أسامة الأغا المـزاح المزاح هو الانبساط مع الغير من غير تنقيص أو تحقير، أما المرح فهو شدة الفرح و التوسع فيه ، قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - : سُمي المزاح مزاحاً لأنه أزاح صاحبه عن الحق . عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قالوا: يا رسول الله إنك تداعبنا. قال: نعم، غير أني لا أقول إلا حقاً.. رواه الترمذي . وهذه هي المداعبة التي حافظ عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طول حياته. عن عبدالله بن الحارث قال: ما رأيت أحداً أكثر تبسما من رسول الله. قيل لسفيان بن عيينة: المزاح هجنة، فقال: بل هو سُنة، لكن لمن يحسنه، ويضعه في مواضعه. سئل بعض السَّلف عن مزاحه - صلى الله عليه وسلم - فقال: كانت له المهابة العظمى، فلو لم يمازح الناس لما أطاقوا الاجتماع به والتَّلقي عنه، وكان يمزح ولا يقول إلا حقاً. وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: إن رسول الله ليخالطنا « ليمازحنا » حتى يقول لأخ لي : يا أبا عمير ، ما فعل النُّقَيْر . أي ان الرسول الكريم كان يمازح ، فكنَّي غلاماً صغيراً بأبي عُمير، والنقير طائر كالعصفور مات لأبي عمير فحزن عليه، فمازحه النبي الحبيب حتى يسليَّ عنه، وفي هذا تواضع وممازحة جميلة من رسول الله، كما بيَّن ذلك الاستاذ ابراهيم المشوخي في كتابه «آفات اللسان». وعن أنس بن مالك أن رجلاً استحمل رسول الله فقال: إني حاملك على ولد الناقة. فقال: يا رسول الله، ما أصنع بولد الإبل؟ فقال: وهل تلد الناقة إلا النوق؟ قال ابن القيم: درج أكابرُ السلف والخلف على ما كان عليه رسول الله من الطلاقة والمزاح الذي لا فحش فيه ولا كذب، فكان عليُّ بن أبي طالب يكثر المداعبة، وكان ابن سيرين يكثر المزاح ولم ينكر عليهما أحد . قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه، من كثر ضحكه قلت هيبته، ومن كثر كلامه كثر سقطه، ومن كثر سقطه قل حياؤه، ومن قل حياؤه قل ورعه، ومن قل ورعه مات قلبه، لأن الضحك يدل على الغفلة عن الاخرة وكان الصحابة والتابعون يضحك بعضهم إلى بعض فإذا كان الليل كانوا رهباناً. قال عمر بن عبدالعزيز: «اتقوا الله وإياكم والمزاح فإنه يورث الضغينة ويجر إلى القبيح.. تحدثوا بالقرآن وتجالسوا به فإن ثقل عليكم فحديث حسن من حديث الرجال». قال الإمام الغزالي صاحب احياء علوم الدين، لكل شيء بذور، وبذور العداوة المزاح. وقيل: المزاح مقطعة للأصدقاء فإن مزحت فلا تقل إلا حقاً، ولا تؤذي قلباً ولا تفرط فيه، ومن الخطأ الكبير أن يتخذ المزاح حرفة يواظب عليه ويفرط فيه، فلا تسخر من أخيك المسلم وتقول: «هذا مزاح، ولا تكذب وتقول: هذا مزاح، ولا تمزح مع أخيك بسلاح. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن العبد إلايمان كله حتى يترك الكذب من المزاحة، ويترك المرء «الجدال» ولو كان صادقاً». رواح احمد وأبو داوود. | ||
Name | عبدالكريم صقر الأغا |
Email/ Phone | abdulkareem@elagha.net |
Address | خان يونس / السطر |
Date & Time | Sunday 15th of June 2008 11:22 AM(Jerusalem Time Zone) |
Comments |
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا الكريم صاحب الخلق العظيم الذى نزل بوصفه الروح الأمين. بارك الله فيك أخي الكريم/ أسامة... على هذه الجهودالمباركة،جعلك الله ذخرا للأمة,وأنفعنابعلمك لقدأعجبني ما كتبت مضيفا إليه قول النووي رحمه الله .. \"الـمـزاح المـنهـي عنه هو الذي فيه إفراط ويداوم عليه؛ فإنه يورث الضحك وقسوة القلب، ويشغل عن ذكـر الله ـ تـعـالى ـ ويؤول في كثير من الأوقات إلى الإيذاء، ويورث الأحقاد، ويسقط المهابة والوقار. فأما من سلم من هذه الأمور فهو المباح الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله\". لـقــد كـان الـرســـول صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الرفق في كل أمر من أمور الحياة، وما الاستجمام للنفس إلا مـن الـرفـق بها ليكون الرفق من مظاهر كل أعمال الإنسان في الحياة؛ حتى ليُربَط الرفق بصفات الخالق الرحيم الرفيق بخلقه. روى الـبـخــاري في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم قـال: \"إن الله رفـيـق يـحـب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه\".والرفق: \"هو لين الجانب بالقول والفعل والأخذ بالأسهل، وهو ضد العنف\". وما الانبساط والـمـزاح ومــا يـتبع ذلك من لين القول والتبسم وانشراح الصدر إلا مظهر من مظاهر الرفق. وعلية يجب أن يكون للمزاح ضوابط ومعايير شرعية وخاصة ماورد منهاوالتزم وعمل بها رسولنا الكريم وصحابته الكرام ومن تبعهم وأستن بسنتهم وسار على دربهمالى يوم الدين . |