مقالات

رحمانيّات ربانية 5- أين تذهَبُون 2؟‍‍!- المنتصر بالله حلمي

 

(  رحمانيّات ربانية للأمّة المحمديّة  )

( 5 )

 

أين تذهَبُون – 2 ؟‍‍!

‘‘... عَرَِفتَ فالزَمْ ’’

 

اللهمّ لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك ، والصلاة والسلام على سيّد الكائنات رسولنا الحبيب سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم .

تحدثت في مقال سابق عن الغربة التي تأكل أعمار الكثير منا وتذهب بنا في الدنيا وتفرقنا عن أحبائنا وأهلنا قبل ذهابنا في سفرنا الطويل ، وكل يوم يمر بنا يقربنا إلى سفرنا الطويل . وبعضنا تأكله غربته وعذاباتها ، وتستعين عليه الغربة بالهموم والوحدة والقهر وبعضُ من الاكتئاب لبعده عن الأهل والأحبة والصديق ، إضافة إلى ابتلاءات الدنيا والمعيشة ، فلا صديق صادق بل رفيق مارق ، وإذا صادفته فهو صديق جيوبك ، فإذا فرغت الجيوب انفضّوا من حولك حتى أقرب المقربين ، ولا يكتمل الفرح لأي مناسبة سعيدة بالبعد عن أحبة نفتقدهم ، ولا تكتمل سعادتنا لسرور قد يدخل القلب لعدم مشاركة الأحبة فرحنا ، وأدهى من ذلك أن حزننا وشقاوتنا تكتمل بل تفيض للبعد عن الأهل والأحبة والأصدقاء ولا نستطيع لقائهم بسبب عنعنات بعض الحدود ووثائق السفر القصير !! ، أو لأسباب موضوعية أخرى . ولا يختلف كثيراً بعضنا الآخر في غربته في وطنه . من أجل هذا إذا مات المسلم المؤمن في غربته خارج وطنه فهو شهيد ، لأنه يموت بحسرته وحيداً بعيداً عن أهله وأحبائه فلا يودعهم ولا يودعونه ولا يحملونه إلى مثواه الأخير ، ولكن برحمة من الله تعالى وتعويضاً عن ذلك بشرنا رسول الله صلّى الله عليه وسلم أن ميّت الغربة شهيد . وقد حدثني أحد المشايخ في - مناسبة عزاء - عن أهل فلسطين فقال : ‘‘ كلهم إن شاء الله شهداء ، فمن لم يمت بيد عدوه ومات على سريره في الوطن فهو شهيد ، لأنه مات قهراً ومعاناةً ولوعةً بُعدٍ عن حبيب غائب ، وحصار من عدوه أو قريبه وأخيه ’’ ، وكلاهما في الداخل والخارج محاصر ويلاحقه البعض وكأنه أنفلونزا الخنازير ..!! .

والسفر الطويل والرحلة الحتمية لا بد منها لكل إنسان وهي الذهاب إلى الموت ، وتلك حقيقة يجب أن يقف عندها كل مسلم أو مؤمن ، وجميعنا ذاهبون إلى الموت بأقدامنا وأجسادنا وأرواحنا ، ونودع بعضنا بعضاً ، وكلما انقضى يوم من عمرنا نقترب فيه من نهاية حياتنا . فالإنسان مهما عمل ومهما كانت قوّته وجبروته وجاهه وعظمته فإنّه لا محالة ميّت ولو نجا أحدٌ من الموت لنجا سيّدنا محمد صلّى الله عليه : ’’ وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِن قَبْلِكَ الخُلْدَ أفَإنْ متَّ فَهُمْ الخَالِدُونَ ‘‘( سورة الأنبياء آية 34 ) .

