ما بين الموت والحياة
الأربعاء ١/٨/٢٠١٨م
مجمع ناصر الطبي
الساعة ٣:١٥ ص
غرفة ١٠٧ ب/ رجال
سرير رقم ١ _ رقم ٢
إستيقظت من النوم هرِعاً كالذي خرج من كابوسٍ مرعب على صوت دعوآت وإبتهالات ممتزجة مع الدمع والبكاء معاً ، وعندما وقفت وكأن الإحساس قد خانني كنت أشعر وكأن شيءً ما عالقاً في صدري حقا !
إحساس أول مرة كنت قد أحسست بهِ عندمآ رحل أخي الشهيد ،،
وهآ أنا اجدده اليوم بوفآة الحآج عدنان الأغا "أبو صالح" الذي كان قبل لحظآتٍ من وفاته يدعوا الله ويصلي ويدعوا لأبنائه وبناته كنت أستمع وأرى وأدعوا كل ذلك ، ولكن بصمت .. ذلك الصمت الغريب الذي أحسست على أثره بأنني أحلم .. ولكن هذه هي الحقيقة !
الحآج عدنان كان من الناس القليلة التي أحببتها بصدق كان ذلك الحاج البار، طيب القلب ، المتحلي بالإيمان الذي لا يخالطه أي شك ، رحيماً بأبنائه ومحبوباً بين الناس ، معروفاً بكرم أصله وفصله (رحمه الله) .
والله عندما أتحدث عن ما رأيته بعيني هذه وكما أراكم ، أن غرفة (107) التي أرقد بها انا وأكتب هذه الكلمات من داخلها لم تخلوا من الزوار المحبّين للحاج أبو صالح وحتى ساعات متأخرة من الليل الكل يحبه وأنا أحببته أيضاً !
وعندمآ أتحدث بصدق عن أبنائهِ وأحفادهِ أتحدث عن أناسٍ كانوا نعم السند والعون لوالدهم ومعروفين بصدقهم ونبيل أخلاقهم فكلهم أحبابنا وأصدقائنا ، أحترمهم وأقدرهم .
عندما رحل الحآج عدنان وأبدله الله داراً خيراً من داره كنت قد أيقنت حينها أنه لا يوجد للإنسان في حياته سوى ثلاث أشياء إن أحسن صنعها فقد فلح في دنياه الزائلة وجمع لآخرته البآقية وهي :
ولدٌ صالح يدعوا له .. علمٌ ينتفع به .. صدقة جارية
ختآماً / اللهم اغفر له وارحمه ، وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة واحشره مع النبيين والصدّيقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ..
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات ، اللهم اشفِ مرضانا ، وعافي مبتلانا ، أنت مولانا وخالقنا ..
وارحم موتانا وأغفر لهم ، اللهم ونقهم من الذنوب كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا ، ربنا ولا تؤآخذنا إن نسينا أو أخطأنا ( اللهم آمين )
عادل سفيان القصّاص