الحب يسكن خواطرهم، ورغبة اللقاء تعلو أنفسهم، ولهفة الرؤية تتأجج في قلوبهم يوماً بعد يوم، وهم يعرفون أن اللقاء أشبه بالمستحيل، وأن الطرق والحواجز والمعابر، لعنةٌُ في هذا الزمن العليل.
ولكنهم رغم ذلك ينامون على الأمل، ويستيقظون عليه، ويبحرون في أحلامهم، ويحلقون في ملكوت حياتهم وفاءً بالعهد، واحتراماً للرابطة المقدسة التي تربط بين قلوبهم الصغيرة، التي لم تكبر إلا على الحب وعلى الأحلام الوردية.
ولكن الطريق المعبد بالأشواك، والمعابر التي تضج بالموت والاحتراق، كانت حائلاً دون التحاق الأطراف ببعضها البعض، فمنهم من طار من أي ثغرة للنور ذات حلم، ومنهم من لا يزال يزور العبور كل يوم، علّ القدر يهديه هدية العمر التي يبتغي.
أما هي، فقد نزلت إلى الجانب الآخر من المعبر، وهي تحلم بلقاء حار، بعد تلك الغربة الطويلة، والانقطاع الذي دام أشهراً وأشهراً، ولكنها تجد نفسها كغيرها من البشر، تموت قهراً على رصيف الانتظار.
كان من المفترض أن يكون حفل زواجها هذا الصيف، ولكنها لا تعلم أي صيف يمكن أن يحتفل بهم على هذا الحال، كلُ ما كانت تفعله، أن تراه بقلبها على الجانب الآخر.
عرائس وعرسان فلسطين، أزواج على قوائم الانتظار، وكل يوم يزداد العدد، والقلوب على جمر الغضى والترقب، ومساحات من الوجد والشوق تعتريهم، ولا سامع ولا مجيب، إلا من همهمة في السحر تخترق السماء، وتقول بحرقة : يا الله..
--
Heba M alagha
university of sharjah
http://www.hebalagha.maktoobblog.com/
كونوا معنا دوماً
هبة الأغا
hebalagha@gmail.com