفِعْل ماضيًا،مضارعًا،وأَمرًا،ولا تسكن لام الاسم.
2 - تسكنُ عينُ الاسم بكثرة بَيِّنَة،بينما عينُ الفِعْل تسكنُ بِقِلَّة،ولم ترِدْ في هذه الدراسة.
3 - تسكنُ فاءُ الفِعْل،كما تسكنُ فاءُ الاسم .
4 - السّكونُ ليس صوتًا ولاحركة،فهو لا يُنطق ولا يُسمَع،وهو (عَدمٌ) يجمع بين سلبية النطق،وإيجابية الوظيفة حيث يقف موقف المساواة مع الحركات ذوات الوظيفة الإيجابية(الفتحة،الضمة،والكسرة)،ذلك أَنَّ للحركات تحقيقًا صوتيًّا مادّيًّا على مستوى الكلمة أو الجملة،أَمَّا السّكون فهو بمثابة منطقة الصفر(0) يخلو من القيمة منفردًا،ويكونُ ذا وظيفة إيجابية مع الأَعداد،فهو عنصرٌ وظيفيّ مع غيره،ووحدةٌ صرفية ذات وظيفة إعرابية،وفيه وبه تتجلى إمكانيات الإِعراب والبناء،السكون هو البعد الرابع(عدم الحركة) الذي يقابل إِمكانيات الحركة الثلاثيّة لكلّ حرفٍ من حروفِ اللسان العربيّ،وللسّكونِ وظيفةٌ موسيقية في المفردة أَو الجملة في بعض المقامات اللغوية(الوقف)،وتتضح تلكم الوظيفة الموسيقية في التّفعيلات العَروضيّة،فهي مبنيَّة على أَنساقٍ موسيقية للسكون دورٌ كبيرٌ في تشكيلِها.
.
Grammar and Morphological Applied Study of consonant (Taa) in the Holly Quran.
Abstract:
This study handles the apparent soundlessness of the Arabic basic root consonants in nouns and verbs. It is based on the triple rounding of each of the Arabic root consonant as represented in the Arabic root from /fa?:ala/ : the basic arabic root from which most Arabic nouns and verbs are derived..
Each silent assumes the soundless quality of each of the Arabic root consonants. Consonants have been rounded separately starting from the silent consonant /L/ and ending with the /F.
The researchers’ previous investigations and efforts on the first silent consonant led them to choose consonant (Taa).
This practical research has resulted in highly harmonious results and suggestions, which aim at reshaping our pervasive and traditional methods of teaching and learning the Arabic language on all academic and educational levels including native and non-native speakers of Arabic language.
This research is divided into four chapters:
The first chapter handles the silent verbal /L/, which is considered as the home of case rules and inflection in the past, present and imperative verbs.
The second chapter handle the silent verbal /F/ and the third chapter handles the soundless nominal /F/ and finally chapter four handles the silent nominal (Ain).
The research has resulted in fruitful suggestions and resulted in vis-a –vis the process of rounding the silent consonants of the Arabic root form.
The silent /L/ consonant has shown results pertaining only to verbs. Further, the silent /Ain/ is related to nouns while the silent /F/ is typically related to nouns and verbs.
The researcher has concluded that the silent nominal consonant /L/ is absent and is only found in verbs. In addition, the verbal /Ain/ consonant is rarely found and it is often a nominal /Ain/. As consequence, the silent nominal /L/ does not exist.
FATHI. R. ELAGHA SHEIKH A.ELKAREEM. K. ELKAHLOOT
Genius of consonant
Part:1
Grammar and morphological applied study of Silent consonant (Taa) in the Holy Quran.
First Edition.
All Rights reserved