نقلا هن موقع الداخلية
نظمت المديرية العامة للدفاع المدني، بالتعاون مع الجامعة الإسلامية بغزة، الثلاثاء، يومًا علميًا حول "التخطيط المبكر لإخلاء المباني متعددة الطبقات في قطاع غزة".
يأتي ذلك، ضمن فعاليات اليوم العالمي للدفاع المدني الذي يوافق الأول من مارس من كل عام.
وتضمن اليوم العلمي عددًا من الجلسات العلمية، تمحورت حول: رأي أصحاب المباني العالية في الإخلاء الآمن أثناء الطوارئ، وتقييم الوصولية لنقاط التجمع للمباني المستهدفة في الحرب الأخيرة على القطاع باستخدام نظم المعلومات الجغرافية.
كما تخلل اليوم الدراسي الحديث عن الحالات المسببة للإخلاء في قطاع غزة، ودور الدفاع المدني في الاستجابة لعمليات الاخلاء، والأنظمة والإجراءات المتعلقة بالبناء والمخالفات التنظيمية للمباني متعددة الطوابق في بلدية غزة، والدروس المستفادة من تجارب الإخلاء، والأسس والمعايير المستخدمة في إنشاء أدراج الهروب.
وحضر الجلسة الافتتاحية لليوم العلمي، كلّ من مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء محمود أبو وطفة، ومدير عام الدفاع المدني اللواء زهير شاهين، والوزير السابق د. محمد الأغا رئيس اليوم العلمي، والأستاذ الدكتور نظام الأشقر مدير برنامج إدارة الكوارث في الجامعة الإسلامية.
كما شارك كل من عميد البحث العلمي بالجامعة الإسلامية أ. د. يوسف الجيش، ووكيل وزارة الحكم المحلي م. محمد مطير، وعدد من مدراء الإدارات في الدفاع المدني، والطلبة الباحثين في برنامج إدارة الكوارث والأزمات في الجامعة.
مواجهة التحديات
بدوره، قال اللواء محمود أبو وطفة إن جهاز الدفاع المدني استطاع مواجهة التحديات في مجال عمله بقطاع غزة، على الرغم من قلة الكادر البشري وتآكل البيئة الفنية من معدات وآليات.
وأضاف اللواء أبو وطفة، في كلمة بالجلسة الافتتاحية للمؤتمر، أنه برغم الحروب المدمرة التي شنها الاحتلال الإسرائيلي ضد غزة، والاعتداءات المتكررة إلا أن الدفاع المدني استطاع الصمود أمام هذه الظروف؛ من خلال التخطيط السليم، والشراكة مع كافة الجهات ذات الاختصاص.
ولفت إلى أن طبيعة البيئة الديمغرافية تفرض تحديًا جديدًا على عمل الدفاع المدني في أوقات الطوارئ، على صعيد الحالة العمرانية والأمنية في تلك المناطق.
ونبه اللواء أبو وطفة إلى القوانين المتعلقة بتنظيم المدن يجب أن تواكب متطلبات المواطنين وتتكيف مع إجراءات الأمن والسلامة.
وفي ختام كلمته، ثمن اللواء أبو وطفة الشراكة الدائمة بين الجامعة الإسلامية والمديرية العامة للدفاع المدني، في سبيل تحقيق خدمات أفضل على صعيد عمل المديرية.
سرعة الاستجابة
من جهته، أكد أ. د. محمد الأغا أن اليوم الدراسي سبقه العديد من الجلسات، وورشات العمل مع أعلى المستويات في وزارة الداخلية والجامعة الإسلامية، وبرنامج أدارة الأزمات والكوارث بالجامعة.
وقال الأغا إن جهاز الدفاع المدني يتميز بسرعة الاستجابة لنداء المواطنين وإغاثتهم في حال وقوع كارثة، وأن طواقمه تعمل "كتروس الساعة" بتناغم كبير دون كلل أو ملل.
وأشار إلى أن منع وقوع وفيات وإصابات في صفوف المواطنين، وتقليل المخاطر قدر الإمكان التي قد يتعرض لها سكان المباني متعددة الطبقات من صميم عمل الدفاع المدني، وهو ما يتم بحث تجويده في هذا اليوم، بالاشتراك مع برنامج إدارة الكوارث والأزمات في الجامعة الإسلامية.
