سنةٌ على الفراق
في الذكرى الأولى لرحيل الوالد الطيب 11 سبتمبر 2018
بقلم م.محمد حسين الاغا
لحظة الفراق صعبة.. وعندما تعود يعود معها الإحساس بالوجع ويسترجع الزمان لقطات الألم تلك اللحظات التي حُبست فيها الأنفاس وخَفقت لها القلوب وتدفقت فيها المشاعر عندما ترى الحبيب مُسجى على السرير يرقب السماء ويستعد للوداع.. وداع الزوجة والولد بل وداع الدنيا بما فيها.. ومن حوله ينظر إليه بعيون دامعة وأفواه صامتة وألسنة تلهج بالدعاء وقلوب واجفة خائفة.
لكنه الأجل الذي كُتب وموعد الفراق الذي سُطر في كتاب القدر "كل نفس ذائقة الموت". رحل الأب الحنون عن هذه الدنيا، وودعها فكانت الفاجعة التي عجزت أمامها الكلمات والتي مهما كبرت لا ولن تستطيع أن تُعبر عن ألم فراقه ... وأمامها لا نملك إلا القول "إنا لله ,وإنا إليه راجعون".
يا أبي اليوم هو ذكرى رحيلك الأولى وكأنه اليوم هو يوم وفاتك .. أتذكر هذا اليوم بكل تفاصيله ولم يغب عني أبداً ... لا يغيب عن عيني ولا عن خاطري، ورغم الغياب لم تزدني أيام الفراق إلا بك حباً، ومنك قرباً وكأنك بيننا.. أشعر بك في كل الأماكن التي كنت ترتادها وأراك بمعيتي مع كل شخص كنت تحب أن تجالسه وتسمر معه وتحادثه.
سنة مرت على الفراق يا أبي كانت صعبة بلا شك لأن جسدك يغيب عنا.. نفتقد فيها يدك التي كانت تُربت على أكتافنا تدفعنا للإقدام والثبات .. ونشتاق لكلماتك التي كانت تقودنا للتفوق والنجاح.
عرفت يا أبي العالم الذي كنت تخفيه عنا كي لا نُصدم ورأيت بعض الناس من بعدك على حقيقتهم رغم أنك كنت تحاول جاهداً تزيين صورتهم في أعيننا، أدركنا الان كم كنت طيب القلب بتجميل صور الأشياء والأسماء في حياتنا وكم هو جهدٌ شاقٌ يتطلب نفوساً كبيرةً واناساً عظاما. رأيت المسؤلية التي كنت تحملها علي عاتقك كم هي ثقيلة.. رأيت ذلك بعيني.
وقبلَ أن أضع القلم أُعزي والدتي الحبيبة تلك المرأة الصابرة الوفية السائرة على إثرك، أُمي التي تبكي عليك دائماً وأسأل الله أن يمد في عمرها كما أعزي نفسي المكلومة وأخواتي ولا يفوتني أن أعزي كل الأحباب والأصحاب والاقرباء الذين يعرفون والدي عن قرب وكَثب نسأل الله أن يمد في عمر والدتنا ويجزيها خير الجزاء ويعيننا على برها ويجمعنا بوالدنا في الفردوس الأعلى.
[1] رنده قاسم صالح الاغا | سلاما الى روح زوجي | 11-09-2019
[2] يونس عبد نعمان الاغا | مشاركة الاخ محمد حسين والسيدة والدته الكريمة وأخواته | 11-09-2019
[3] محمد حسين خالد الاغا | ِِشكرا عمنا البركة الغالي أبوالعبد | 12-09-2019