مقالات

رثاء للمناضل الكبير د. محمد الفرا- بسام الأغا سفير فلسطين بالجماهيرية الليبية


بسم الله الرحمن الرحيم
"يأيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية ،فادخلي في عبادي وادخلي جّنتي "
                                                                     "صدق الله العظيم"

د. محمد الفرا  أبا هادي ايّها الكبير في ذمة الله

عنوان وطنيّ فلسطينيّ عربي عروبي ترجل إلى دار الحق ، وجهٌ من وجوه أولئك الأماجد من الجيل العصامي الذي حفر بأظافره في الصخر ليصنع مستقبله وليكون نموذجاًً فلسطينياً بجدارة  .

أَبا هادي كنا نسمع عنك منذ طفولتنا وأنت على أعلى منبر في هذا العالم
الأمم المتحدة ،سمعنا عنك بمواقفك الشريفة إلى أن جمعتنا بكم الأقدار نلتقيكم في بيتكم العامر في تونس بابتسامتك الهادئة والمعبرة عن الأمل ، بيتكم وقلبكم وأسرتكم الحضن الدافئ لأبناء فلسطين .... حرمكم المصون ذات الأصالة ، أطفالك هادي وهبة ببرائتهم ومايحفظون عن فلسطين .

كانت الصدمة قاسية والخبر جلل عندما علمت من الأخ الصديق د. أسامة الفرا
وأنا أتصل به للتواصل ، واذ به يبلغني ذلك الخبر ... لكنها إرادة الله ، وتسليماً بإرادة الله نقول :- ( إنا لله وإنا اليه راجعون ) صدق الله العظيم

يوم حزين ،ولكنك ستبقى نجماً في سماء الوطن وعلامة فارقة مشرقة في تاريخ فلسطين والحركة الوطنية الفلسطينية أيها العصامي رحلت وتركت سيرة عطرة معطرة بأريج برتقال يافا ، ليفخر بها أبناؤك .

لاأنسى في بيتكم العامر في تونس وأنت تحتفظ بتلك الرُخامة الصغيرة حجماً ، والكبيرة معنى ومكتوب عليها " لاتيأس " تلك الرخامة التي كما قلت لنا رافقتك طيلة محطات العمر . وتُكرر لا يأس سنعود لوطننا ، لايأس سوف لم ولن تنجح مخططات إنهاء قضيتنا .

أيّها الكريم يابن الكرام : سيرتكم تُقتدى نموذجاً للرجال الرجال الذين ذكراهم لن تغيب . كم كانت ابتسامتكم تشع سنا وفرحاً ونبعاً فائضاً من الحُب والنُبل عندما نصل لبيتكم العامر صُحبة شقيقي الشهيد/مجيد ، وكم كنا نحب نسمع منك عن تجاربك وكم كان مجيد يقول دائماً عنكم أنكم ثروة لفلسطين بماتملك من تجارب ، كنا نرى فيكم الصفاء الروحي وسمو الوجدان الإنساني – لقد أرادت مشيئة الله أن تكون الأردن معراج روحكم إلى الرفيق الأعلى ، والأرض الطيبة في الأردن تحتضن جسدكم الطاهر بين جوانحها .

أبا هادي : أتقدم لأسرتكم لحرمكم المصون ولـ هادي وهبة ولعائلتكم الكريمة، آل الفرا الكرام بوافر المواساه بفقدانكم .

رحلت مع الراحلين الكبار . ذكراك ستبقى حيّةً في نفسي ونفس كلّ من عرفك ، نودعك وفاءً ودعاءً بالرحمة والمغفرة . 
                                                                                                                 ولتبلل مثواك قطرات الندى  .  
                                                         " إنّا للهّ  وإنّا إليه راجعون "

 بسام الأَغا
 سفير دولة فلسطين
  في ليبيا

اضغط هنا للتواصل أو التعرف على السفير باسم عبدالله يوسف حمدان الأغا

يمكنك تلقي أحدث الأخبار أول بأول بانضمامك لإحدى مجموعات الواتساب الخاصة بالعائلة من خلال الضغط هنـا

اظهر المزيد