كمبالا- قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة شؤون اللاجئين د. زكريا الأغا، إن شعبنا لا يزال يتطلع إلى السلام الشامل الذي يقوم على قرارات الشرعية الدولية.
وأضاف أن القرارات الشرعية التي يتمسك بها شعبنا هي التي تحدد بوضوح ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي المحتلة عام 1967، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران لذات العام وعاصمتها القدس.
وشدد د. الآغا، في كلمة ألقاها نيابة عن السيد الرئيس محمود عباس في قمة الاتحاد الإفريقي التي بدأت أعمالها، اليوم، تحت عنوان 'التحديات التي تواجه الدول الإفريقية حول المشردين والنازحين واللاجئين في العاصمة الأوغندية كمبالا'، على أن تحقيق السلام العادل والشامل هو مصلحة مشتركة لكل شعوب المنطقة.
وقال إن العنوان الذي تنعقد تحته هذه القمة 'يحمل في طيّاته أبعادا كثيرة، سياسية واقتصادية واجتماعية وإنسانية، ربما يدركها الشعب الفلسطيني أكثر من غيره من شعوب العالم الذي خبر لعقود طويلة خلت، شتى أصناف اللجوء والنزوح والتشرد، وذاق عذاباتها المريرة، ولا يزال منذ نكبته الأولى عام 1948 يكتوي بنيرانها، بل ويتوارث ويلات اللجوء والنزوح والتشرد جيلا بعد جيل، وسط أتون نكبة مستمرة بفصول متلاحقة ومتداخلة في أغلب الأحيان'.
وأوضح أن القارة الإفريقية عانت ولا تزال من مشاكل لها علاقة بنزوح ولجوء أعداد كبيرة نتيجة أسباب مختلفة الكثير منها من مخلفات الاستعمار البغيض، مشددا على أن هذه المشاكل بحاجة إلى تعاون دولي وإلى مساعدات وإلى إرادة سياسية.
وأشار إلى أن الحكومات الإسرائيلية ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني المجازر، وعمليات الطرد والتهجير الجماعي، ومصادرة أراضيهم، إضافة إلى الممتلكات والأراضي العامة، حيث أصبحت أرض السلام جحيما وبؤرة للتوتر والصراع المفتوح وعدم الاستقرار إلى يومنا هذا.
وتابع د. الأغا أن منهج الاقتلاع والاحتلال والتهويد، ومنطق القوة، اللذان يحكمان القيادات الإسرائيلية المتعاقبة، دفعهم عام 1948 إلى تجاوز حدود قرار التقسيم واحتلال ما يقارب 72% من مساحة فلسطين التاريخية، ورفض الانصياع لقرار إعادة اللاجئين، ثم احتلال كامل التراب الوطني الفلسطيني عام 1967، وأراض عربية أخرى للبلدان المحيطة بفلسطين، مما ترتب على ذلك نزوح عدد كبير من المواطنين الفلسطينيين من هذه الأراضي، إضافة إلى لجوء جديد لعدد من الذين كانوا قد لجئوا إلى تلك المناطق سابقا، مؤكدا أن ذات العقلية الإسرائيلية لا تزال قائمة دون وازع أو رادع.
وأضاف أن الشعب الفلسطيني لا يزال يعيش نكبات يومية متواصلة، وهو يتطلع لكل القوى في العالم لوضع حد لها كي يحيا حياة كريمة أسوة بغيره من شعوب الأرض.
وأكد أن الشعب الفلسطيني وقيادته ممثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية بذل جهودا كبيرة، وقام بخطوات شجاعة لإحلال السلام فوق الأرض الفلسطينية، ووضع حد لكل آثار الاقتتال والصراع، وقبوله بحل الدولتين على أرض فلسطين التاريخية بما يضمن الحل العادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين، وضمان حقوقهم على أساس قرارات الشرعية الدولية وفي مقدمتها القرار 194 لعام 1948 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأشار إلى أن بعد مضي أكثر من خمسة عشر عاما على إطلاق عملية السلام تواجه القيادة الفلسطينية بالتعنت الإسرائيلي، ورفض الانصياع لكافة قرارات الشرعية الدولية لحل الصراع بصورة شاملة ومتوازنة والتنصل من كافة التزامات والاتفاقيات التي وقعتها مع منظمة التحرير الفلسطينية.
وتطرق في كلمته إلى العدوان الإسرائيلي المتواصل على شعبنا، مشيرا إلى أن الشعب الفلسطيني لا يزال يعاني من منهج الاقتلاع والإحلال والتهويد ذاته، ومنطق القوة نفسه، اللذان ما زالا يحكمان عقلية القيادة الإسرائيلية.
وأضاف أن ذلك كان واضحا في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وما اقترفته الآلة العسكرية الإسرائيلية من جرائم حرب وعمليات إبادة جماعية للأطفال والنساء والشيوخ العزل، وما أحدثته من دمار هائل في المرافق العامة والمدارس، ومقرات الأمم المتحدة ذاتها، كما كان هذا العدوان واضحا عبر الإمعان الإسرائيلي في الاستمرار ببناء جدار الفصل العنصري في الضفة والقدس، ومصادرة المزيد من أراضيهما، وهدم المنازل وتقطيع أوصال مناطق السلطة الوطنية بمئات الحواجز العسكرية، واستباحة المدن والقرى الفلسطينية قتلا واغتيالا واعتقالا، وتهديد المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
وقال إن ذلك كان آخرها حصار المسجد الأقصى المبارك، واستباحته وتشجيع المتطرفين على محاولات الاستيلاء عليه والتهديد بهدمه، غير مبالية بالمواثيق والأعراف والقرارات الدولية ذات الصلة، بل وغير مكترثة حتى بمناشدات حلفاء إسرائيل وأصدقائها المقربين.
ونقل د. الأغا في كلمته تحيات السيد الرئيس وشكره وتقديره للاتحاد الإفريقي قادة ودولا وشعوبا، وإلى أوغندا على الدعوة لهذه القمة الهامة واستضافتها
وكان الدكتور زكريا قد وصل إلي العاصمة كمبالا يوم 20 من الشهر الجاري قادما من القاهرة لحضور مؤتمر دول الاتحاد الإفريقي.