بسم الله الرحمن الرحيم
إلى أخي الحبيب وقرة عيني
المعتصم بالله أبو حلمي والماجدة حرمة حفظكم الله تعالى
‘‘واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا ’’
وابشرا بـ ( بيت الحمد )
يا أخي الحبيب أبو حلمي وأختي الماجدة أم حلمي حفظكم الله ورعاكم .. الحمد لله حمداً كثيراً طيباً والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم ، إن الله إذا أحب عبداً ابتلاه في نفسه ومالة وأهله وولده.. يبتليه من أجل أن يرفع درجاته وليصلي عليه .. وليعلم وليميز الصابرون من عباده عن غيرهم.. يقول عز وجل:‘‘ وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشيءٍ مِنَ الخَوْفِ وَالجُوعِ وَنَقصٍ مِنَ الأمْوَالِ وَالأَنفُسِ والثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ(155)الَّذِينَ إذَا أصَابَتْهُم مُصِيبَةٌ قَالُواْ إنَّا لِلهِ وَإنَّا إلَيْهِ رَاجِعُونَ(156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَّبِهِمْ وِرَحْمَةٌ وَأولَئِكَ هُمُ المُهْتَدُونَ(157)’’.. ونسألك يا رب أن نكون من المهتدون .. اللهمَّ آمين .. ويا أخي الحبيب إن الصلاة الواحدة من الله تعالى على الصابرين الذين يسترجعون تعني رحمتهم بدون حدود ، فكيف إذا كانت صلوات ..؟ والصلوات جمع صلاة لا يعرف منتهاها إلاّ الله تعالى فتتنزل عليهم رحماته وتصب عليهم من عليين صبّا .. وأنتم إن شاء الله تعالى منهم ..
يا أخي الحبيب .. والله إن مصيبتنا كبيرة .. والله سبحانه وتعالى لم يصف في قرآنه الحكيم بـ ( المصيبة ) إلاّ الموت .. من أجل هذا نلجأ إليه لعلّ الله تعالى يأخذ بأيدينا فيثبتنا على الرضا والصبر والإيمان..فنسأله يا رب بأننا رضينا بحكمك وقضائك.. فتثبتنا على الرضا والصبر والإيمان بقضائك وقدرك .. يا رب يا قهار نسألك وأنت الفعال لما تريد .. نحن عبادك المكلومين نسألك.. يا رب يا أحكم الحاكمين قضيت عندك في أم الكتاب ما قضيت ، فيا رب اقض بأن يحل علينا صبرك وسكينتك .. يا رب خفف عنا مصيبتنا .. يا رب أنزل الرضا في قلوبنا ... يا رب نحن تأسينا بقول رسولنا الكريم صلّى الله عليه وسلّم الذي قال: ‘‘ من أصابته مصيبة ، فليذكر مصيبته بي فإنها من أعظم المصائب ’’.. يا رب نحن ندرك وقولك الحق أن:‘‘ كُلُّ نَفْسِ ذَائِقَةُ المَوْتِ ثُمَّ إلَيْنَا تُرْجَعٌـونَ ’’.. وقولك الحق:‘‘ قُلْ إنَّ المَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإنَّهُ مُلاَقِيكُمْ ثُمَّ تُرَّدُّونَ إلَى عَالِمِ الغَيْبِ وَالشَّهَادةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ’’.. اللهم إنا سلّمنا لما حكمت وقضيت .. وما تذمرنا وما اعترضنا وما جزعنا .. ولكن يا رب نحن محزونون للوعة ولحظات الفراق القاسية.. يا ربنا نحن عبادك الضعفاء .. وأنت يا رب أرحم بنا من والدينا .. فنسألك يا ارحم الراحمين أن ترحم ضعفنا وذلنا واضح بين يديك ونحن نستودعك فلذة كبدنا وانت الذي لا تضيع ودائعة.. والله خير الحافظين .. وإنا نحمدك حمداً كثيراً طيباً في السراء والضراء ..
يا أخي الحبيب ويا اختي الماجدة أم حلمي ووالله إننا وجدناكم راضون صابرون حامدون شاكرون مسترجعون وتلك منّه من الله تعالى .. عندما كنا نتحدث معك يا أبا حلمي كنت أنت من يصبرنا ويجعلنا متماسكين بالرغم من عظم المصيبة ولم نسمع منكم إلاَ ‘‘ الحمد لله ’’ وهو الذي أنزل سكينته وكنفه عليكم وأظلكم بهما .... وذلك والله فضل ومنّه من الله عز وجل ...
يا أخي الحبيب أبو حلمي وأختي الغالية أم حلمي إن الله تعالى وعد الصابرين بأن يكون معهم فقال جلّ شأنه :‘‘ يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينوُا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِيِنَ ’’.. يا أخوتي الأحبة إن الله تعالى جعل نفسه جلَّ شأنه مع الصابرين دون المصلّين بالرغم من عظم الصلاة .. والله سبحانه تعالى بدأ بالصبر قبل الصلاة .. من أجل هذا نسألك يا الله أن تكون معنا في محنتنا المصيبة ... ونسألك القوة والثبات على الإيمان .. يا رب نسألك ألا تفتننا .. فنحن يا رب عبادك الضعفاء .. فاللهم نسألك أن تمدنا بالقوة والرضا والصبر آمين .. ونتوجه إليك يا رب ونسألك:( يا رب إنا استودعناك فلذة كبدنا شادي.. يا رب هو وديعة لنا عندك .. وأنت يا رب خير من يحفظ الوديعة.. يا رب نسألك أن تنزله في عليين مع الشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقاً )..
