الأقصى تقتلع جذوره
الحمد لله على كل حال حمداً يوافي نعمه ويدفع نقمه ، وأشهد أن لا إله إلا الله الجبار المنتقم من كل ظالم وخائن وأشهد أن سيدنا محمد بعث بالبراق فاتحاً وقائد وبعد ،
ماذا يجري على أرض البراق ؟ من مؤامرات ودسائس إلى هدم وأنفاق فالعمل جار على جميع المستويات لقلع جذور وهوية المسجد الأقصى فقد شهد الأقصى في الآونة الأخيرة محاولات واضحة لقلعه من جذوره على المستوى الإعلامي وعلى المستوى العملي ، ولولا أن فيه آذان فلربما رفعت عليه الصلبان ولولا قبابه وجدرانه فلربما دفن تحت التراب ووضع عليه الشمعدان
فأين أنتم يا عشاق الأقصى أين أنتم يا مسلمون ! والبابا يؤم القوم في قبة الشيخ الخليلي وهي قريبة جداً من قبة الأرواح والتي يطلق عليها أصحاب القبعات قدس الأقداس وقد وضع فرجار خارطة القدس الكبرى من قلب هذه القبة ، وضع فرجاراً يتحرك بجميع الاتجاهات على مدار 15كيلومتراً مربع لتضيع القدس ويقتلع الأقصى .
انظر يا مسلم يا عبد الله إلى زعماء الأوثان يدخلون من باب المغاربة بعدما أكدوا لليهود حقهم في البراق ، جاء زعيم الصين ليلعن من في الأقصى خدمةً للهيكل وسدنة الهيكل ، فمعالم المآمرة واضحة جداً ( ارم العصا أمام الراعي ) فإياكم يا مسلمين أن تفكروا بالبراق أو ملكيته التي حكمت لكم بها شرائع السماء والأمم السابقة واللاحقة ، أما هذا الزمن فقد باركها البابا لليهود ، ثم جاء بوبو الصين وغداً أطفال العرب سيباركون وأمام هذه الهجمة وبعد هذا التأكيد العالمي والكيد أعلنت حكومة باراك عن نيتها الواضحة لتوسيع مساحة الصلاة عند حائط البراق ، وهذا ما أعلنت عنه الصحف العبرية والعربية أن هناك حوالي 65 مليون دولار لتغطية نفقات مشروع توسيع حائط البراق وضم الجزء الجنوبي من باب المغاربة لهذا الحائط ، وعمل قوس زجاجي عند مدخل باب المغاربة .
وحتى لا تضيع الأمور تحت مقولة السياحة والآثار وجلب زوار العالم لمشاهدة الاثار لا بد لي من تسليط الضوء على بعض الجوانب الخطيرة جداً في هذا المشروع والذي هدف بداية إلى تدمير جميع المعالم الإسلامية والآثار الأموية وشرد أهالي حي المغاربة واستبدل هوية الحي بهوية يهودية واضحة ، وانتزع الممتلكات ، وحفر الأنفاق من أجل تكريس دعاية صهيونية تحت عمليات التنقيب ، والتي امتدت جذور هذه الدعايات والحفريات سنوات طويلة يريدون أن يتوجونها بجعل حي المغاربة حياً صهيونياً كاملاً ، ولم يخجل اليهود من الإعلان في الصحف وربما يطرحون هذا المشروع على مقاولين عرب لتنفيذه ، وإني أذكركم بما يلي : ـ
1 - بتاريخ 28/10/1970م جاء على لسان وزير الأديان الإسرائيلي قوله " إننا سنستمر في الحفريات في باب المغاربة للكشف الكامل عن حائط المبكى بهدف إعادة هذه الدرة الثمينة إلى سابق عهدها وهي عمليات تاريخية ومقدسة وتهدف للكشف الكامل عن الحائط وهدم وإزالة المباني الملاصقة له رغم العراقيل التي كانت تقف في الطريق " .
2 - بتاريخ 7/7/1971م وجه نداء من رئيس حركة إسرائيل الكاملة ديفيد تنير بقوله " نود أن نوجه نداءً إلى الدوائر والهيئات ذات الاختصاص لأن الوقت قد حان كي تجري عمليات الكشف عن حائط المبكى على المكشوف وفي وضح النهار ، وليس فقط في أعماق الأرض ، ويجب مصادرة وهدم جميع البيوت على امتداد هذا الحائط " .
3 - بتاريخ 2/8/1972م وعند زيارة موشي ديان وزير الدفاع إلى الحائط قال : " أفضل أن أرى السور كما كان في عهد الهيكل ، أما بقية الآثار الباقية الموجودة والتي تحجب عنا الرؤيا فلا بد من تصويرها ، ومن ثم إزالتها وتدميرها لأنها تخفي عنا رؤية الصورة كاملة " .
4 - بتاريخ 27/2/1977م وجه الحاخام الأكبر اسحق نسيم نداء " بأن حائط المبكى يبتدأ من باب المغاربة ويمتد حتى يصل إلى باب الغوانمة وسيظل صراخنا مستمراً حتى باب الأسباط ، ومن ثم إلى باب خلدة فإننا نريد تنظيف المنطقة من جميع المباني التي ألصقت بقصد وبإقرار رؤساء الدين المسلمين المتعاقبين " .
5 - ومنذ بداية عام 1985م والمحاولات جارية من خلال الشركات السياحية الصهيونية لترتيب رحلات داخل أنفاق تبدأ من حارة المغاربة وتنتهي إلى حد معين إلى أن تم فتح النفق 1996م وبدأت الرحلات السياحية المنظمة تتقاضى عشرة دولارات عن كل شخص والسير في هذه الأنفاق لرؤية ما يسمى بحائط المبكى .
ختاماً :
ماذا يمكن أن نعلق على هذه التصريحات الواضحة وماذا يمكن أن نقول والأقصى تهدم جميع ما حوله بحجة السياحة والآثار ، ومدارس وتكايا وزوايا وآثار تدمر بحجة الكشف عن هيكل خرافي ، كل ما يجري هو قلع لجذور الأقصى وطمس لهويته فهل من منيب ؟ اللهم قد بلغت … اللهم فاشهد.