أخي عدنان.. يغرس الأبجدية في الإمارات
نبيل خالد الأغا الدوحة
|
المرحوم عدنان خالد الأغا
|
هذه الحياة الجميلة الماتعة الزاخرة - أحيانا - بطيوب البهجة والسعادة لا تخلو من المنغصات والمرارات التي تطغى عادة على المناهج العامة للحياة.
وأشد المرارات وطأة على النفس مفارقة الأحباب من أقارب الدرجة الأولى، وكذلك الأصدقاء والأخلاء الذين جمعتهم وثائق الحب في الله تعالى.
والرحيل المتتالي للأحباب يمثل إنذارات مبكرة تقرع أسماعنا، وتهز وجداننا لتنبه الغافلين منا بأن الرحيل الأبدي آت.. آت.. وقريب. قريب.. وملك الموت الذي كلفه المحيي والمميت بانتزاع أرواحنا من أجسادنا لن يتوانى ابدا - ولن يستطيع - عن تنفيذ مهمته هنيهة أو بعضها! ولكن.. ما مناسبة هذا الحديث؟
هناك في الحقيقة مناسبتان إحداهما تكمل الأخرى. اما الأولى فهي انعاش ذاكرة كرام القراء بمقولة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم في هذا الشأن: "اذكروا هادم اللذات".
أما المناسبة الثانية فهي مرور خمس سنوات على رحيل أخي وابن ابي وامي المغفور له ان شاء الله تعالى المربي الاستاذ عدنان خالد نعمان الاغا (1939- 2002) الذي لبى نداء ربه في مثل هذا الشهر الرمضاني الكريم وتحديدا قبل فجر اليوم الخامس والعشرين منه في إمارة عجمان بدولة الامارات العربية المتحدة.
وقد أكرمه مولاه بميتة نادرة ومنتقاة في مكانها وزمانها غَبَطًًَهُ عليها الكثيرون وفي طليعتهم استاذنا واخونا الجواد ابن الجواد الدكتور خيري حافظ عثمان الأغا (أبواسامة) الذي هاتفني لحظتئذ من جدة قائلا: والله يا أخي ابا خلدون انني اغبط المرحوم عدنان على هذه الميتة الهادئة الوديعة والتي أتمنى على الله تعالى ان يهبني مثلها كما وهبها لعدنان، فهي تمتاز بعدة امتيازات... فقد حدثت في العشر الأواخر من رمضان، وفي ليلة مباركة ربما تكون ليلة القدر، وفي لحظة سجوده للواحد القهار في المسجد صائما قانتا مستغفرا حامدا شاكرا. وهذه - لعمري - نعمة عظيمة من نعم الله تعالى.
والحق ان كلمات اخي "ابو اسامة" الصادقة الدافئة أحدثت تأثيرا إيجابيا حسنا في نفس واسى ألمها، وهدهد فجيعتها.. ورغم ذلك بقيت اردد قول الشاعر:
أخاك أخاك ان من لا أخا له كساع إلى الهيجا بغير سلاح
إن اخي المرحوم عدنان يحتل المرتبة الثالثة في منظومتنا الاسرية المتواضعة التي أسسها والدنا المغفور له ان شاء الله تعالى الحاج خالد نعمان خالد الأغا (أبوأحمد) (1918- 1961) مع والدتنا المغفور لها ان شاء الله تعالى الحاجة رقية محمد حمدان اسعيد الاغا (أم أحمد) (1920- 1982).
عدنان.. أول طارق لبوابة الإمارات
واخي المرحوم عدنان - كما يعلم أو لا يعلم الكثيرون - هو أول رجل من ابناء عائلة الأغا طرق ابواب الهجرة الى "الإمارات المتصالحة" عام 1959. بعد حصوله على شهادة الثانوية العامة من خان يونس مباشرة، حيث عمل في البداية محاسبا عند أحد اباطرة التجارة في دبي وهو المرحوم مرشد العصيمي (يوجد الآن في دبي سوق يحمل اسمه الأول). ثم اتيحت له فرصة العمل مدرسا في أول مدرسة تأسست في الامارة عام 1928 اسمها "المدرسة الأحمدية الابتدائية" براتب قدره 450 روبية شهريا. وهو مبلغ محترم بمقياس ذلك الزمان. ثم لحق به اخي الحاج وليد عام 1961 ومن ثم تتابعت حبات العقد العائلي التحاقا وانتظاما ويقدر العدد اليوم بالعشرات بارك الله فيهم وفي ذراريهم.
