قال الإمام علي رضي الله عنه في ألم الفراق:
من لي برؤية من قد كنت آلفهم
وبالزمن الذي ولى فلم يعد
لا فارق الحزن قلبي بعدهم أبدا
حتى يفرق بين الروح والجسد..
مرت سنة والروح تاقت إلى لقياك، أغفى لعلي في الحلم أراك، وفي اليقظة عجز الشوق أن يجمعنا وما أملي إلا أن أضمك وألقاك، يا من عبير ثراه أزكى عندي من المسك والعنبر، يا من سويداء القلب مستقرك وسكناك، المشاعر يا أبي في حالة اعتراك، ما بين الرضا بقضاء الرحمن والقلب يدميه الفراق.
أبي.. رحمة من الله تغشاك، وعين الله ترعاك، ونرجو المولى جنة عرضها السموات والأرض أن تكون مثواك.
أقف عند قبرك عاجزة وأقول أبي يرقد هنا، أناديه وليس من مجيب ،لم أعتاد بعد على غياب صوتك يا أبي، لكنك الحاضر الغائب ما زالت ذكراك الطيبة في عقلي ،أذكر لمساتك الحنونة وانت ترقيني، وكلماتك الدافئة في مواساة حزني ، وعيونك الدامعة عندما تفختر بنجاحي.. أبي لقد اشتقت لسماع ما تخافي أنا معك يا بابا.
في القلب جرح عميق ما أظنه أن يندمل، ها هو الوقت يمضي وما له من شفاء.
الصبر رزق ولكنه في بعض الأحيان ينفذ، والحب أرض لا يسقيها إلا الاشتياق، والدنيا فانية والموت لا مفر منه وما عزائي إلا أن ربي جل جلاله العليم بجرحي والشافي لوجعي سيجمعني بك وسيسعدنا سعادة ما بعدها سعادة وسنتذكر سويا رحلة الدنيا بعد أن صبرنا على وعثاءها وكم أرهقنا شقاءها، وكم أحزتنا متاعبها لكن لقاء الأحباب سينسينا ويداوي الجرح ويشفينا.
ربي مُنَّ علينا بنعمة رضائك، واقبل دعاءنا لنا ولمن سبقنا إلى رحمتك، ربي اغفر لأبي وارحمه واجعل قبره روضة من رياض الجنة واجمعنا معه في الفردوس الأعلى.
بقلم د. ربى فؤاد الأغا