يا أخي الحبيب ويا أختي الغالية الماجدة أم حلمي إن الله تعالى لا يمتحن إلاّ عباده الذين يحبهم وأكثرهم قربا منه ، فالمصائب تنزل بالأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ، وأنتم إن شاء الله تعالى من الأمثل ، وهكذا عهدناكم دائماً في كل الأوقات سرائها وضرائها ... ويا أحبتي المعتصم والماجدة أبشروا إن الله تعالى بإذنه تعالى قد بنى لكم بيت الحمد في الجنة برضاكم وصبركم واسترجاعكم وحمدكم وشكركم مصداقاً لقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ( إذا مات ولد العَبْد قال الله تعالى لملائكته قبضتم ولد عبدي ؟ فيقولون : نعم ، فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده ؟ فيقولون: نعم ، فيقول ( وهو أعلم ): فماذا قال عبدي؟ فيقولون:حَمَدَكَ وَأسْتَرْجَع ( أي قال : إنَّـا لله وإنّا إليه راجعون ) ، فيقول الله تعالى: ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة وسمّوه بيت الحمـد ’’.. اللهمّ لك الحمد مليء السموات والأرض وما بينهما .. يا أخوتي الأحبة لقد كنتم إن شاء الله من الراضين والصابرين والحامدين والشاكرين والمسترجعين .. يا أخي الحبيب عندما توفي سيدنا أبو بكر الصديق وبعد دفنه قالت السيدة عائشة رضي الله عنها تخاطب أباها رضي الله عنه : ( نضّر الله وجهك ، وشكر صالح سعيّك ، فقد كنت للدنيا مُذِّلاً بإدبارك عنها ، وللآخرة مُعِزَّاً بإقبالك عليها ، ولئن كان رزؤكَ أعظم المصائب بعد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، وأكبر الأحداث بعده فإن كتاب الله تعالى قد وعدنا بالثواب على الصبر في المصيبة ، وأنا تابعةً له في الصبر فأقول: إنّا لله وإنّا إليه راجعون ومستعيضة بأكثر الاستغفار لك فسلام الله عليك توديع غير قاليةً لحياتك ولا رزائة على القضاء فيك ).. ونحن يا أخي الحبيب نتوجه إلى الله تعالى مخلصين له الدين فنسأله وهو خير المجيب وهو الكريم الرحيم العاطي فنقول:( اللهم نضّر وجه فلذة كبدنا شادي وزيادة .. اللهم بارك في صالح سعيه وزيادة .. اللهمّ بعطفك أجرنا في مصيبتنا وزيادة .. اللهمَّ أنزله ما يليق بك أنت لا ما يليق بنا وأنت الرب الرحيم .. اللهم يا مالك الملك إنه أقبل عليك فاقبله في عليين والفردوس الأعلى والحوض الشريف مع حبيبنا محمد صلَى الله عليه وسلّم .. ونسألك يا رب كما سألتك سيدتنا عائشة: الثواب على الصبر في المصيبة ولا نقول إلاّ إننا لله وإنا إليه راجعون وسلام عليه في عليين مع الشهداء كما وعدت يا رب وكما أخبرنا رسولك الكريم ( من مات في الغربة فهو شهيد) اللهم آمين .. اللهمَّ آنس وحشته.. وارحم اللهمَّ غُربته .. ونوّر اللهمَّ ضريحه .. اللهمَّ تقبّل حسناته وتجاوز اللهمَّ عن سيّئاته .. اللهمَّ اغفر لهَ ذنوبه واجمع اللهمَّ بيننا وبينه في جنّات النعيم ، اللهمَّ اجعل قبره روضةً من رياض الجنان ولا تجعل قبره حفرةً من حفر النيران .. اللهمَّ آمين .
ونحن يا رب بك مؤمنين .. لك حامدون وشاكرون مستغفرون من ذنوبنا وذنوبه ومستعينون بك ومتوكلون عليك ومعتصمون بك .. ونسألك يا الله السلامة من سوء المنقلب وألاّ تردنا خائبين وأنت يا رب خير ونعم المجيب ..
أخي الحبيب .. أطال الله عمرك بالصحة والعافية والتوفيق والسرور وبارك اللهم فيكم وعليكم والغالية الماجدة أم حلمي حفظها الله وبارك اللهم فيها وعليها وأدخل السكينة والرضا والصبر في قلبها .. وأحفظ اللهم بحفظك وصونك ورعايتك وتوفيقك حلمي وزوجته وأولاده وبارك اللهم فيهم وعليهم .. وأحفظ يا رب رلى وزوجها وأولادهما وبارك اللهم فيهم وعليهم .. وأحفظ اللهم يا رب سارة وفرح وبارك اللهم فيهم وعليهم .. اللهم آمين .
وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه ألأخيار الأطهار الطيبين وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين .....
ودمتم ذخراً وفخراً لأخيكم المنتصر بالله حلمي الآغا وأسرته – حلب- سوريا .
[1] Helmi Almutasim Billah Helmi al Agha | Jazaka allah | 07-06-2009