وربما يعرف أو لا يعرف الكثيرون ان الحصول على "الفيزا" أو تأشيرة الدخول للامارات يومئذ كان في غاية الصعوبة والتعقيد. "فالامارات المتصالحة" - وهذا اسمها السابق - كانت خاضعة للحماية البريطانية. وبالتالي فإن " دار الاعتماد البريطانية" هي الجهة الوحيدة المخولة في دبي بإصدار تأشيرات الدخول، والتي كان على حاصلها ضرورة مراجعة السفارة البريطانية في القاهرة لطبع التأشيرة على جواز سفر المسافر.
لقد كان حصول عدنان على الفيزا والتحاقه بالعمل في دبي حدثا رائعا وسعيدا على مستوى أسرتنا التي كانت تعاني ضائقة مالية شديدة الوطء ضاعف من وطأتها مرض الوالد ثم وفاته رحمه الله بتاريخ 5 نوفمبر عام 1961 وهو في الثالثة والاربعين نتيجة لإصابته بسرطان الرئة، وكان رحمه الله من مدمني التدخين اللعين وخاصة من فئة دخان "الهيشة" الملفوف باليد.
مهنة التدريس تحب من يحبها أحب عدنان مهنة التدريس مبكرا، حتى قبل حصوله على الثانوية العامة ومن ثم ليسانس الاداب من جامعة بيروت العربية عام 1987 فكان يغتنم فرصة الاجازة الصيفية في خان يونس ويحول احدى الغرف المجاورة الى قاعة يدرس فيها اللغة العربية و التربية الاسلامية والحساب الى ابناء الجيران ومنذ ذلك الوقت استحق لقب "الاستاذ" الذي لازمه طول حياته، وكثيرا ما كنا نتجاهل اسمه الحقيقي ونناديه يا "استاذ".. ولست ادري تحديدا عدد السنوات التي قضاها مدرسا بالمدرسة الاحمدية بدبي.. ولكني اعلم يقينا انه تنقل في عدة مدارس وفي عدة مواقع تعليمية في دبي وعجمان.. واثناء مسيرته التعليمية التي تجاوزت الأربعين عاماشغل اثناءها وظيفة معلم ووكيل ومدير مدرسة وكان يحظى باحترام وتقدير كل من تعاملوا معه في لجة الحياة.. موظفا.. وجارا وصديقا.. وانسانا.
بعض ابناء العائلة في الامارات يتحدثون عن الأثر الطيب، والسيرة الندية التي يذكر فيها المواطنون والمقيمون الذين تتلمذوا أو تعارفوا أو تعاملوا مع عدنان خالد الأغا.. ويسألونهم عن صلة قرابتهم بالمعلم الثبت والمربي الذي اخرج الأجيال، وقدم لابناء امته خدماته التعليمية الجلى. واذا كانت "عصبيته" تضطرب أحيانا فبسبب عدم رضاه عن تصرف الطرف الآخر. ولكن هذه الحالة العصبية لم تكن لتدوم طويلا.. فسرعان ما يكشف الغطاء عن الشخصية الحقيقية الحميمة له. وكان عطوفا جدا مع البراعم الصغيرة.. مداعبة ومناقشة واحتضانا واكراما. وفي الذاكرة "يعشعش" مشهد انساني مؤثر.. ففي احدى المرات رافقته لأداء فريضة المغرب بالمسجد المجاور لبيته، وكالعادة التف حوله بعض الاطفال وهم يهتفون: عمو عدنان.. عمو عدنان فصافحهم وداعبهم.. وبعد ان انفضوا من حولنا واقتربنا من عتبة المسجد قال لي بأسى: كلهم يقولون عمو.. عمو.. أتمنى ان يرزقني الله بمن يناديني بابا.. بابا.. وانداحت على الخدين دموع ساخنة.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم.
أما علاقته بذوي أرحامه فحدث عنها ولا حرج، زيارات ومجاملات ومساعدات، ومهاتفات ومراسلات.. واكراميات.. وبهذه المناسبة وانطلاقا من مقولة الحق تبارك وتعالى "ولا تنسوا الفضل بينكم" فإني سأبقى ذاكرا وشاكرا ومعترفا بأفضاله التي اسداها لي في شرخ شبابي فقد تولى مكرمة الانفاق على تعليمي الجامعي في كلية دار العلوم بجامعة القاهرة (1963- 1967)، وأسأل الله تبارك وتعالى ان يجزيه عني وعن غيري من الأقرباء خير الجزاء، مستذكرا في هذا المقام مقولة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم: "اذا قلت لأخيك جزاك الله خيرا فقد أوفيته.." فيا أخي الغالي عدنان.. ويا كل كريم له فضل عليّ مهما بلغ حجمه، حتى ولو كان بسمة حانية أو كلمة ندية، أو دعاء صادقاً.. اقول لكم هاتفا وداعيا: جزاكم الله خيرا.. جزاكم الله خيرا.
