في ذكرى وفاتك الاولى
جدي الحبيب .. لـم أجد كلمات خاصة لـم يستعملها البشر من قبلي لأصفكَ بها , ولكن يكفي أن أذكر اسمك فقط فيعرف الناس قيمتك و مكانتك التي كانت محفوظة وعالية و ستظلُ في مكانها أبد الدهرِ
جدي – أيها الأحباء – هو ذلك الرجل الذي قـدّم للجميع المثال الرائع للإنسان المؤمن الملتزم بمبادئه الإسلامية , و الذي عرفـه الجميع من خلال تلك الصورة الرائعة التي يُـقدّمها دوماً في معاملته مع الآخرين , كان نقياً بكل ما تعنيه هذه الكلمة و رجلاً مؤمناً فاضلاً .
كان جدي – و سيكون – مثالاً يُـحتذى به للإنسان المسلم والرجل الفاضل فهو الذي قدّم في حياته اليومية صورة حقيقة لكيفية المعاملة الحسنة و صورة صادقة عن ذلك الرجل المتجرّد من حب الذات و الأنانية , فقد كان متواضعاً كريم النفـسِ مخلصاً ولا يتعب من العمل الطيب والجهد الدؤوب
أحـبـبـتَ يا جدي كل الناس لا من أجـلِ مقابلِ ولكن لأن الحبَ يتدفق بين دمائك كما تنطلق الرحمة في عروقك و المودة نحو غيرك , فأنت الذي أحببتَ دون مقابل وأعطيتَ دون أن تتوقع أو تطلب من الغير كلمة شكرٍ و أحسنتَ ولـم تسأل الإحسانَ بدلاً عنه , لقد كنت دائماً تستقبل ثورةَ العقول و هيجان الأعصاب و اختلاف الآراء بحكمة عميقة , فتعلمتُ أنا و لمستُ منكَ سياسة العظماءِ
جدي الحبيب .. أيـها المصباحُ المنير في ظلمة الكون سيبقى ذكرك بين الناس قائماً و دائماً ما دامت السماوات والأرض , وستبقى نصائحك و آرائك شموعاً تضئ لـي ولغيري دروب حياتهم , فكم نجد من يقول – بعد رحيلك – أنه سألك عن كذا وكذا أو سمعك تقول كذا وكذا فـهـا أنت يا جدي الحبيب كنت و ستكون و ستظلُ كتاباً مفتوحاً و مرجعاً يقتبسُ منه الناس ما يضئ لهم عتمة حياتهم و يُنير لهم دروبهم
, ولكن هذه هي الدنيا والكل صائرٌ إلى ما صرت له , فـما أعجب تقلبات الأيام و مـا أغرب تصاريف الأقدار , فـلله الحمدُ و المنة على قضاءه وبعد هذا كله لم يبقى لنا إلا ذكرك بالخير والدعاء لك بأن يكون مثواك الأخير في جنات النعيم .
لقد رحلت يا جدي ولكن صاحب الفضلِ لا يرحل لأن ذكراه تظلُ حـيّـة في قلوب من يدينون له بالمحبة والاحترام .
بقلم حفيدك المحب لك م.محمد حسين الاغا
ومهداة منا جميعا احفادك المحبين ابناء المرحوم الاستاذ الحاج حسين خالد الاغا (رنا، رانيا،محمد،رولا) وأمنا البركة اطال الله في عمرها بالصحة والعافية ابنتك رندة (ام محمد)