قد لا يحب البعض الكلام عن الموت وسيرته ، بل يحبون الحديث عن الحب وسيرته ! ، لأن الإنسان بطبعة جُبِلَ على حب الحياة ومباهج الدنيا وكراهة الموت إلاّ من رحم الله تعالى ، ونحن إنّما نتحدث فيه طاعة لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم الذي قال: ‘‘ اذكروا هاذم اللذات ’’ ، والموت الذي يفرُّ منه الإنسان فإنه ملاقيه : ’’ قُلْ إنَّ المَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإنَّهُ مُلاَقِيكُمْ ثُمَّ تُرَّدُّونَ إلَى عَالِمِ الغَيْبِ وَالشَّهَادةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ‘‘ ( سورة الجمعة آية  8 ).

وقد يكون ذِكر الموت وهو محطة الإنسان الأخيرة في هذه الدنيا سبباً رئيساً للبعض لمراجعة وتنقية النفوس من شوائب الدنيا تجاه ذاته والآخرين ، وتلك من نِعَمِ الإيمان لمن أدركه ، أمّا من تلوّثت قلوبهم ولو ببعضٍ من كِبرٌ وعصيان ولم يُصلِح ذاته ، فليراجع إيمانه لأن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ( لا يدخل الجنّة من كان في نفسه مثقال ذرّة من كِبْرٍ) . وذِكر الموت قد ينفع مع البعض ممن أُبعد نفسه عن الله سبحانه تعالى وبالتالي عن الناس وأبعد نفسه عن مدارك وسبل الإيمان . وقد لا ينفع ذِكْرُ الموت مع من قست قلوبهم وتشبّعت نفوسهم بالغلظة فأصبحت كالحجارة أو أشد قسوة ، وأولئك لو سألتهم تقوى الله سبحانه وتعالى في أنفسهم والناس أجمعين لأخذتهم العزة بإثمهم ، وما اتقوا وما ندموا وما تابوا واستغفروا الله تعالى ، بل ازدادوا كِبْراً وتجبراً فأبعدوا أنفسهم عن مرضاة الله تعالى والناس ، وأولئك - إذا لم يتقوا الله تعالى – فإنهم يجهزون أنفسهم لنار جهنم والعياذ بالله وينطبق عليهم قوله تعالى في سورة البقرة:‘‘ وّإذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللهَ أخّذَتْهُ العِزَّةُ بِالإثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ المِهَادُ (206) ’’ ، من أجل هذا يسأل المؤمن الله سبحانه وتعالى دائماً أن يوفقه للتغلب على نفسه الأمّارة بالسوء وكِبرِه والغلظةَ في سلوكه ، ويسأل الله تعالى التوفيق لفعل الخيرات فينال مرضاة الله سبحانه وتعالى ، فيسعد بذاك الرضا في الدنيا ، فيعيش سعيداً ، ومن رضيَّ الله تعالى عنه فاز في الآخرة فوزاً عظيماً ، فيسافر سفره الطويل راضياً مرضياً بإذنه تعالى .

يقول سيدنا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : [ أخذ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بمنكبيَّ فقال:‘‘ كُنْ في الدنيا كأنَّكَ غريب أو عابر سبيل ‘‘ ] . ورُوِى في البخاري أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كان يقول : ( إذا أمسيت فلا تنتظر الصبّاح ، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، وخُذ من صحّتك لِمَرَضِكَ ومن حياتك لموتك ‘‘. وقال العلماء في شـرح هذا الحديث: ( لا تَرْكَن إلى الدنيا ولا تتخذها وطناً ولا تحدّث نفسك بطول البقاء فيها ولا بالاعتناء بها ولا تتعلّق منها إلاّ بما يتعلق به الغريب في غير وطنه ولا تشتغل فيها بما لا يشتغل به الغريب الّذي يريد الذهاب إلى أهله ).

