مقالات

مع الله صديقتي ! - هيا عدنان

مع الله صديقتي !          

لا أعلم كيف هي البداية المناسبة، وما هي الكلمات الملائمة ، ما أعرفه هو أنّ دموعي هي التي سطّرت هذه الحروف المتهالكة..

رجعتْ بها الذاكرة سنيناً إلى الوراء وتذكرتْ ضحكةً وابتسامةً لم ترى -حتى الآن- لها مثيل..

وأفاقتْ على هول الصدمة التي صعقتْها ..

ابكي يا مقلتيّ ..فلا أحد يستحق البكاء غيرها ..

ابكي يا فؤادي ..فقد مررتَ بما يُهلككَ .

اصمِتي حروفي وتوقف قلمي...وانطِقي جوارحي بدعوة لها..

هُنا يتلعثم القلم وينضب المداد... وأصرخ بأعلى صوتي المتحشرج ..

رحمتك ربي بـ سَجـى ،عبدتك الضعيفة، الساكنة، هادئة الجَوارح ، نَسمة الهواء..

تنهدتْ تنهيدةً بعمق البحر..وبدأتْ روحِي تستفيق من المفاجأة..

 ولكأنها طلبت من عيونها أن تُهطل أطناناً من الدموع السِجام..

ولكأنها طلبت إلى حروفها اختناقاً بما يعبئ المداد..

تتنفس الصعداء وترجع لتطلبَ الرحمة ..ويُشجي أذنها صوت القارئ وهو يقول "وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ "

خاطبت نفسها : لعلها جاءتكِ الإشارة ..ابدئي بالدعاء، واتركي البكاء ؛ فقد أزاحَ دمعكِ مدامعَ الخنساء، ولن يجديك النحيب ولا العويل ،كُتب علينا أن يحصل هذا، شئنا أم أبينا فاقبليه بنفسٍ راضية لتُجزي عليه الجَنة ..

تودُّ أن تحادثكِ أحرفي قليلاً يا سجى - بعد أن هطلت أمطارا لتروي تربتك -

سجى..ربما أنتِ في سجل الدولة وفي أركان الحياة متوفاة ..ولكنكِ حقيقةً تعيشين في قلوبنا..

لأنكِ امتلكتها بكلماتكِ الآسرة وابتسامتكِ الساحرة - التي لا أكاد أذكر أنها فارقتكِ يوماً..

أعلم بأنكِ تمقتين البكاء.. لذا اشهدي بأني لن أبكي عليك بلْ أبدّل الدموع بدعواتٍ صادقة من قلب يشدو بحبكِ .

وان كانت المسافات بيننا ما كانت، فأنتِ حيةٌ في قلوبنا ، لمْ تفارقي غرفتكِ الصغيرة وألعابكِ وكتبكِ التي ستحنو إليكِ ، من يحبك يعلم أنكِ تسكنين بين أضلعه .

سجـى ، يكفيني كلاماً وحروفاً خرقاء لأترككِ ترتاحينَ وتزيلين عن  كاهلكِ أعباءَ الحياة .

طلبتُ إلى قبركِ أن يضمكِ برفق ، وإلى تربتكِ أن تحاكيكِ بهدوء .

همسة إلى أخي الصغير عبد المعطي:

أعلم بأن سجى مثلت كل شيء لكَ ، وبأن أحداً لن يعوضكَ أو يغنيك عنها ، ولكن تذكر بأن هذِه ابتلاءات من رب العباد ،

وحبذّا لو تقبلتَها بنفسٍ  مؤمنة؛ لكي تؤجر عليها وتدخل الجنة  -ملتقاكَ وسجى-  إن شاء الله ولا تنسى أيضاً بأني أُختكَ ..

*هذه مجرد حروف مبعثرة أبت إلا الصراخ والتفريغ

دعواتكم لمن سكنت قلوبنا

إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ، وإنّا لفراقكِ لمحزونون وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.

أحببتكِ جداً يا صديقتي - وما زلت –

هَـــيا

اضغط هنا للتواصل أو التعرف على الأستاذة هيا عدنان كامل أحمد الأغا

يمكنك تلقي أحدث الأخبار أول بأول بانضمامك لإحدى مجموعات الواتساب الخاصة بالعائلة من خلال الضغط هنـا

اظهر المزيد