السطر.. أرجوحة الذكريات حينما نعّرف السطر في القاموس الوجداني فهو عبارة عن "كلمة موحية مرادفة للجمال والبهاء والهناء"." اما تعريفه في القاموس الجغرافي فهو "ضاحية من ضواحي مدينة خان يونس تقع شمالا وتبعد نحو 3- 5 كلم عن قلب المدينة"."
وأهل السطر - برغم تعاملهم مع المخترعات الحضارية الحديثة - ما برحوا أوفياء للقيم العربية الاسلامية النبيلة، كالشهامة والمروءة والكرم والامانة يتوارثونها جيلا بعد جيل. وأهل السطر بضفتيه الشرقية والغربية يعيشون كأسرة واحدة لكنها ذات اجنحة متعددة ومتناغمة، وقد شيدوا بيوتهم الجميلة وسط البيارات والحقول والمزارع الناطقة بأبدع آيات الجمال الرباني والبشري.
وربما يعلم - أو لا يعلم الكثيرون - ان اخي عدنان كان يمضي أوقاتا مورقة بالهناء والسعادة في السطر الشرقي الذي تنتمي اليه الوالدة والتي وهبها الوهاب تسعة من الاخوة وثمانية من الاخوات جلهم تقريبا كانوا يعيشون في السطر، وهم بالنسبة لنا أخوال وخالات.. اضافة الى ابنائهم وبناتهم وهم بالنسبة لنا ايضا ابناء وبنات اخوال وخالات. بمعنى اننا اقرباء ولسنا غرباء، نحل ونرحل على الرحب والسعة.
وهذه الشبكة الواسعة من الاحباب تمثل الحاضنة الرؤوم لنا فنسرح ونمرح مكللين بالتقدير والترحيب، وقد امتدت هذه الشبكة فيما بعد الى ضفة السطر الغربية حينما ارتبط العم عودة اسعيد بدوي الأغا (أبوعمر) بخالتنا الوديعة المرحومة نايفة (ام عمر ). وكذلك حين ارتبط العم حمدي ملاحي الأغا (ابوزويد) بخالتنا الحنون المرحومة فاطمة "أم زويد" وبذلك اضحى لنا "مربطا خيل" في الضاحية السطرية الثانية.
وانطلاقا من مقولة الحق تبارك وتعالى: "ولا تنسوا الفضل بينكم" فقد كان الأحباب في السطر بضفتيه يرفدوننا نحن الساكنين في قلب المدينة بخيرات مزارعهم ومنتجات حيواناتهم من الفواكه والخضراوات المختلفة حسب مواسمها، وبالألبان بمشتقاتها من الجبن و السمن والزبد واقراص أو كعوب الكشك التي تمثل الخامة الاساسية لوجبة "المريسة" الشهية، وكذلك "الشرش" أو المش الذي كان يصلنا عبر الأوعية الفخارية الغزية مثل "الطوس" و"القدرة"." أما العسل الأصلي النقي فقد تكفل به خالنا الأكبر نايف "ابومحمد" الذي كان "ملك العسل" في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي رحمه الله واجزل مثوبته.
وقد ارتبط عدنان بصورة خاصة مع "شلة" معتبرة من شباب السطر في مقدمتهم المرحوم فضل حمدان الأغا عم الوالدة، وكذلك الخالان العزيزان عبدالحميد وعبدالجواد وابن الخالة العزيز عدنان صالح وكذلك شقيقه عادل"ابو صالح" وغيرهم.
وخلال صيف العام 1966 ارتبط عدنان خطوبيا بالاخت الفاضلة هدى مصطفى عثمان الأغا ابنة المحسن المعروف الشهيد الحاج مصطفى عثمان الأغا وشقيقة الأخوين القديرين الدكتور سليمان والمهندس عيد وايضا شقيقة الاختين الفاضلتين الحاجة مكرم (أم محمد) زوجة المرحوم عبدالمعطي الأغا (أبومحمد). والسيدة مريم (أم يوسف) زوجة وكيل النيابة الأخ نعيم يوسف الأغا (أبويوسف). وكعادتها كانت أم محمد قطب الرحى في اتمام مراسم الخطوبة نظرا للمكانة الاجتماعية الرفيعة التي تحظى بها في العائلة. اما الزواج فقد تم في دبي وليس في خان يونس كما كان مقررا نظرا لحدوث نكسة عام 1967.
وشاءت ارادة الحق تبارك وتعالى ان لا يهب الحبيبين عدنان ووليد ابناء ولكنه - جل جلاله- عوضهما بالسيرة الطيبة ، ومحبة الناس والبذل والعطاء والشكر لله في السراء والضراء. والحق ان المرحوم عدنان كان شديد الوله والولع بخان يونس، وكانت اسعد أوقاته تلك التي تتصافح أوردته وشرايينه بأوردة وشرايين فلسطين الغالية ممثلة في خان يونس وأهلها الذين هم أهله وخاصته، وتمثلت امنيته في قضاء بقية حياته فيها وتلك لعمري هي ذاتها امنيات الملايين من المغتربين الفلسطينيين الذين هصرتهم الغربة، وأدمت توابعها المذلة أفئدتهم وأكبادهم.