وبعض من يقرأ القرآن الكريم وآياته العظيمة تُذَكِّره بالموت ولا يعتبر ، ( ومن لا يعظه الموت فلا واعظ له ) ، فمهما طال العمر فالأجل قاب قوسين أو أدنى ، والعمر يمضي كلحظة وبعض الناس في غفلة يسرقون من أعمارهم فيعصون الله سبحانه وتعالى ، وعمرهم القصير يسرقهم فلا يعملون لآخرتهم بعملٍ يوصلّهم إلى أمانٍ يوم الحساب العظيم ، فيعيشون معيشة ضنكاً ، والله تعالى يقول:‘‘ اقْترَبَ لِلنَاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ  فِي غَفْلَةٍ مُعرِضُونَ ’’ (الأنبياء آية 1) .

ومِن الناس فتح الله تعالى عليه فيرى الكثير من الحقائق الربانية فيهتدى ويتنعّم بنِعَمِ ولذّة الإيمان التي منّ الله تعالى بها على عباده المؤمنين المتقين ، فيرضى بابتلاءات الله سبحانه وتعالى وعطاياه ، والابتلاءات في باطنها رحمة للمؤمنين الذين هم دائماً مع الله تعالى بين الخوف والرجاء والرضا لأنهم يطمعون في رًوْحٌ وريحان وجنة نعيم . وبعض آخر من الناس لا يرى شيئاً من الحقائق الربانية وقد عُمِيَت القلوب في الصدور عن الخير وحقائق الإيمان فلا يريد أن يرى أو يسمع ، فيموتون وهم عصاة والعياذ بالله ، فيُحشرون يوم القيامة عمياً يتخبطون في طرقات جهنم بشقاءٍ وأهوالٍ لا يمكن وصفها مصداقاً لقول الله تعالى في سورة طه:’’ وَمَنْ  أعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكَاً وَنَحْشُـرُهُ يَوْمَ القِيَّامةِ أعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حشَرْتَنِي أعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرَاً (125) قَالَ كَذَلكَ أتتْكَ آياتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ اليَوْمَ تُنسَى (126)‘‘. والله تعالى وصف في سورة ( ق ) حال العصاة والظالمين الذاهبون إلى نيران تنتظرهم تتسعر وتتميز غيظاً وقد عُمِيَت قلوبهم وبصيرتهم عن حقائق الله تعالى في الدنيا ، وعند الموت وبعده تصبح أبصارهم حادة قوية فيروا الحقائق الربانية التي وعد الله تعالى بها ، ثم يذهبون إلى الحشر عمياناً ، وحينئذٍ لا تنفع نفس إلاّ ما قدمت من خير ، وفي هذا يقول جلَّ شأنه:’’ وَجَاءَت سَكْرَةُ المَوْتِ بِالحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الوَعِيدِ (20) وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (21) لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هّذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَآءَكَ فَبَصَرُكَ اليوْمَ حَدِيدٌ (22) وَقَالَ قَرِينُهُ هّذَا مَا لّدّيَّ عَتِيدٌ (23) ألْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٌ (24) منّاعٍ لِلخَيْرِ مُعْتَدٍ مُّرِيبٍ (25) الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللهِ إلَهَاً آخَرَ فَألْقِيَاهُ فِي العَذَابِ الشَّدِيدِ (26)‘‘. والآيات الكريمة في القرآن الكريم التي تصف هذه الأحوال كثيرة ، وحتى لا نكون منفرين فنكتفي بتلك الآيات . وعلينا أن ندرك أن الكفر ليس فقط هو الكفر بالله جلَّ شأنه – والعياذ بالله – فالكفر بالنعمة والأهل والجار والصديق وحُسْنِ الخُلُق والعِشْرَة الطيّبة مع الآخرين ... كلها من أنواع الكفر ، فكم من مصلٍّ لا تتجاوز صلاته أعلى رأسه ، وكم من صاحب مالٍ ولم يُزّكِ كان ماله وبالاً عليه يوم القيامة ، وكم من حاجٍّ بقيَّ حجّه على عرفات ، وكم من صائم لم يناله من صيامه إلاّ الجوع والعطش .

من أجل هذا يحصّن المسلم والمؤمن قبره قبل أن يصل إليه بالبر والعمل الصالح وحُسْنِ الخُلُقِ ويستعيذ بالله تعالى من عذاباته ، ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : ’’ الدنيا سجن المؤمن والقبر حصنه والجنَّةُ مأواه والدنيا جنّة الكافر والقبر سجنه والنار مأواه ‘‘ . أمّا عذاب القبر فنجد في الأثر الكثير عنه . وقد رُوِيّ عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت : ’’ كنت لم أعلم بعذاب القبر حتى دخلت عليَّ يهودية فسألت شيئاً ، فأعطيتها ، فقالت : أعاذك الله من عذاب القبر ، فظننت أن قولها من أباطيل اليهود حتى دخل النبي صلّى الله عليه وسلّم فذكرت ذلك له فأخبرني أن عذاب القبر حقُ ‘‘ .

وفي الحديث عن عثمان بن عفّان رضي الله عنه أنه وقف على قـبر فبكى فقيل له : إنّك تذكر الجنة والنار ولا تبكي وتبكي من هذا ؟ فقال : [ إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال : ’’ القبر أول منزل من منازل الآخرة فإن نجا منه فما بعده أيسر منه وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه ‘‘] . وكان رضي الله عنه إذا مرَّ على قبر يبكي حتى تخضل لحيته من البكاء ، وكان يقول: [ سمعت النبي صلّى الله عليه وسلّم يقول:’’ ما رأيت منظراً قط إلاّ والقبر أفظع منه ‘‘ .

وجاء في الأثر أن الخليفة عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى قال لبعض جلسائه:(.. يا فلان ، لقد أرقت الليلة أتفكّر في القبر وساكنه ، إنّك لو رأيت الميت بعد ثلاثة في قبره لاستوحشت من قربه بعد طول الأنس منك به ، ولرأيت بيتاً فيه الهوام ويجري فيه الصديد ، وتخترقه الديدان مع تغيّر الريح وبلى الأكفان بعد حُسن الهيئة وطِيبِ الروح ونقاء الثوب ) .

وتحصين القبر يتم بالصالحات وأعمال البرّ والتقوى التي أمر الله تعالى بها ، وعندما يصل المرء إلى القبر ويدخل فيه يتمنى أن يُؤذَن له بعملٍ حسنةٍ واحدةٍ أو يُأذن له بذِكر الله أو تسبيحة أو تكبيرة أو تحميدة أو استغفار أو أن يقول مرةًُ واحدةً ( لا إله إلاّ الله محمد رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم ) ، أو أن يُؤذن له بصلاةٍ ولو ركعة واحدة فلا يُؤذَن له فيبقى في قبره بالحسرة والندامة حتى البعث ، ويتعجب الأموات من الأحياء أنهم يُضيّعون أيّامهم في الغفلة والبطالة . من أجل هذا يتفكر العاقل دائماً في الموت وأمور الموتى ، ويسأل الله تعالى في كل وقت أن يوفقه للاستعداد ليوم الفقر والحاجة الحقيقية إلى حسنة واحدة ولا يستطيع بلوغها . من أجل هذا فإن التوبة والعودة إلى دروب الخير وحُسن الخُلُق في الدنيا مع الله تعالى ومع الناس هي التي ستُنجّي العباد من طرقات جهنّم ومن يوم كان شرّه مستطيراً ، يوم تذهل كل مرضعة عمّا أرضعت وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ، ولكن عذاب الله شديد ، ومن أحْسَنَ معاملته مع الله تعالى أحسن الله تعالى معاملته وكان من الناجين يوم القيامة بإذن الله تعالى ، نسأل الله تعالى أن نكون منهم ، آمين .

