بسم الله الرحمن الرحيم
يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي
عائلة الأغا في الوطن والخارج تشاطر آل يونس الكرام الأحزان بوفاة فقيدهم
الشاب مهند يونس
كاتب قصص وطالب بكلية الصيدله
الذي انتقل الى رحمة الله تعالى الثلاثاء الموافق 29-08-2017 عن عمر ناهز 22 عاما اثر تناوله حبوب منومة واستنشاقه غازا سامافي منطقة تل الهوى، انا لله وانا اليه راجعون.
كتب احد اصدقاءه
مهند اوجعنا جميعا لا شك في ذلك والكل اليوم يدلي بدلوه في الحدث بعلم وبدون علم ، وإليكم قصه حياه مهند بإختصار وهي في النهايه قصه حياه معظم الشباب في غزه مع اختلاف التفاصيل و في ظل سنوات الإنقسام و الحصار والإنتصار ، ولد مهند قبل 22 عاما وانفصل والده عن والدته وعمره لم يتجاوز العام فقط ، وفي النهايه عاش وحيدا مع أمه التي لم تنجب غيره ونذرت نفسها له ورفضت الزواج بعد الانفصال ، وكما هو معروف أن انفصال الوالدين يخرج الأبناء من الجو الأسري مما ينعكس سلبا على نفسيتهم ويؤثر على ثقتهم بأنفسهم ويعيشون هاجسا نفسيا ومجتمعيا قاسيين بسبب نظره المجتمع الحقيره والعلاقة المتنافره لأي طليقين.
وتربى مهند في شقه يملكها أحد اخواله الذين يعيش معظمهم في الخارج وله خال واحد في غزه لم يقصر معه وكان يعتبره بمثابة أحد أبنائه وأكثر.
وكانت علاقته بوالده عاديه في فتره الطفوله والمراهقة حيث كان مهند يذهب لبيت والده ليوم أو يومين في الأسبوع.
وكان يشهد لمهند نبوغه المبكر وكلامه الذي يفوق سنين عمره بسنوات كثيره وكان كاتبا مرهفا أيضا.
تخرج بتفوق من الثانويه العامه ومن هنا بدأت مشاكل مهند وصدمته الحقيقيه في الحياه حيث حاول إقناع والده بالسفر إلى أوروبا للدراسه عند أخيه من ابيه الذي كان يدرس هناك ولكن والده رفض وبشده.
ولمهند عم مليونير في استراليا لم يرزق بالاولاد وقد عرض هذا العم بأن يتكفل بدراسة مهند ومصاريفه ولكن تدخلات والده أوقفت ذلك.
وبدأت عنده هنا تتشكل ملامح الصدمة الأولى واضطر بعدها للتسجيل في كليه الصيدله ولكن ايضا المشاكل لم تنتهي هنا حيث لم يكن يدفع أو يشارك والده بأقساط الكليه وان دفع شيئا فبصعوبه وبتدخل الآخرين مع العلم أن وضع والده المادي ممتاز.
وتربى مهند في شقه يملكها أحد اخواله الذين يعيش معظمهم في الخارج وله خال واحد في غزه لم يقصر معه وكان يعتبره بمثابة أحد أبنائه وأكثر.
وكانت علاقته بوالده عاديه في فتره الطفوله والمراهقة حيث كان مهند يذهب لبيت والده ليوم أو يومين في الأسبوع.
وكان يشهد لمهند نبوغه المبكر وكلامه الذي يفوق سنين عمره بسنوات كثيره وكان كاتبا مرهفا أيضا.
تخرج بتفوق من الثانويه العامه ومن هنا بدأت مشاكل مهند وصدمته الحقيقيه في الحياه حيث حاول إقناع والده بالسفر إلى أوروبا للدراسه عند أخيه من ابيه الذي كان يدرس هناك ولكن والده رفض وبشده.
ولمهند عم مليونير في استراليا لم يرزق بالاولاد وقد عرض هذا العم بأن يتكفل بدراسة مهند ومصاريفه ولكن تدخلات والده أوقفت ذلك.
وبدأت عنده هنا تتشكل ملامح الصدمة الأولى واضطر بعدها للتسجيل في كليه الصيدله ولكن ايضا المشاكل لم تنتهي هنا حيث لم يكن يدفع أو يشارك والده بأقساط الكليه وان دفع شيئا فبصعوبه وبتدخل الآخرين مع العلم أن وضع والده المادي ممتاز.
