زراعة الأنسجة النباتية
كتب الحاج قاسم صالح الاغا ابوحسام
Tissue culture planting
مقدمة:
يعتبر علم "زراعة الأنسجة النباتية" في العالم من أهم علوم التقنية الزراعية، وأكثرها دِقة وتطوراً وفائدة للبشرية، ويعتبر من أهم الإنجازات الزراعية المفيدة في سنوات محدودة مالم تعطه الطرق التقليدية خلال القرون الماضية.
في عام 1957 كانت البداية الفعلية لهذا العلم عند ما وضع أسُسه العالمان الأمريكيان سكوج ومِلر، وتم استخدامه على نطاق اقتصادي خلال العقدين الأخيرين من القرن الماضي.
تقنية هذه الطريقة:
تتمثل تقنية هذا العلم في عزل وإنماء خلايا منفردة أو أجزاء من النبات (قد يكون أنسجة، سيقان، جذور، حبوب لقاح، أجزاء من الأوراق، بتلات، أجنّة أو مبيض)، في معمل تحت ظروفٍ معقمة، ومن ثم تربية هذا الجزء في بيئة زراعية تحتوي على مكونات غذائية متكاملة، بعد ذلك يتم وضعه في بيئة اصطناعية مثالية من حيث الحرارة والرطوبة والضوء قبل أقلمة النبات استعداداً للزراعة.
ويكون المعمل المستخدم مجهزاً بأجهزة ومعدات ذات مواصفات خاصة، علاوة على أنابيب اختبار وأطباق وأوعية زجاجية أو بلاستيكية أو من الألومنيوم، بالاضافة الى العناصر الغذائية الكبرى والصغرى، ومنظمات النمو النباتية والهرمونات ومواد عضوية كالسكر والأحماض الأمينية، علاوةً على صواني وأرفف لإعداد بيئة معينة لتوفير احتياجات الأجزاء النباتية المراد إكثارها، ومطهر (كحول 70 %) وماء معقم.
تمر عملية الإكثار بالمعمل بالخطوات التالية:
بالمطبخ: حيث يتم الغسيل والتجفيف للأواني المستخدمة بالماء المقطر، وكذلك وحدة صغيرة لتحضير البيئات وتعقيمها.
حجرة الزراعة: وفيها يتم فصل الأجزاء النباتية المراد زراعتها ووضعها في الأوعية المناسبة لها في بيئة صناعية خاصة ولمدة محددة.
حجرة التحضين: فيها تنقل الأوعية التي زرعت بها الأجزاء النباتية المشار إليها وحفظها في حضانات يتوفر بها مستوى معين من الرطوبة والحرارة والضوء تختلف من نبات لآخر ولمدة محددة.
حجرة النمو: وفيها يتم انماء الأجزاء التي تم زراعتها في بيئة أخرى ذات تركيب معين لتشجيع تكوين أفرع جديدة بنظام ري خاص وتكرار هذه العملية للحصول على الأعداد المطلوبة.
حجرة التفريد: حيث يتم تفريد النباتات النامية في الأنابيب وغيرها في تربة معقمة ، ثم نقل النباتات النامية إلى الدفيئة الزراعية لأقلمتها وتدويرها إلى أوعية بلاستيكية أوزجاجية بها رمل وتربة معقمة، ويتم تغطيتها بالبلاستك الشفاف لحفظ الرطوبة لمدة محددة وبعدها تكون جاهزة للزراعة بالحقل . ويشترط عند الزراعة بالحقل أن تكون التربة خالية من الأملاح والأمراض خاصة النيماتودا والذبول وتوفير مصدر للري بمياه خالية من الأملاح والشوائب ومعقمة، وبذا يمكن الحصول على عشرات بل مئات الآلاف من الشتلات خلال 3-9 شهور.
مزايا هذه التقنية:
تعتبرهذه الطريقة الحديثه من أفضل الطرق لإكثار النباتات التي يصعب إكثارها بالطرق التقليدية وأسرع الطرق لإنتاج أعداد كبيرة من الأشتال في مساحة محدودة، وزمن أقصر، وتكلفة أقل، والحصول على الشتلات المطلوبة في الوقت المناسب للزراعة وبالعدد المطلوب، وتشمل الأشتال بكافة أنواعها (كالموز ونخيل البلح من الفواكه، والبطاطس والبندورة والباذنجان من الخضر وأزهار القطف كالورد والقرنفل، والنباتات العطرية والطبية كالمرمرية والنعناع، ونباتات العلف كالبرسيم وغيرها).
- تكون الشتلات قوية النمو خالية من الأمراض والفيروسات.
- يفوق إنتاجها عن مثيلاتها من النباتات الطبيعية بنسبة 10-20%.
- عدم وجود مخلفات (صلبة أو سائلة أو غازية) ضارة بالإنسان والبيئة.
- أشتال النخيل بهذه الطريقة تعطي ثمار بعد 2-3 سنوات من تاريخ الزراعة.
- يمكن تصديرها لكافة دول العالم.
عيوب طريقة الزراعة بالأنسجة النباتية:
- ارتفاع التكاليف الإنتاجية والتأسيسية كونها تقنية تحتاج إلى كثير من المعدات والمستلزمات الفنية.
- خطورة العمل للتعامل بمواد كيماوية وهرمونات وغيرها.
- هناك نباتات يصعب إكثارها بهذه الطريقة وتحتاج إلى كادر فني ذو كفاءة عالية.
- منافسة عالمية بين الشركات والمختبرات العاملة في هذا المجال.
المصادر: مقالات منوعة بالشبكة العنكبوتية باللغتين العربية والإنجليزية.
[1] عبدالله علي | شكر وتقدير ودعاء | 12-02-2019