الَى مَن غَادَّرُوْنا وَرَحلوا أنَا هُنَا عَلَي نَغَمَات الْوِجْد اجْلِس وَضَفَّتَي بِلَا شَك هِي ضَفَّة الْحُزْن لَا أَعْلَم لِلْحَال وَصَف وَالْفَجْر بَات يَأْتِي مَنْزُوْعَا مِن شَمْسِه حَتَّي رَدَّمَنِي الْاسَى.
فَحِيْن تَخْتَرِق رَائِحَةُ الْمَوْتِ جَسَد الْلَّيْل فَتَرْتَّق فَرَائِص الْمَكَان لْيَتَمخّض الْوَقْت لِيَلِد نَهَار مُبْهَم الْنَّجْدَيْن يَا رَائِحَا وَتَارِكا عَمْرَا طَوَيْلَا يَازَارِعا بِصَوْتِي لُغَة الْنَّحِيِب وَفِي مَحَاجِرِي دَمِع رُعَيْن مَابَال جِذْع الْفَجْر يَرْتَدِي عَبَث الْانِيَن وَمَطَامِحي صَحْرَاء قَاحِلَة تَوَحَّمَت بِالْشَّمْس بِالْعَطَش الْمُبِيْن أَيُّهَا الْرَّجُل الْعَظِيْم يَا رَجُل الْكَرْم يَامَن زَرعَت فِيْنَا حُب الْنَّاس وَالَارَادَة وَالصِّفَات الْحَمِيْدَة..
بُورْكَت مِن رَجُلٍ عَظِيْم ، فَقَد أَدَّيْت رِسَالَتَك فِي الْحَيَاة عَلَي أَتَم وَجْه وَالْحَمْدُلِلَّه ، فَكُنْت نِعْم الْزَّوْج وَنِعْم الّاب وَنِعْم الْاخ وَنِعْم الْخَال وَالْعَم وَالْجِد وَالْصِّدِّيق.. كُنْتُ طِفْلَة صَغِيْرَة حِيْن كُنْت تُمَد يَدَك الْمُبَارَكَة الَي جَيْبِك فِي الْعِيْد لِتُعِيدُنِي تِلْك الْعِيدِيَّة الْنَّقْدِيَّة الَّتِي مَا زِلْتُ اذْكُرْهَا حَتَّي الان ...
سُِنُوْن طَوِيْلَةٌ وَلَم ارَاك لَكِنَّنِي ابَدَا لاانْسَاك ,, وَلَا انُسَى نَصَائِحُك الْرَّائِعَة وَقَلْبُك الَّذِي هُو قِيْثَارَة حَنّان .. أَذْكُر حِيْن كُنْت تَرَدِّد لَنَا دَوْما وَنَحْن صِغَارَا مُسْلِمُوْن مُسْلِمُوْن مُسْلِمُوْن حَيْث كَان الْحَق وَالْعَدْل نَكُوْن مَا أَعْظَم بَلَائِنَا حِيْن وَدّعْنَاك يَا غَالِيَا وَوَدَّعَنَا قَبْلَهَا عَمّا قَرِيْب أُخْتٌ لَك حَبِيْبَة لَنَا. أَيُّهَا الَقَائِبُون فِي صَمِيْم الْقَلْب حُبِّكُم فِي ذَاكِرَتِي أَنْقُشُه وَشْمَا عَلَي شُرُفَات الْرَّوْح فَلَا يَزُوْل. الْلَّهُم ارْحَمْهُم بِرَحْمَتِك الْوَاسِعَة الَّتِي وَسِعَت كُل شَيْئ.. الْلَّهُم اشَمَلَهُم بِعَفْوِك وَمِنْك وَّغُفْرَانَك..
[1] صفاء خيرى حافظ الاغا | سلمت يمينك | 28-04-2010