وشكر الأغا المديرية العامة للدفاع المدني على إسهامهم في إنجاح اليوم الدراسي، كما وجّه الشكر للمشاركين من باحثين وحضور، والجهات الراعية الحكومية وغير الحكومية.
تطوير البرامج والآليات
بدوره، قال اللواء زهير شاهين إن المديرية العامة للدفاع المدني تعمل باستمرار على تطوير آليات وبرامج وخطط عمل الاستجابة، وذلك بطرق علمية ومهنية.
ونوه اللواء شاهين إلى أن المنظمة الدولية للحماية المدنية صنفت مهنة العمل في أجهزة الدفاع المدني، من أخطر المهن، لما تلاقيه الطواقم والفرق العاملة من مخاطر خلال التعامل مخلفات الحروب كالقذائف والألغام والعتاد العسكري.
وأوضح أن ذلك ظهر بشكل واضح وجلي في خلال العدوان الإسرائيلي الأخير، في مايو 2021، حيث عملت الطواقم تحت القصف المباشر، وتعاملت مع عشرات المهام من الإنقاذ والإسعاف والإخلاء للمصابين والشهداء.
وشدد مدير عام الدفاع المدني على أنهم يتطلعون لأداء أفضل في خدمة أبناء شعبنا، على صعيد حماية الأرواح والممتلكات، وتطبيق إجراءات الوقاية والسلامة بما يضمن تقليل الآثار الناجمة عن الأزمات والكوارث.
من جانبه، أوضح الدكتور نظام الأشقر أن فكرة اليوم الدراسي انبثقت عن مخرجات المواد العلمية التي يتم تدريسها في برنامج الأزمات والكوارث بالجامعة، كمساقات: الإخلاء والإيواء وإدارة المواد الخطرة، والكوارث والحروب.
وأوضح في كلمة له، أن "تلك المساقات تتطلب إثراءً من خلال الجوانب التطبيقية؛ من أجل تطوير أداء الطلبة، ومن هنا نبعت فكرة اليوم العلمي".
وأشار الأشقر إلى أن الفكرة لاقت ترحيبًا من قبل المديرية العامة للدفاع المدني، والتي تواصلت بدورها مع بقية الشركاء، وهم: جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومؤسسة أحباء ماليزيا، والمركز العربي الديمقراطي، ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، إلى جانب وزارة الحكم المحلي، ومديرية العمليات المركزية بوزارة الداخلية.
وثمن الأشقر جهود الدفاع المدني في خدمة المواطنين، ودعمهم الكبير للبحث العلمي، وشراكتهم الدائمة كجهة اختصاص حكومية في برنامج إدارة الأزمات والكوارث.
وخَلُصَ اليوم الدراسي في نهايته، إلى عدة توصيات أبرزها توفير وإعداد خطط مُسبقة شاملة للإخلاء والإيواء في حالات الطوارئ للبنايات مُتعددة الطبقات، وتعزيز الوعي لسكان البنايات مُتعددة الطبقات لضمان سلامتهم، فضلاً عن مراجعة سن قوانين ولوائح وأنظمة تهتم بالإخلاء الآمن لسكان البنايات مُتعددة الطوابق.
كما أوصى اليوم الدراسي بضرورة متابعة البلديات لمدى التزام المواطنين بالمعايير والأنظمة الخاصة بالأبنية، وخصوصًا الأبنية مُتعددة الطبقات، وتوفير أدراج النجاة في المباني السكنية بما يُساهم في سرعة تنفيذ عمليات الإخلاء الآمن، إلى جانب تعريف سكان المباني مُتعددة الطبقات بمواقع أقرب مراكز الإيواء والمسارات الآمنة للوصول لها.
وحثَّت مخرجات اليوم الدراسي على إجراء مناورات تدريبية إجرائية لمراحل الكارثة الثلاث قبل وأثناء وبعد الكارثة، وذلك بشكل دوري خاصًة لسكان المباني مُتعددة الطبقات، وتنفيذ إخلاء آمن بجولات دورية من قبل الدفاع المدني لمتابعة فاعلية تصميمات المباني مُتعددة الطبقات.
تكريم رئيس المؤتمر أ. د. محمد رمضان الأغا
تكريم رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر د. جميل الاغا