بسم الله الرحمن الرحيم
د/ يحيى زكريا الأغا
المستشار الثقافي بسفارة دولة فلسطين- قطر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد سمحت لنفسي أن تكتب بضع كلمات للمناضل الشهيد الحي الشيخ أحمد إسماعيل ياسين ، ولكن الكلمات في هذه المناسبة، وفي الشيخ الشهيد أحمد ياسين مهما علت ، وارتقت معانيها، وبلاغتها وأساليبها، ومضمونها، لا يمكنها أن تفي الشهيد جزءاً من منهجه، وعطائه، ومكانته .
أقول:
هكذا تنتصر الحياة، هكذا ترتفع الجباه، هكذا تعلو الروح إلى أعلى عليين، هكذا تكون الشهامة، هكذا تكون الشهادة، هكذا تكون الروح عذبةٌ كروح الصحابة والتابعين.
لن ينطفئ الضوء
لن تنطفئ الشعلة
ولن نموت إلا واقفين، أو مسبحين، أو ساجدين ، أو مصلين، أو مجاهدين
لن نموت إلا ونحن ناطقين لا إله إلا الله محمد رسول الله.
أحمد ياسين أيها المعلم ، أيها المربي، أيها القائد، أيها المناضل، أيها المجاهد
شهمٌ أنت في حياتك، وشهم في نضالك وشهم في مماتك،
أيها الحي بروحك
أقول لك وقد خضّبتَ أرض فلسطين بدمك الطهور:
إنك والله من فرسان الفتح الأول
إنك والله من نجد وعدنان
إنك من فلسطين أرض الإسراء والمعراج
أرض النبوات والرسالات
إنك والله من أبناء خالد بن الوليد، وصلاح الدين وعز الين القسام
فطوبى لك حيّ في جسد الثرى
طوبى لك والله أكبر
طوبى لك وقد رسمت الطريق إلى فلسطين
طوبى لك وقد أشعلت ناراً وأضأت نوراً في دماء المجاهدين من أبناء الشعب الفلسطيني
إن عطاء الشهداء هو طريق للنصر، وطريق للحرية والخلاص من الاستعمار الصهيوني، ولن يرجع الوطن إلا بالدماء :
يا وطني ما كنت لأبكي في هذا العرس
فعروبتنا وإسلامنا يأبى أن نبكي الشهداء
أتساءل: أأبكيك؟؟؟ يا من حمل اسمك ( أحمد) أأبكيك يا من حمل اسمك( ياسين) جمعت المحامد في اسمك، وفي خصالك، فهنيئاً لنا بك، وهنيئاً لفلسطين بشهيد من أمثالك. إن مسيرة النضال الفلسطيني انطلقت منذ أكثر من قرن ، وسقط الشهداء تلو الشهداء، وشعبنا الفلسطيني على مدار هذه السنين لم يبكِ الشهداء، ولن يبكيهم، ولن نبكي أحمد ياسين:
هذه دماؤك يا شهيد تسمو منائر في وجودي
ما كل قطرة عندم لمعت سيف ابن الوليد
ما أطهر الدم حين يُس فك في الدفاع وفي الصمود
إن دماء الشيخ الشهيد / أحمد ياسين ستبقى كتاباً مفتوحاً على مصراعية ما بقي صهيوني على أرضها الطاهرة المقدسة، فدمه أيها الأخوات والأخوة يضم في دفتيه المجد، والعزة، والكرامة، ويروى لكل الأجيال القادمة تاريخاً عَبِقا. إن إيماننا بالله قوي، ولن تفتر عزائمنا، ولكنك غادرتنا أيها الشهيد ونحن في أمس الحاجة إليك بفكرك، وعقلك، ومنهجك، وكرسيك الذي سيقى رمزاً للنضال. ما عهدناك في الميدان منكفئاً بل أنت سيد من يُعطي ويحتدم.
ماذا أقول الآن وقد حضنت الأرض جسد الشيخ الطاهر، ماذا أقول وقد نبت الحنون على قبره قبل الأوان، ماذا أقول وقد انسكبت دماؤه على تراب الوطن عاصفة، ولكنني أقول:
يا أيها الثاوي
تراب الأرض يحتضن مربعك
يا أيها الثّاوي
ملاكاً هادئاً
ستظلُ عاصفة الدهور
وصوت بركان الضمير
وزيت قنديل الحيارى
إنّ في المجد المُؤَثّلِ موقعك
ففي القبر
يرقد غصن ناضر
فيه قلوبنا
وعيوننا
فشعبك قد أودعك
أيها الأخوة في الله والوطن
قال تعالى( قل لن يُصيبنا إلا ما كتب الله لنا) فإرادة الله شاءت أن يلقى أحمد ياسين ربّه راضياً مرضياً، وإرادة الله شاءت أن تصعد الروح إلى بارئها، وإرادة الله شاءت أن تلتحم الإرادة الفلسطينية اليوم في مواجهة العدو الصهيوني، من أجل التحرير والنصر وإقامة الدولة الفلسطينيةالمستقلة وعاصمتها القدس الشريف بإذن الله.
لقد أرادوا من اغتيال الشهيد إنهاء المقاومة، وتفتيت بنيتها السياسية والعسكرية، ولكن الأخوة في حماس بكل ما يملكون من استراتيجية فكرية ولإخلاصٍ للوطن، تعالوا على المصُاب ووضعوا الوطن أمام أعينهم، فأفشلوا كل الخطط التي رسمها العدو لهم، فانتصر الحق على الباطل، وبإذن الله سينتصر شعبنا الفلسطيني بأسره على كل القوى الظالمة،.
يا فلسطين اطمئني
أحمد ياسين وأولاده ومحبيه ومريديه قرابين خلاصك
فنحن من أجلك يا فلسطين نحيا ونموت
والله أكبر والنصر لنا بإذن الله
( ولينصرن اللهُ من ينصره إن الله لقوي عزيز)
صدق الله العظيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته