رثاء في ذكري رحيل الدكتور حيدر الاغا
بسم الله الرحمن الرحيم
مرت منذ أيام الذكرى الثانية لوفاة الدكتور حيدر مصطفي الأغا رحمه الله و هو مع الأخ الكبير الدكتور أمين سليم الأغا
كانا أوائل الأطباء عائلة الأغا بل عائلات خانيونس و كان رحمه الله مميزا فلقد حقق المرتبة الأولي في الثانوية العامة علي مستوي مصر و السودان حيث كان القطاع تحت الاداراه المصرية بعد نكبة فلسطين عام 1948 ثم تخرج عام 1957 طبيبا متفوقا من جامعة فؤاد الأول التي أصبحت جامعة القاهرة و كانت تروي والدتي رحمها الله كم كان رحيما مع المرضى و خاصة أبناء العائلة و نظرا لتميزه و طموحه و قله الإمكانيات فقد انتقل مع رفيق دربه الدكتور أمين الأغا إلي العمل بدولة الكويت و هناك واصلا التخصص و حصلا علي الزمالة البريطانية في الجراحة و ذاع صيتهما الأفاق.
ادكر حادثة طريفة حدثت بين والدي الحاج إبراهيم سليم الأغا رحمه الله و الحاج مصطفى احمد الأغا والد الدكتور حيدر الأغا تدلل علي الفكاهة و الروح الطيبة بين الناس في ذلك الوقت عندما قبلت في كلية الطب في جامعة عين شمس عام 1973 ذهب والدي يومها فرحا إلي الديوان بالقلعة و انتظر قدوم الحاج مصطفى إلي إن حضر و إذا به يشير إليه متباهيا بإصبعيه بعلامة النصر و يعني انه صار لديه طبيبان يعني إنا و أخي الدكتور زكريا الأغا و إذا بالحاج مصطفى يرد عليه بأنه عندما يتخرج ابنك سيضطر لزيارة المرضى في البيوت يعني من كثرة الخريجين فرد عليه والدي بل سيأتي بالطب الحديث و سيكون علم ابنك مثل علم التلاوي و هو طبيب عام كان يعمل في خانيونس منذ أوائل الخمسينات من القرن الماضي و ضحك الجميع في الديوان.
و لقد كانت هذه الحادثة حافزا للتخصص في علوم الطب و هو علم الأشعة و التصوير الطبي و اذكر في هذا المجال إنني زرت الدكتور حيدر بمنزله في حي الزمالك و هو ألان عيادة نجله الدكتور سامح أستاذ العيون بجامعة القاهرة و استقبلني رحمه الله مع زوجته الفاضلة الدكتورة كوثر عامر أستاذه علم الباثولوجي و كان ذلك في عام 1985 إثناء زيارتي للأهل بغزه حيث كنت اعمل في السعودية بعد تخرجي عام 1981 (بعد أن تحققت نبؤه الحاج مصطفى بكثرة الأطباء و اضطراري للعمل في السعودية )و كان الغرض من الزيارة مقابلة الدكتور حيدر رحمه الله للمرة الأولى و وجدت فيه التواضع الجم و المشورة الصادقة حيث دار الحديث بيننا عن رغبتي في تخصص جديد و مفيد للأهل بالوطن و استقر الرأي علي احد تخصصين هما الباثولوجي (علم الإمراض) أو الاشعه التشخيصية و استعدت الدكتورة كوثر عامر لمساعدتي إذا رغبت في التخصص الباثولوجي في مصر و لكن إرادة الله و مشيئته أرادت تحقيق نبؤه و والدي رحمه الله في التخصص الأحدث بين علوم الطب و بعد هذا أصبح الدكتور حيدر رحمه الله مثلي الاعلي حيث قررت أن ادرس هذا التخصص في بريطانيا أسوة بالدكتور حيدر رحمه الله
ثم توالت لقاءاتنا في القاهرة ائناء زيارتي للوطن من بريطانيا و كان مشجعا و مباركا لي عندما يسمع إخبار اجتيازي للامتحانات من المرة الأولى و التي تعتبر نادرة حتى علي الأطباء البريطانيين بفضل الله تعالى ثم بدعوات و والدتي رحمها الله
و عندما عدت للوطن عام 1995 و كنت ازور القاهرة كانت متعتي قضاء بعض الوقت بجوار الأستاذ حيدر و كان يومئذ المدير الطبي لمستشفى فلسطين بالقاهرة و كنت أتناقش معه في بعض الحالات الطبية الصعبة للمرضى من العائلة و الأصدقاء فيبهرني رحمه الله من علمه الواسع و إصراره علي مشورة أهل التخصص بالحالة و اشعر به كالمايسترو و القائد للفريق الطبي الذي بتكون منه و من الأستاذ المتخصص بالحالة و مني لمناقشة نتائج الأشعة المقطعية و الرنين المغناطيسي إلي أن نصل إلي التشخيص النهائي بعد التمحيص و التشاور و من هنا تعلمت منه رحمه الله الحرص علي التعامل مع المرضى بروح الفريق و ليس بالفردية كما كان أيام د.التلاوي ود. رجائي فرغلي رحمهم الله
و من هنا أود أن ننقل طريقة استأذنا الدكتور حيدر و خاصة عندما علمت بنية أبناء العم المرحوم خالد الأغا بوقف دارهم (عيادة خانيونس مسبقا) و الاستفادة منها في تأسيس عيادات طبية متخصصة تجمع الأطباء و الطبيبات المتميزين من عائلة الأغا و غيرها حيث أن البعض له شهره عالميه مثل الدكتور عمار زكريا و الدكتور أيمن حمتو و غيرهم و سأتناول في مقال قادم كوادر الطب في العائلة فيرجي الكتابة و الاقتراحات في هذا الموضوع.
[1] حسن صبحي حسن البيروتي | المدير الناجح | 01-04-2019