3/9/1941-1/5/2021 ... د. يحيى زكريا الأغا
أحسب أنني اليوم أكتب هذه الرسالة لإنسان مازال على قيد الحياة في ذاكرتي، إنه الملهم في سلوكه، والملهم في قيمه وأخلاقه، استطاع خلال مسيرته أن يكون أحد أبرز رجالات العائلة، فلم يكن يعيش لنفسه، بل أضاء للآخر من فكره الكثير، لينهل مما منحه الله من فيض علمه، وسلوكه وأخلاقه الكثير للجميع.
لا يسعني اليوم في يوم مولده المرتبط ارتباطاً عضوياً بتاريخ استقلال قطر عندما كنا نحتفل بهذا اليوم منذ سنوات، إلا أن نقدّم التهاني لأنفسنا بوجود إنسان ينتمي لعائلة الأغا بهذه المقايس والمواصفات، لقد ترك فينا إرثاً رائعاً، وترك لأبنائه وبناته هذا الأرث الذي مازالوا يمشون عليه في سلوكهم دون حيد عنه، فأحسبهم - وهم كذلك - بررة لوالدهم.
اليوم يمضي قطار العمر بنا، ونمضي لنعدّ الأيام والسنين، سواء بعد فقده، أم نقصٍ من حياتنا الدنيوية التي نرجو من الله أن تكون في الخير فاعلة، وللخير مقدامة، وفي الحب لله معطاءة.
يا يونس، رحلت عنا، ومازلت فينا تعيش، رحلت عنا، ومازلنا نذكر تلك الأيام الخوالي التي كنا نقضيها سوياً فرادى أو جماعات، ويشهد علينا كثير من الأماكن في دولة قطر، هناك في أيام الخميس، حيث شاطئ البحر أمام " اللؤلؤة" وهناك حيث شاطئ البحر في الوكرة، وهناك حيث شاطئ البحر في دخان، وهناك في أيام الشتاء في بيت الأخ ناهض الأغا " أبو علي" نتجاذب الحديث سوياً، وفي العلم، والثقافة، والأدب مع أحلام مستغانمي، وهناك حيث بيتك العامر مضافة لكل وفود العائلة.
بالأمس جمعتني الصدفة التي لن تتكرر بأحد أبناء العائلة " بلال إحسان الأغا" في مطعم هاشم بالأردن، وهناك تذكرناك، وتذكرنا سيرتك الطيبة والعطرة، وكان لابد من الترحم عليك، والتقينا بعدها، وكان لابد من تذكر تلك الأيام، لنترحم عليك رحمة ملؤها السماء والأرض.
أبناء العائلة في قطر، يذكرونك دوماً بخير، ويذكرون خصالك وصفاتك، وحضورك، وقراءاتك، وثقافتك، وأسلوبك، وكرمك الحاتمي دوماً.
رحمك الله يا أبالعبد، ورحم الله كل أبناء العائلة الذين غادرونا على مدار الأربع وأربعين سنة، وهي سني تواجدي ومازلت في قطر، ورحم الله ابناء العائلة جميعهم في الداخل والخارج، فكلهم منارات، وكل واحد منهم نجم يستطع في سماء الكون.
إنا لله وإنا إليه راجعون