أسامة جاسر الأغا *
بدأت بدولة قطر منذ بداية شهر مارس الماضي حملة ركاز لتعزيز الأخلاق تحت عنوان : ( فاز من حياته إنجاز ) ، أي أن الفائز هو الذي يملأ حياته بالإنجازات التي تخدم الإسلام ، وهذه الحملة مبنية على معالجة مشكلة الفراغ ، والتركيز على استثمار الوقت ، وحث الشباب على أن يكون لهم إنجاز مهم في حياتهم ، واستمرت هذه الحملة أكثر من شهرين ، وأقيمت في المدارس والجامعات والمجمعات التجارية ، واستهدفت في المقام الأول الشباب غير الملتزم والفتيات غير الملتزمات .
أقيمت هذه الحملة العاشرة ، والرابعة في قطر بدعم مباشر من الهيئة القطرية للأوقاف ، وتنظيم مؤسسة الشيخ عيد بن محمد آل ثاني الخيرية ، وجمعية قطر الخيرية ، وإدارة الدعوة التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ومركز ( صناع الحياة ) للفتيات .
إن مؤسسة ركاز لتعزيز الأخلاق مؤسسة إعلامية دعوية مستقلة غير ربحية تهدف إلى تعزيز الأخلاق في الدول العربية والإسلامية عن طريق التنسيق مع المؤسسات المدنية في تلك الدول . إن مشروع حملة ركاز لتعزيز الأخلاق بدأ في الكويت منذ سنوات ( الحملة العاشرة حتى الآن ) ثم انتشر في دول المنطقة ليمتد إلى الأردن والجزائر ، وهناك خطة لانتشار حملة ركاز في العالم بحلول عام 2020 بإذن الله تعالى ، وأتطلع إلى أن تنظم حملة ركاز القادمة أو التي تليها في فلسطين لأنني أرى أنها من الحملات الدعوية والتربوية المهمة في حياة كل مسلم ومسلمة ، وقد أسس هذا المشروع الكبير فضيلة الشيخ الدكتور محمد العوضي من دولة الكويت مع بعض الدعاة .
و ( ركاز ) كلمة تطلق على الذهب والفضة داخل الأرض ، وهي كلمة تطلق على الشيء الثابت والراسخ في الأرض ، وأخلاقنا وقيمنا نفيسة كالذهب في كل زمان ومكان . وأقيمت في كافة المدن القطرية خلال هذه الحملة العديد من المحاضرات والندوات وورش العمل واستفاد منها عشرات الآلاف من الفتية والفتيات بل من الأطفال والرجال والنساء وكبار السن ، وحرصت على أن تزرع قيماً نبيلة لدى المسلمين والمسلمات ، ومن هذه القيم التخطيط وتنظيم الوقت للقيام بإنجازات مهمة في هذه الحياة مثل : عمل موقع إسلامي هادف على الإنترنت والدعوة للإسلام وإسلام شخص أو أكثر على يديك وتأليف كتاب أو أكثر للمساهمة في نهضة الأمة الإسلامية و تأسيس إذاعة إسلامية خاصة واختراع أجهزة مفيدة والمساهمة في جمع التبرعات لبناء مساجد ودور للأيتام وحفر الآبار وغيرها من أعمال الخير وحفظ القرآن الكريم وصحيح البخاري .
المنظمون والعاملون في هذه الحملة وزعوا حقيبة دعوية خفيفة وجميلة لجمهور الفعاليات بها عدة إصدارات شملت قصصاً هادفة ، وتعريفاً بالحملة الحالية : الفوز والإنجاز .
إن الغاية تحقيق السعادة في الدنيا والآخرة ، والدوافع هي : الانتماء للإسلام ، وتحديد الهدف من الحياة ، والشعور بالمسؤولية ، واستثمار الوقت ، والإتقان والإيجابية . ومن فوائد الإنجاز الإيجابي : إرضاء الله ، ورضا النفس ، واستثمار القدرات الذاتية لتحسين الأداء ، ومشاركة الآخرين ومساعدتهم لتقوية الروابط الاجتماعية ، والشعور بالسعادة ، واستثمار الوقت ، والتفاعل الإيجابي ، وفهم الحياة بشكل أفضل ، والقدرة على إدارة التغيير وتحسين السلوك الأخلاقي .
