شادي.. في رحاب اللطف الإلهي
نبيل خالد الاغا - الدوحة
أخي وحبيبي وصديقي المعتصم بالله حفظك الله وأودع الصبر والسكينة في قلبك وقلوبنا جميعا
سلام الله عليك ورحمته وبركاته وبعد:
لم يكن الخبر عادياً، بل جمرة ملتهبة أحرقت قلوبنا، وأدمت نفوسنا، وأبكت عيوننا، فشادي الحبيب بن الحبيب لم يكن ابنك وفلذة كبدك يا أبا حلمي فحسب، بل ابننا جميعاً.. ابن عائلتنا التي تجرعت كأس الفجيعة على رحيله الأبدي، هذه حقيقة لن نقف عندها كثيراً..لكننا سنقف كثيراً وكثيراً جدا عند الحقيقة الأزلية المطلقة.. حقيقة الموت.. وهو الحق المكروه الذي يلاحقنا جميعاً صغاراً وكباراً شيبا وشبانا، ولا بد لنا نحن المسلمين الذين أعزنا الله بالاسلام ان نصبر ونستسلم للقضاء الرحماني الذي لا يُرد.
ولكن.. ما السبيل إلى الصبر في هذا الوقت العصيب؟
الاجابة وردت في عشرات الآيات القرآنية، وعشرات الأحاديث النبوية التي تحثنا على الصبر، والصبر الجميل تحديداً.
فيا أيها المعتصم بالله.. هذه لحظة اعتصامك بالله وبقضائه وقدره وحمده الذي لا يُحمد على مكروه سواه.
يا أحباب معتصم إخوانا وخلاَّنا وأبناء عمومة وخئولة.. ويا أحباب شادي وأترابه وعماته وأخواله ويا آل الآغا وأحبابهم جميعاً.. تعالوا نقرأ بقلوب واعية ونتدبر بعقول نابهة بعض الآيات والأحاديث لعلها تهدهد خواطرنا.. وتطفئ غلواء انفعالاتنا وحسراتنا على الغائب الذي لن يؤوب إلى الأحضان الدافئة.
- قال تعالى: «إنّ الله مع الصابرين» فهل نتبصر في هذه الكلمات الأربع؟!
- وقال تعالى: «إنما يُوفّى الصابرون أجرهم بغير حساب»، فهلاَّ عرفنا جزاء الصابرين المدَّخر لهم عند بارئهم؟!
- وقال أيضاً: «إنّا لله إنّا إليه راجعون»، فهل نعرف حقيقة وجودنا اليوم ومآلنا في الغد؟!
لكي نتجاوز الفجيعة علينا أن نفكر ونردد قول الحبيب الأحب: «لله ما أخذ، ولله ما أعطى، وكل شيء عنده بمقدار وأجر».
وقال الحبيب: «إذا أحبَّ الله عبدا ابتلاه فإن صبر اجتباه، فإن رضي اصطفاه». «الرضى بالمقدور درجة الزاهدين».
- وقوله أيضاً: «إن الصبر والإبتلاء «الامتحان» يستبقان إلى المؤمن».
وورد في الحديث القدسي قول رب العزة: «إذا وجّهتُ إلى عبد من عبيدي مصيبة في بدنه، أو ماله، أو ولده، ثم استقبل ذلك بصبر جميل، استحيت منه يوم القيامة أن أنصب له ميزانا أو أنشر له ديواناً».
وأخيراً فالصبر الجميل هو الصبر بلا شكوى، والصفح الجميل هو المسامحة بلا عتاب، والهجر الجميل: هو بدون أذى.
يا أبا شادي، يا أم شادي، يا كل الأحباب.. لنردد معاً، ونتضرع للحق معاً:
اللهم إن شادي عبدك، وابن عبدك، يحتاج إلى رحمتك، فارحمه في الأولين، وارحمه في الآخرين، وأسكنه فراديس الجنان في عليين، اللهم يا حي يا قيوم السماوات والارض، اخلفنا في فقيدنا الغالي خيرا وعوضا، واجعله يا رب ممن ينادون: «يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي. آمين.
اللهم ارحم موتانا، وموتى المسلمين جميعا، وارحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه، آمين. وصلِّ اللهم على حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.
أبو خلدون
الدوحة 30/3/2009