مقالات

رحيل أبي غانم ذي الثغر الباسم والوجه الوضّاء بقلم: حسام عثمان الأغا


بسم الله الرحمن الرحيم
 يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي

 صدق الله العظيم

رحيل أبي غانم ذي الثغر الباسم والوجه الوضّاء
بقلم: حسام عثمان الأغا


المرحوم باذن الله  د. محسن عرفات شقيق الرئيس ياسر عرفات رحمه الله، المرحوم باذن الله الحاج سفيان غانم الأغا أبوغانم

الحمدلله رب العالمين الرحمن الرحيم، الحمدلله الذي لا يحمد سواه، الحمدلله آناء الليل وأطراف النهار، الحمدلله الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً، يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، يا رب لك الحمد والشكر عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد الحركات والسكون، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين صلاة تشفع لنا بها يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

رحل حبيبنا وأخينا وصديقنا ووجيهنا وفاضلنا وشيخنا.. أمس وفي التاسع من ديسمبر 2020 فجعنا بخبر أليم، رحيل الفاضل سفيان غانم ذي القامة والقيمة، فها نحن من جديد آل الأغا في الإمارات، نفقد رجلاً من رجالاتنا العظام، وأحد كوادرنا الثقات، نفقد ركناً أساسياً في عائلتنا وأحد أعمدتها، يشار إليه بالبنان في صدق حديثه، ووضوح رأيه، فكل شيء عنده بميزان، يحب إيجاز القول، يحب الناس ويحبونه، ويعاملهم أحسن مما يعاملوه، مشهود له في كل الأوساط، الديبلوماسية والاجتماعية، العربية والفلسطينية، الضفاوية والغزية، ولن ولم ننس علاقاته وروابطه الخان يونسية، محل ثقة كل مَن عرفه وارتبط به بعمل أو قرابة أو صداقة أم من بين أهله وعشيرته، لا تأخذه لومة لائم، لا يُحابي ولا يجامل على حساب دينه وخلقه وعاداته وتقاليده، عنده لونان فقط، لون الصح والصواب وهو المحبّب إليه ومنه، ولون الخطأ واللف والدوران وهو ما يُبغضه وينأى بنفسه عنه وعن كل مَن يتقرّب منه وبه..

رحماك ربي بعبدك أبي غانم، رحماك ربي بعبد خافك واتقاك، رحماك ربي بعبد عرف طريقه ولزمها، رحماك ربي بعبد كريم خدوم يهتم بأمر كل مَن عرف وتعامل معه، رحماك ربي بصاحب الوجه النيّر الوضّاء، بلحيته البيضاء كبياض قلبه وصفاء صورته وسريرته، رحماك ربي برجل يمشي في قضاء حوائج الناس، رحماك بربي برجل جابر للخواطر، أبوغانم لم ولن ننساك ما حيينا، علاقة وثيقة جمعتنا، وفي إحدى المرات ذهبنا سوياً إلى بيت عزاء، وبعد أداء واجب العزاء لحق بنا رجل مسن بلحية بيضاء وآثار عمره واضحة على محيّاه وناداه لو سمحت يا أخي، فوقفنا وسأله ماذا تفعل ليشع وجهك نوراً هكذا؟ وبابتسامة أجابه سريعاً، هذا النور وهذا الشعاع نور وجهك الذي عكس النور على وجهي فرأيته.. رحمك ربي يا أبا غانم يا ذا الثغر الباسم والوجه الوضّاء.

فقدنا عزيزاً علينا، وناصحاً أميناً لنا، فقدنا خبرة وحنكة نفتقدها في صغائر الأمور وعظيمها، رحمك ربي رحمة واسعة تليق بوجهه وعظيم سلطانه، كان مميزاً رحمه الله، لا يحب إطلاق لفظ الحاج قبل الاسم، ويقول لي اكتب ما شئت إلا الحاج لأنّ الحج عبادة وتقرّب من الله وإلي الله، عرفته عن قرب، وكنا على تواصل مستمر براً بوالديه وبراً بوالديَّ، دعاني إحدى المرات لبيته بعد الدوام، وكان بيته قريباً جداً من مكان عملي، فذهبت إليه وكان الوقت وقت المغرب، فإذا به وقد قدّم طعام الإفطار وقال لي إني صائم، وقلت له ليس بيوم اثنين ولا خميس ولا من الأيام البيض، فقال لي رغم أنني لا أحب أن أقول إلا أنني صائم اليوم كصيام سيدنا داوود عليه السلام، أصوم يوماً وأفطر يوماً، ولا أخفيكم بأني أعرف بأن خير الصيام صيام سيدنا داوود عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والتسليم، إلا أنني لم أعرف ولم ألتقِ بشخص يطبق صيام يوم وإفطار آخر،، اللهم يا الله يا حنان يا منان يا واحد يا أحد باعد بينه وبين خطاياه كما باعدت بين المشرق والمغرب وجازه عن صيامه خير الجزاء، وجازه عن صيامه خير الجزاء.

ودّعنا اليوم رجلاً لجيل آبائه وأعمامه أقرب من جيل أقرانه، ودّعنا رجلاً من الجيل القديم في عاداته وتقاليده وهندامه، حكيم في قوله، رزين في فعله، ذو هيبة في مشيته، حضوره يضفي رونقاً وصفة خاصة على جلساتنا وزياراتنا وذهابنا وإيابنا، يا أبا غانم لا عليك نخشى، فقد عرفت ولزمت، ولن يضيعك الله، فقد كنت خير مَن حفظ الله في السر والعلن في القول والفعل، مشهود لك بنظافة اليد واللسان، فالدنيا وما فيها آخر همّك وآخر ما تفكّر به وفيه، فسيرتُك محمودة عطِرة، لم تغرك الدنيا (السلطة والجاه) بمفاتنها وبما فيها رغم أنها حيزت لك، فكنت خير مَن شغل المناصب ولم تشْغله، وخير مَن تبوأ المراكز ولم تنسه دينه وآخرته..

خالص التعازي وصادق المواساة لزوجته الأخت الفاضلة أم غانم ولأبنائه غانم وأحمد وم.محمد وعبدالرحمن وكريماته وأزواجهن، وأخوته وأخواته وأبنائهم وبناتهم، ولأعمامه العم أبوباسل والعم أبو منهل حفظهم الله ورعاهم وأسبغ عليهم نعمه، ولعموم آل غانم خاصة، فالعزاء عزاؤنا جميعاً وخاطرنا واحد، فاليوم نعزي أنفسنا وآل الأغا وخان يونس وقطاع غزة والضفة وفلسطين عامة بوفاة أنبل أبنائها وأصدقهم قولاً وفعلاً، هنيئاً لك أخينا وحبيبنا أب غانم.. فعليك لا نخشى إنما على أنفسنا نخاف،، الله نسأل لك الرحمة والمغفرة والفردوس الأعلى من الجنة لك ولوالدينا ووالد والدينا ولجميع موتى المسلمين. 

ملاحظة: أخي برّ والديك أحياء وبعد الممات.

عائلة المرحوم أبوهشام عنهم:
حسام عثمان الأغا

اضغط هنا للتواصل أو التعرف على أ. حسام عثمان محمد حمدان الأغا

يمكنك تلقي أحدث الأخبار أول بأول بانضمامك لإحدى مجموعات الواتساب الخاصة بالعائلة من خلال الضغط هنـا

اظهر المزيد