وطبعا مهند شاب وتعود على حياه مترفه وفجاه بدأ يشعر بأن الحياه تتغير معه إلى الأسوأ.
وكان مهند من الطلاب النوابغ في الكليه وله أبحاث واختراعات تحسب له وفاز بعده جوائز من جامعته ومن الجامعه العبريه وحتى كان يحضر نفسه للاشتراك في برنامج تيدكس العالمي للنوابغ والمؤثرين وأيضا تحصل على منحه للجامعة العبريه وكان فرحا بذلك ولكن الاحتلال لم يسمح له بالذهاب بحجه عدم الموافقه الامنيه وكانت هذه صدمة أخرى له مع إغلاق المعبر ايضا وعدم مشاركته في أي نشاط آخر كان يدعى له في الخارج.
ونتكلم علميا الآن بأن أغلب المنتحرين يحاولون تغيير الواقع كمرحلة أولى وفعلا حاول مهند تغيير واقعه والتأثير في المحيط في ظل احباطه من الواقع وإحساسه بأن غزه ليست المكان الأمثل لتحقيق طموحاته الكبيره ولكن إحباط الشخص من المجتمع فإنه يتخلى عن التغيير وتبدأ المرحله الثانيه وهي توجيه الفعل العدواني مباشره تجاه الذات بطريقه عدوانيه وشرسه تماثل شراسة الواقع المحيط ، لأن مهند أقنع نفسه بأن اختبار المجهول أفضل وأسهل من مواجهه الواقع.
وفي ظل هذه الظروف التي تحيط به من واقع صعب حوله وواقع شخصي له حاول مهند المحاولة الاخيره في تغيير واقعه ، حيث كان يريد أن يتزوج إحدى زميلاته وكانت طالبه طب وكان يبدو أنه متعلق بها جدا ، وحاول إقناع والده بأن يخطبها له ويقف معه في هذه المرحله ولكن مهند صاحب القلب الحساس صدم صدمة أخرى من رده فعل والده حيث رفض ذلك وطرده من بيته والقى جميع متعلقات مهند التي كانت عنده في الشارع ، ويبدو هنا أن هذه الحادثه ربما هي القشه التي قصمت ظهر البعير ، بحيث أنه انتكس وصدم نفسيا وأحس انه عاله على المجتمع المحيط.
وقد حاول مهند الانتحار في الفتره الاخيره مرتين ولكن فشل فيهما ويبدو أن العلاج لم يكن ناجحا لأنه اعتمد على الدواء فقط ، والمفروض في مثل حاله مهند أن يرافق العلاج متابعه مستمره ومراقبة مع علاج معرفي سلوكي لمحاولة تغيير أفكاره وتفسيراته للواقع وتعلم طرق أخرى أكثر إيجابي في تفسير الواقع ، وذلك طبعا ليس لضعف أو نقص في الكادر الطبي الموجود ، ولكن ذلك يحتاج إلى منظومه اداريه كامله ووعي مجتمعي ، وهذا غير موجود في غزه طبعا.
وفي النهايه اقول ان الانتحار هو عدوان تجاه الداخل نتيجه ضيق ويس وإحباط وضغوط حياه وكسر روابط اجتماعيه وإنعزال وفشل وعلى أثرها يعاني الشخص من ألم انفعالي لا يطاق ويؤدي ذلك إلى اكتئاب شديد يقود إلى الانتحار .
هو الم يشعرك بأنك مكبل ولا حول لك ، ولكن فجأة تأتيك شجاعه وتقنعك بالاختفاء من هذا العالم السئ.
ويبدو أن مهند قرر ان يفعلها بطريقه حرفيه وفنيه وعلميه حيث تناول حبوب منومه ووضع كيس اسود على رأسه وادخل في الكيس أموبة غاز المخصصة لتعبئة الولاعات وقد صمم واخترع لها آلية تخرج فيها الغاز بمنسوب بسيط جدا..
وقرر مهند أن ينام بهدوء ليكف عن إزعاج هذا العالم ويقال أن لمهند كقوله كان يرددها كثيرا وهي..