وفي هذا المقام نذكر قصّة الحارث بن مالك الأنصاري رضي الله تعالى عنه الذي كان يعرف أين هو ذاهب ، فعرف الحقيقة فعَبَدَ الله تعالى حقَّ عبادته . فقد ورد في الحديث الشريف أن الحارث بن مالك الأنصاري مرَّ برسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال له : ’’ كيف أصبحت يا حارث ؟ قال : أصبحتُ مؤمناً حقاً ، قال : ’’ انظر ما تقول فإن لكل شيء حقيقةً فما حقيقة إيمانك ؟ فقال : عَزَفَتْ نفسي عن الدنيا ، فأسْهَرْتُ ليلي وأظمأت نهاري وكأني أنظر إلى عرش ربي بارزاً وكأني أنظـر إلى أهل الجنة يتزاورون فيها وكأني أنظر إلى أهل النار يتضاغَون فيها ( أي يرفعون أصواتهم بالصراخ والعويل ) فقال صلّى الله عليه وسلّم : ’’ يا حارث عَرِفتَ فالزَمْ ‘‘  ثلاثاً .

ومن المعرفة التي عرفها الحارث بن مالك الأنصاري رضي الله عنه نعود إلى سؤالنا الذي بدأنا به: ’’ أين تذهبون ؟! ‘‘ فنجد أننا ذاهبون إلى الله تعالى للوقفة الكبرى والحساب الأكبر في ركبٍ محطته الأولى الموت ، والقبر محطته الثانية . ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم أمرنا بتجديد إيماننا بكلمة التوحيد استعداداً للحساب الأكبر بين يدي الله تعالى . فقد رُوِيَ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : ’’ جدّدوا إيمانكم ، قيل : يا رسول الله كيف نجدد إيماننا ؟ قال: أكثروا من قول لا إله إلاّ الله ‘‘ . فالمسلم العاقل يعمل لآخرته ووقفة المساءلة الكبرى بالعمل الصالح ، لأن الامتحان عسير والوقفة أمام الميزان عظيمة وشاقة ، وزاد المؤمن من الدنيا للآخرة رابط إيماني متين مع الله تعالى وحُسْنُ خُلُقٍ مع العباد ، فمن لم يتزود بخير الزاد فيخسر دنياه وآخرته ، والعباد لا يأخذون من الدنيا إلى قبورهم إلاّ كفناً يبلى ، فإن كانت أعمالهم صالحة نجوْا ولله الحمد ، وإن رجحت أعمالهم السيّئة من موبقات وبُعْد عن التقوى والإحسان وأذىً لعباد الله تعالى فسيُناقشون الحساب ، و( من نُوقِش الحساب عُذِّب ) .

وقيل أن من نَسيَّ الموت عوقِب بثلاثة أشياء:[ تسويف التوبة ، الشَرَه في الدنيا ، والتكاسل عن الطاعة . أما من أكثَرَ مِن ذِكر الموت فإنه يُكرَم بثلاث أشياء : [ تعجيل التوبة ، وقناعة النفس ، النشاط في العبادة ].

وأخيراً أرجو المعذرة من القارئ الكريم على الإطالة ، ولكن وجدت أنه من المستحسن إعطاء الموضوع بعضٌ من حقّّه ، ونسأل الله تعالى السلامة من كل إثم وأن يتوب علينا ويهدينا جميعاً سواء السبيل ، وأن يعلّمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علّمنا ، وأن يجعل دائماً الخوف من الله تعالى في قلوبنا والرجاء في رحمته ، ويجعل في إدراكنا أننا ذاهبون إليه ، فيحسّن أخلاقنا وسلوكنا مع الله تعالى والآخرين ، ونسأله تعالى أن يرحم جميع موتى المسلمين وأن يغفر لهم ويعفو عنهم وعنا ويرحمهم ويرحمنا وهو التواب الرحيم ، اللهم آمين ، وكل عام والجميع بألف خير بمناسبة عيد الفطر المبارك ، وصلّى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين .

اضغط هنا للتواصل أو التعرف على أ. المنتصر بالله حلمي أحمد الأغا

يمكنك تلقي أحدث الأخبار أول بأول بانضمامك لإحدى مجموعات الواتساب الخاصة بالعائلة من خلال الضغط هنـا

اظهر المزيد