في ذمة الله

رثاء إلى روح والدي الحبيب- منال صبحي

 

كيف لحروفي أن تعبر عن جروحي يا أبي الحبيب؟أيها الغائب الحاضر..غائب عن دنياي وحاضر في روحي..بكتك قلوبنا قبل عيوننا..وكم نشعر بلوعة الفراق..وحرقة الفؤاد في غيابك..كم نفتقدك ونشتاقك ويملؤنا الحنين الى طيفك الحاني..كم تحضرنا مواقفك وأفضالك علينا..فقد كنت رمزالحنان ونبع الأمان..كنت مثالا للكرم والعطاء ليس معنا فقط..ولكن مع كل من عرفته من أقارب وأصحاب وجيران..تشارك الجميع الأفراح والأحزان..تعين المحتاجين دون انتظارهم السؤال..لم تتوقف عن المساعدة والعون..أو اصلاح ذات البين..لم تجد راحتك الا في راحة الآخرين..ولم تجد سعادتك الا في اسعادهم..كنت حريصا على بر أهلك وصلة رحمك..وسباقا لاكرام ضيفك..كم كنت رقيق القلب لين الجانب وحسن اللسان لمن يعمل عندك..كنت تبتغي في كل ذلك رضاالله بعيدا عن الرياء والمظاهر والأضواء..فليبارك الله ماصنعت وليجعله في ميزان حسناتك.

أبي الحبيب لقد كنت لنا القدوة الحسنة في الصبر على المصائب واحتساب ذلك من الرب الكريم.
لقد تعلمنا منك التراحم والتسامح وحسن الجوار..فكم صبرت على الأذى..وتعلمنا منك التعاطف مع الناس لأن ذلك كما قلت أسمى مراتب الانسانية. آه يا أبي واللآهات في صدري لا تنطفي..اليوم مضى أسبوع على رحيلك..في كل يوم مضى منه..أفتقد سؤالك عني وعن بناتي اللاتي بكينك ومازلن يبكينك ..بكتك {مرح ومودة وميعاد}وماجف دمعهن وهن يقرأن لك سورة{يس}.

هل تذكر ما كنت تقول ياأبي دوماعنهن؟كنت تقول: هن بناتي وأنا كفيل بهن وسأعيلهن حتى ألاقي ما وعدني ربي في جنات الخلد. أبي الحبيب..كم كان عطفك يغمرني واخوتي..كنت دائم التفقد لأحوالنا وأبنائنا..كنت تبحث عن راحتنا..وتبذل مافي جهدك لسعادتنا..وتسعى لرسم ابتسامتنا ..وللأسف لن نستطيع ان نجزيك عن كل ذلك ماحيينا. يا صاحب القلب الطيب..ياكل مافيك طيب.. لقد جنحت للبساطة في حياتك..وجعلت التواضع شعارك ..فقد كنت مؤمنا أن هذه الدار دار فانيه..وأن الجنة هي الأمنية الغالية..فبذلت مافي نفسك من عمل صالح لطلبها..لقد بذلت مافي جيبك من مال وصدقة في السر لنيلها..فهنيئا لك أبي بما صنعت فها أنت اليوم حصدت دعاء الناس لك بالرحمة والمغفرة..وكيف لا وقد كنت تسابق الخطى لأداء الصلاة..فكم كان قلبك معلقا بالمساجد.

ابي الغالي..لقد كنت دوما أخشى ان أفقدك..وجاء اليوم الذي كنت أخشاه..ومع هذا أراني أتخيل كل لحظة صورتك..ويرن في أذني صدى صوتك..فأهرب الى سجادتي داعية ربي أن يربط على قلبي ويلهمني وأمي واخوتي وبناتي الصبر على فرقاك..فنحن باذن الله لن ننسى فضلك وابتسامتك الدافئة وطيب محياك..فكم صبرت ياأبي وأجرت..وهذا هو عزاؤنا أنك رحلت الى جوار رب غفور رحيم كريم..وجنيت دعاء المصلين على جثمانك الطاهربأن تسكن روحك في عليين.

أودعك أيها الحبيب وكلي أمل أن ألاقيك في جنات الخلد..وليس لي بعد هذاالا التسليم بقضاء الله وقدره.
 وافضل ما نقول ونختم به ..قول العزيز الحكيم:{انا لله وانا اليه راجعون}.

 

اضغط هنا للتواصل أو التعرف على أ. منال صبحي حافظ عثمان الأغا

يمكنك تلقي أحدث الأخبار أول بأول بانضمامك لإحدى مجموعات الواتساب الخاصة بالعائلة من خلال الضغط هنـا

اظهر المزيد