شكر وتقدير
العائلة الكريمة، الأهل والأقارب والأصدقاء والمعارف والجيران
بقلوب راضية بقضاء الله وقدره، نرفع أكف الدعاء إلى المولى عز وجل، سائلين الرحمة والمغفرة للفقيدة لأمنا الغالية "أم خليل". لا نملك في هذا الموقف المهيب، برحيل الأم، التي لم تتوانى حتى في أحلك أوقات المرض، في الاطمئنان على أحوالنا وأحوال أبنائنا وبناتنا.، إلا أن نقول ما يرضي ربنا، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
أكثر من أربع سنوات مضت مذ رأيتها للمرة الأخيرة، لم يكن حالنا بأحسن من حال مئات الآلالف المحاصرين في قطاع غزة، وأؤلئك الذين يعيشون خارجه. الجميع تحت رحمة سجان واحد وإن اختلفت المسميات والجهات.
نمنع من السفر من وإلى أرضنا ولقاء أحبابنا وأهلنا، حتى أننا لا نملك أن نودعهم في آخر أيامهم. قد تكون المرة الأولى التي أبوح بها بهذه الكلمات. هي ليست غضبا، ولا احباطا، إذ نعلم جميعا أن هذه أقدار الله، يختبرنا بها، يمحص قلوبنا، ويرى قدرتنا على الرضى بما قدر.
في مساء يوم السبت، الموافق التاسع من شهر سبتمبر، ارتقت روح أمي إلى بارئها، وسط جمع كبير من أقرب المقربين، وألسنتهم تلهج بالذكر والدعاء لها. أي موتة أجمل من رحيل الروح بسلام محمولة على الذكر والدعاء والتسبيح. رحلت الروح وارتاح الجسد الذي انهكته العلل. تخلصت تلك الروح من عبء هذا الجسد الفاني، لترتقي بها ملائكة الرحمة (ولا نزكي على الله أحدا)، وكلنا يقين بالله عز وجل أنه أرسل من بشرها بمقعدها في الجنة قبل ان ترحل الروح اليه مسرعة دون انتظار.
لم يبق أحد ممن يوما عرف "أم خليل"، او "الأبلة حياة" أو "الأستاذة حياة" أو "الدكتورة حياة" أو .. "أمي"، إلا وخشع لله ، سائلا لها الرحمة والمغفرة. ليتك هنا يا أمي لتري هذه الجموع تؤم البيت أو الديوان، وبيوت العزاء الأخرى، وألسنتهم جميعا بدعاء واحد لك "الله يرحمها ويغفر لها".
لن يتسع المقام لشكر أحد بإسمه، فللمفاجأة، لم يبق أحد إلا وقدم شيئا، لكن للحق وذكر الفضل لأهل الفضل، لأخواتي غادة "أم وديع"، وسهى "أم محمد"، وسمر "أم هاشم"، وعلياء "أم فخري"، ونور "أم محمد" ودينا "أم تحسين"، ولأخوالي والمهندس محمد، والدكتور سلام، وابن عمي محمد مروان، ويلحق بهم من حالت بينهم وبينها الحدود الخالة الغالية "أم فراس" والخال الدكتور يحيى ، وزوجتي الفاضلة راوند، وأزواج أخواتي كل بإسمه ولقبه، والعزيزة عمتي أم ابراهيم، من حلوا مكاني في تقديم العون للوالدة ما استطاعوا، أنحني احتراما وتقديرا على وقفتهم طوال سنوات إلى جانب الوالدة، خلال رحلة المرض المنهكة، فيما كنت انا بعيدا، أتحرق لأكون بجانبها.
لم يتردد منهم أحد في التضحية بوقته وجهده ماله، واقتطع من أوقات أحبائه ليكون إلى جانبها. إليكم جميعا لن تكفي كل الكلمات لتوفيكم حقكم، لكن من سيوفيككم أجركم بغير حساب إن شاء الله هو رب العالمين. جعله الله في ميزان حساناتكم.
ومن خلف هؤلاء الكثير من أقرب المقربين، والأصدقاء، والجيران، كل كان يتسابق ليقدم ما يمكنه، ولأنكم أكثر من أحصيكم، لكم مني ومن أخواتي كل الوفاء والتقدير.
العائلة الكريمة، وقفت وقفتها بحق كعادتها، وهب شبابها يقدمون العون في واجب الدفن وفتح بيت العزاء. للعائلة من عميدها العم الكبير أبو أحمد إلى أصغر أطفالها، لكم منا التقدير والمحبة والعرفان.
الشكر والتقدير والعرفان، لكل من حضر إلى المستشفى أو شارك في الجنازة، أو حضر إلى بيت العزاء، أو قدم التعازي عبر الهاتف، او البريد الالكتروني أو مواقع التواصل، او موقع العائلة.
أخص بالامتنان، إخوة لي لم تلدهم أمي في موطن الاغتراب، وقفوا وقفة رجل واحد وساندوني منذ اللحظة الأولى وهم، الدكتور محمد أبو المعزة "أبو خبيب" وأبناؤه الثلاثة، الدكتور عمر رضوان "ابو عامر"، الأستاذ سامح حبيب "أبو كريم"، الدكتور رواد حماد "أبو محمد"، الدكتور طلال ديب "أبو محمد"، الدكتور محمد راضي، الدكتور محمد بهجة، والدكتور (قريبا) فؤاد شعت. والشكر موصول لزوجاتهم أيضا ممن بادرن وساهمن بالحضور أو التعزية.
لا أنسى في هذا الموقف جميع زملائي في "العربي الجديد" بدءا من المدير العام الأستاذ عبد الرحمن الشيال، إلى رئيس التحرير الأستاذ بشير البكر، ومدير التحرير الأستاذ حسام كنفاني، إلى جميع المكاتب في الدوحة وبيروت ولندن.
هناك كثيرون، ممن يستحقون كلمة وفاء على ما قدموا وأعطوا وساهموا به، وليبقى أجرهم كاملا عند الله، نقول لهم بارك الله فيكم وجزاكم عن الوالدة كل الخير.
أسأل الجميع، أن يسامح أمي إن هي أخطأت بحق أحد. من كان له حق عندها، إما أن يسامح وإما أنا كفيل بها.
وأخيرا، نسأل الله للوالدة والوالد رحمهما الله، مغفرة واسعة، مغفرة تملأ ما بين السماء والأرض. اللهم عاملهما بالاحسان، إذا الإحسان منك وإليك. اللهم أغفر لهما ذنوبهما، دقها وجلها، ما علما منها وما لم يعلما. اللهم أكرم مثواهما، واجمعنا بهما في مستقر رحمتك.
بإسمي وبإسم أخواتي بنات المرحوم الدكتور إحسان الأغا
خليل إحسان الأغا
بريطانيا
[1] عبد الغفار نعيم حمودة الفرا | زيارة مع وقف التنفيذ | 14-09-2017
[2] أحمد محمد قاسم الأغا | أم خلبل رحمها الله | 15-09-2017