من إيجابيات هذه الحملة أنها تجعل المسلم قادرا على استثمار وقته عن طريق إدارة ذاته ، وتحديد الأولويات ، وتحديد النتائج ، إضافة إلى مقدرته على اكتشاف قدراته الذاتية وتطوير مهاراته لتحقيق الإنجازات الروحية والعقلية والجسدية والاجتماعية والثقافية والعلمية والدراسية والمهنية والمالية والنفسية والتنموية والتطوعية والترفيهية .
إن الإنجازات يجب أن تصب في الرسالة العامة للإنسان الذي يسعى لها ، وهذه الرسالة هي الدور الذي يؤديه الإنسان في هذه الحياة بجوانبها : إرضاء الله ، والعائد الشخصي ، والعائد الاجتماعي ، علما بأن الإنجازات قد تكون فردية وقد تكون جماعية . لكل إنجاز معايير ، وهذه المعايير هي : تحديد الإنجاز ، وترتيب خطوات تحقيقه ، وأن يكون الإنجاز مقبولا ويمكن تحقيقه ومحدد بزمن معين .
ولابد قبل الانطلاق من التوكل على الله ، والإخلاص في العمل ، وتزكية النفس ، والتفكير والعمل ، والهمة العالية ، واختيار الإنجازات الطيبة في الوسائل والنتائج ، والمبادرة وحب المعرفة والصبر ثم حمد الله وشكره بعد تحقيق الإنجاز .
إن فكرة مشروع ركاز هي القيام بحملات إعلامية تربوية دعوية تحمل كل حملة منها مجموعة من القيم والأهداف الخاصة بالإضافة إلى فعاليات مصاحبة ، ويهدف المشروع إلى الدعوة إلى الاعتزاز والتمسك والرجوع إلى المبادئ الإسلامية الأصيلة ، ومعالجة الظواهر الأخلاقية الدخيلة على مجتمعاتنا الإسلامية المحافظة ، وتوعية الشباب والفتيات بخطر تلك الظواهر .
حملات ركاز السابقة والحالية ( 10 حملات ) كلها حملات مباركة ، دعمها أشخاص مباركون بأموال مباركة ، وكل أعمالها مباركة بفضل الله ، وقد استضافت هذه الحملات العديد من الشيوخ والعلماء والدعاة .
ومن أبرز العلماء والدعاة في الحملة الأخيرة في قطر ( فاز من حياته انجاز ) : الشيخ الدكتور إبراهيم الدويش والشيخ الدكتور عبد المحسن الأحمد والشيخ الدكتور محمد العريفي والشيخ الدكتور إبراهيم بو بشيت والشيخ نبيل العوضي والشيخ سلطان الدغيلبي والشيخ عبد الواحد المغربي والدكتور محمد الثويني والشيخ محمد بن عامر والشيخ أحمد أبو العينين والشيخ عبد الولي الأركاني والأستاذ عبد الرحمن الحرمي إلى جانب عدد من الداعيات في مدارس وجامعات البنات ، وقد قمتُ بعمل لقاءات مع هؤلاء الشيوخ والعلماء وتغطية محاضراتهم في الصحافة القطرية ، واستفدتُ كثيراً من علمهم وتعاملهم وعطائهم ، سائلاً الله تعالى أن يحييني حتى أشاركَ في الحملة القادمة إن شاء الله تعالى .
* منسق الصحافة وعضو اللجنة الإعلامية بحملة ركاز قطر .
مع فضيلة الشيخ القطري أحمد البوعينين
مع فضيلة الشيخ السعودي الدكتور عبدالمحسن الأحمد
صورة جماعية يوم الحفل الختامي ويظهر فيها الدكتور الكويتي محمد العوضي والشيخ السعودي سليمان الجبيلان
مع فضيلة الشيخ الجزائري محمد بن عامر
[1] مهند مأمون كامل الشوربجي | الأخ الحبيب أبو حمزة | 18-05-2009