" الحياه جميله ولكن الألم أكبر بكثير "
انتهت قصت مهند هل يتكرر مهند في كل شارع وبيت
وكان مهند من الطلاب النوابغ في الكليه وله أبحاث واختراعات تحسب له وفاز بعده جوائز من جامعته ومن الجامعه العبريه وحتى كان يحضر نفسه للاشتراك في برنامج تيدكس العالمي للنوابغ والمؤثرين وأيضا تحصل على منحه للجامعة العبريه وكان فرحا بذلك ولكن الاحتلال لم يسمح له بالذهاب بحجه عدم الموافقه الامنيه وكانت هذه صدمة أخرى له مع إغلاق المعبر ايضا وعدم مشاركته في أي نشاط آخر كان يدعى له في الخارج.
ونتكلم علميا الآن بأن أغلب المنتحرين يحاولون تغيير الواقع كمرحلة أولى وفعلا حاول مهند تغيير واقعه والتأثير في المحيط في ظل احباطه من الواقع وإحساسه بأن غزه ليست المكان الأمثل لتحقيق طموحاته الكبيره ولكن إحباط الشخص من المجتمع فإنه يتخلى عن التغيير وتبدأ المرحله الثانيه وهي توجيه الفعل العدواني مباشره تجاه الذات بطريقه عدوانيه وشرسه تماثل شراسة الواقع المحيط ، لأن مهند أقنع نفسه بأن اختبار المجهول أفضل وأسهل من مواجهه الواقع.
وفي ظل هذه الظروف التي تحيط به من واقع صعب حوله وواقع شخصي له حاول مهند المحاولة الاخيره في تغيير واقعه ، حيث كان يريد أن يتزوج إحدى زميلاته وكانت طالبه طب وكان يبدو أنه متعلق بها جدا ، وحاول إقناع والده بأن يخطبها له ويقف معه في هذه المرحله ولكن مهند صاحب القلب الحساس صدم صدمة أخرى من رده فعل والده حيث رفض ذلك وطرده من بيته والقى جميع متعلقات مهند التي كانت عنده في الشارع ، ويبدو هنا أن هذه الحادثه ربما هي القشه التي قصمت ظهر البعير ، بحيث أنه انتكس وصدم نفسيا وأحس انه عاله على المجتمع المحيط.
وقد حاول مهند الانتحار في الفتره الاخيره مرتين ولكن فشل فيهما ويبدو أن العلاج لم يكن ناجحا لأنه اعتمد على الدواء فقط ، والمفروض في مثل حاله مهند أن يرافق العلاج متابعه مستمره ومراقبة مع علاج معرفي سلوكي لمحاولة تغيير أفكاره وتفسيراته للواقع وتعلم طرق أخرى أكثر إيجابي في تفسير الواقع ، وذلك طبعا ليس لضعف أو نقص في الكادر الطبي الموجود ، ولكن ذلك يحتاج إلى منظومه اداريه كامله ووعي مجتمعي ، وهذا غير موجود في غزه طبعا.
وفي النهايه اقول ان الانتحار هو عدوان تجاه الداخل نتيجه ضيق ويس وإحباط وضغوط حياه وكسر روابط اجتماعيه وإنعزال وفشل وعلى أثرها يعاني الشخص من ألم انفعالي لا يطاق ويؤدي ذلك إلى اكتئاب شديد يقود إلى الانتحار .
هو الم يشعرك بأنك مكبل ولا حول لك ، ولكن فجأة تأتيك شجاعه وتقنعك بالاختفاء من هذا العالم السئ.
ويبدو أن مهند قرر ان يفعلها بطريقه حرفيه وفنيه وعلميه حيث تناول حبوب منومه ووضع كيس اسود على رأسه وادخل في الكيس أموبة غاز المخصصة لتعبئة الولاعات وقد صمم واخترع لها آلية تخرج فيها الغاز بمنسوب بسيط جدا..
وقرر مهند أن ينام بهدوء ليكف عن إزعاج هذا العالم ويقال أن لمهند كقوله كان يرددها كثيرا وهي..
" الحياه جميله ولكن الألم أكبر بكثير "
انتهت قصت مهند هل يتكرر مهند في كل شارع وبيت
[1] صلاح سعيد صالح شبير | لا بد من محاكمة الأب الظالم | 30-08-2017