حديث الروح
أخي الحبيب عدنان وفاتك المفاجئة في المسجد قبل فجر الخامس والعشرين من رمضان عام 2002 زلزلت نفوسنا وهزت مشاعرنا، وفور ورود الخبر توجهت من الدوحة الى عجمان لوداعك الأبدي وكذلك فعل الاخوان يونس عبد"جسورة" ويحيى زكريا"ابو زكريا".. بينما بقي الشقيقان نزيه وناهض في الدوحة يتقبلان العزاء مع أبناء العائلة.
ابناء العائلة في الامارات كلهم شاركوا في وداعك وقد كست وجوههم غلالات الحزن والأسى على فراقك.. وتقبلوا العزاء وفي مقدمتهم الشقيقان وليد وناظم وكذلك ابناء عمومتنا الحاج فتحي قاسم وابناء العم ابوعصام.. اما اختنا الحاجة انصاف والحاجة نهى فقد بلغ الأسى بهما مبلغه. وأما زوجتك الوفية الحاجة هدى فما زالت على العهد صابرة محتسبة راضية بقضاء الله وقدره. ووقف اصدقاؤك المخلصون وقفات مشرفة وفي مقدمتهم مصطفى شراب وأسامة تميم البطة ، والدكتور رمضان شبير وغيرهم..
اما طلابك وزملاؤك واصدقاؤك على مدى اربعين عاما فقد اعتمر المئات منهم بيت العزاء الذي اقيم في بيت صديقك وجارك أسامة تميم في تجسيد رائع للجيرة الحقة.... ودعا الجميع ربهم ان يرحمك ويسكنك جنات عدن خالداً فيها وكافة الموحدين بالله.
رباه... اننا نتوسل منك اليك يا ذا الجلال والاكرام.. يا من وسعت رحمتك كل شيء، ومن يسبح بحمدك كل شيء، نتوسل منك اليك في شهرك الرمضاني الأكرم ان تشمل كافة الراحلين الى حماك المتدثرين بدثار حبك والهاتفين بتفردك ووحدانيتك..ان تشملهم بعفوك وجودك، وان تحشرهم جميعا في الفردوس الأعلى من جنتك جنبا الى جنب مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا. ."إنا لله وإنا اليه راجعون"
|
[1] مسعود عاشور مسعود الأغا | تحية حب و أخلاص | 26-05-2011
[2] ياسر محمد عودة الأغا | عشت ثلاثة وستون عام وزادت خمسة لزكراك أنت باقي | 26-05-2011
[3] خليل عدنان خليل خالد الاغا | معلمي الحبيب عدنان | 27-05-2011
[4] باسم جعفر طاهر الأغا ( أبو طاهر ) | يرحمك الله | 27-05-2011
[5] محمد حسان سليمان الأغا | الله يرحمه | 28-05-2011
[6] الحاج عاشور مسعود الأغا | جنات عدن للعدنان بإذن الله الرحمن | 01-06-2011
إنما الميت ميت الأحياء
إلى روح الأخ العزيز بن العزيز المغفور له بإذن الله الأستاذ العدنان النعمان "ابوخالد "
"جنات عدن للعدنان بإذن الله الرحمن "
ليس من مات فاستراح بميت انما الميت ميت الاحياء
انما الميت من يعيش شقيا كاسف البال قليل الرجاء
ابكيك بالشعر ام بالدمع من مقلي ؟
وليس للشعر أو للدمع من عمل !!
ما حيلة المرء عند الموت ان فتكت
يد المنون بمن تختار في عجل
عزت علينا عقودا ان تفارقنا
لكن قضاء جرى اوفى من الاجل
لانستطيع اذا تاخذ بساعته
ولا نقدم بل يمشي بلا جدل
فالقلب في كمد والنفس في وله
والدمع جار من العينين كالهطل
عهدي به العدنان مستبقا
يأتي الأمور بلا جهل ولا خبل
في طاعة الله امضي العمر متبعا
ما كان من شرعة الرحمن للرسل
جنات عدن قد اشتاقت لموعده
يطير في سمائها كالطائر الجذل
عليك من سلام الله ما طلعت
شمس النهار على سهل على جبل
خان يونس والسطرين تفتح الذراعين
تحية المحبين ذكرى للذاكرين
لآل خالد اجمعين الى حزين والغائبين
لكل النازحين العائدين لفلسطين
اللهم امين اللهم امين