مقالات

يوم العيد ويوم القيامة- محمد أحمد

 

يوم العيد ويوم القيامة



إعداد- محمد أحمد عودة الأغا

إن حال الناس يوم العيد يشبه الحال بالقيامة . فإنهم لما انتبهوا من نومهم خرجوا إلى عيدهم
كخروج الموتى من قبورهم إلى حشرهم ، فمنهم من زينته الغاية و مركبه النهاية ، و منهم المتوسط ،
و منهم المرذول . و على هذا أحوال الناس يوم القيامة .

قال تعالى : يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا أي ركبانا و نسوق المجرمين إلى جهنم ورداً أي عطاشاً .

و قال عليه الصلاة السلام : يحشرون ركباناً و مشاة و على وجوههم .

و من الناس من يداس في زحمة العيد ، و كذلك الظلمة يطأهم الناس بأقدامهم في القيامة .
و من الناس يوم العيد الغني المتصدق . كذلك يوم القيامة أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة .
و منهم الفقير السائل الذي يطلب أن يعطى . كذلك يوم الجزاء " أعددت شفاعتي لأهل الكبائر ."
و منهم من لا يعطف عليه فما لنا من شافعين * و لا صديق حميم .

و الأعلام منشورة في العيد . كذلك أعلام المتقين في القيامة ، و البوق يضرب .
كذلك يخبر بحال العبد ، فيقال : يا أهل الموقف ، إن فلاناً قد سعد سعادة لا شقاوة بعدها ، و إن فلاناً قد شقي شقاوة لا سعادة بعدها .
ثم يرجعون من العيد بالخواص إلى باب الحجرة يخبرون بامتثال الأوامر أولئك المقربون فيخرج التوقيع إليهم وكان سعيكم مشكوراً .
و من هو دونهم يختلف حاله . فمنهم من يرجع إلى بيت عامر: بما أسلفتم في الأيام الخالية .
و منهم متوسط ، و منهم من يعود إلى بيت قفر فاعتبروا يا أولي الأبصار .


نقلاً عن كتاب / صيد الخاطر للإمام عبد الرحمن بن الجوزي
 

اضغط هنا للتواصل أو التعرف على الأستاذ محمد أحمد عودة فالوجي الأغا

يمكنك تلقي أحدث الأخبار أول بأول بانضمامك لإحدى مجموعات الواتساب الخاصة بالعائلة من خلال الضغط هنـا

اظهر المزيد