"بابور كاز غزة" ينقل الفنان ""أيوب إلى العالمية
حاوره: علي الأغا
بعد أن ضاقت بهم السبل، نتيجة لمنع الوقود والسلع الأساسية من الدخول نتيجة الحصار الإسرائيلي المشدد، اتجه المواطنون الغزيون كما هو معروف لسلع بديلة تعوضهم ولو جزئيا عن هذه المواد، ولكن ما يثير الدهشة هو أن يغني الغزي لهذه "المستلزمات الإجبارية التي فرضها الواقع المعاش"، أما الأمر الأكثر دهشة فهو نجاح هذه الأغنية داخليا وخارجيا وكم الاهتمام الإعلامي بهذه الأغنية، وللتعرف أكثر على الظروف المحيطة بهذا العمل الفني التقينا بصاحب هذا العمل الفني "إسلام أيوب".
*كيف تبلورت فكرة أغنية "شحبر يا بابور الكاز"؟
-يجب أن نعود إلى الخلف قليلا، فهناك حصار خانق على غزة، ومن ضمن ذلك نقص الوقود، خاصة غاز الطهي، واستبدال الغاز بـ"البوابير" التي تعمل بالسولار، والسولار أيضا لم يكن متوفرا، ولكن كان يتم جلبه بواسطة الأنفاق من مصر، وقد كان تدبير أمور الطهي في غزة هو حديث المجتمع هنا، خاصة النساء، وأنا بدوري كفنان وكاتب مسرحي، أشعر بما يشعر به الناس، ورغبت أن أعبر عن معاناتنا تحت الحصار عبر هذه الأغنية.
*على المستوى الشخصي، هل كان لاستخدامك "البابور" أثر في خروج هذه الأغنية إلى النور؟
-بالتأكيد، فزوجتي طلبت مني شراء بابور، لأن الغاز نفد لدينا، وبالفعل أحضرت البابور، وكان غريبا علينا في البيت، وذلك للخوف من استعماله ومن "الشحبرة" أي "اللهيب" الذي يحدثه وفكرت معمقا كيف يمكن أن تتحول هذه المعاناة إلى "كوميديا ساخرة".
* صف لنا، الخطوات العملية لإنتاج هذه الأغنية؟
-قد تستغرب، ولكن وأنا أحضر الشاي في أول يوم للبابور في منزلنا، بدأت الفكرة تختمر في ذهني، وعلى جناح السرعة أحضرت ورقة وقلم، ووجدت الكلمات جاهزة أمامي، وقمت بتلحينها ومن ثم تسجيلها في الاستديو وتصويرها فيديو كليب.
*ولكن هل توقعت أن يكون للأغنية كل هذا الصدى والنجاح على الصعيد الخارجي؟
-أنا توقعت أن تكون للأغنية شعبية على المستوى المحلي ولكن أيضا ليس بهذه الصورة، ولكن ما أدهشني انتشار الأغنية على المستوى الخارجي، خصوصا في الفضائيات ومواقع الانترنت، كما اتصلت بي كبرى الشبكات الإعلامية لأتحدث عن الأغنية مثل: الجزيرة، رويترز، البي بي سي وقنوات فرنسية وتركية.
*الملاحظ أن الأغنية عالجت المعاناة بطريقة ساخرة، ولكنك كنت تريد ان توصل رسالة للعالم، ما هي؟
-رسالتي أن الشعب الفلسطيني في غزة لن يموت، وهذه ليست شعارات بل حقيقة راسخة وثابتة كالجبال، ولذلك حاولت أن أظهر للعالم أن شعبنا أقوى من الحصار وأنه يستحق الحياة، "فالحاجة أم الاختراع"، والبابور كان يستخدم منذ 50 عاما والآن أصبح "البابور المزعج" من مقومات الصمود.
*من الملاحظ أن كل من يراك في الشارع يسألك عن "البابور"، هل من مواقف طريفة؟
-بالتأكيد، وهي كثيرة، ومنها أن الناس تسألني: هل هذه الكلمات كلماتك أم كلمات زوجتك، وكنت أقول لهم هي "كلماتي"، فالبابور يشحبر كل الدار، ولكن من جهة أخرى كان يترسخ لدي شعور أن هذا الفن فن مقاوم، فالعدو يمنع الغاز ليذل أهل غزة ولذلك نحن استبدلنا الغاز بالبابور ونقول لمن يحاصرنا: موتوا بغيظكم.
*هل تفكر بأن تغني لمستلزمات أخرى فرضها علينا الحصار بعد نجاح أغنية "البابور"؟
-نعم، أفكر حاليا أن أغني للخبز الذي ينقطع باستمرار، وإن توفر فإن الحصول عليه يستنزف وقتا طويلا، كما أفكر بالغناء للكهرباء المقطوعة باستمرار وسأقدم أي عمل يسعد الجمهور.
وتقول كلمات الأغنية:
وتربع بابور المشحبراتي على عرش القمة
يلا خليها تكمل
شحبر يا بابور الكاز شحبر بدنا نعمل شاي
الجرة عنا طفرانة وخط الكهربا مش جاي
شحبر يا بابور شحبر شحبر ولا اعطيك ستيم
إحنا ليش يا بابور لورا احنا راجعين
شحبر يا بابور شحبر ومللي هالدنيا شحبار
عيني عليك يا بابور متربع زي الكبار
شحبر يا بابور شحبر إنتا أحسن من الغاز
عيني ما أحلى شايك شايك بنكهة كاز
يا بابور مهرك عالي يا بابور شايف حالك
صاير تسكن في العالي قللي إيش اللي جرالك
شحبر يا بابور شحبر شحبر ومللي هالحيطان
ما يهمك يا بابور ما يهمك تعب النسوان
شحبر يا بابور شحبر شحبر وملينا هباب
اندبحنا يا بابور وانقطعت بينا الاسباب
شحبر يا بابور الكاز شحبر بدنا نعمل شاي
الجرة عنا طفرانة وخط الكهربا مش جاي