بسم الله الرحمن الرحيم
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آَذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا "
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا " صدق الله العظيم
من المعروف والمتعارف عليه أن المراكز الاجتماعية والمواقع القيادية والمناصب الاعتبارية في أي مجتمع متحضر لها قدسيتها ولها هيبتها ولها حرمتها ولها اعتبارها واحترامها وان الأشخاص الذين يحتلون هذه المناصب ويتبوءون هذه المواقع والمراكز تكون لهم هيبتهم واحترامهم لأنهم لا يمثلون أنفسهم وذواتهم بل يمثلون المجتمع الذي أعطاهم هذه الصفة ومنحهم هذه المراكز ولذلك , تكون مسئوليتهم مسئولية عامة ومهمتهم أوسع من نطاق أهوائهم وأفكارهم أو ثقافتهم الخاصة وإذا ما تعرضوا لأي موضوع من الموضوعات العامة التي تتعلق بالمجتمع ككل وإذا ما تحدثوا بأي حديث عام حول قضية أو مشكلة تهم القاعدة الجماهيرية وتعالج أمراً من أمور الناس إن يكون حديثهم بشكل شامل لان أي وظيفة أو مركز تشغله الشخصية الاعتبارية إذا ما كان حساسا وهاما فلا بد أن يكون فكر هذه الشخصية فكرا مستنيرا ومنهجا واضحا لا غموض فيه ولا غبار عليه وتكون الرؤية التي تراها هذه الشخصية صادقة ومعبرة عن الحقيقة المبنية على الواقعية وعلى الأدلة الثبوتية والمعطيات المدروسة والملموسة وعليه لا تقع هذه الشخصية في حكمها على الأشياء موقع الزلل أو موقع الخطأ والمغالطة التي تغتفر وبذلك ترتكب خطيئة يحاسب عليها القانون ولا يقبلها العقل السليم.
إن الموضوع الذي نود أن نتساءل حوله هو "موضوع قلعة خان يونس "الذي طرح أمام الرأي العام وكتبت عليه الصحافة المحلية وللصحافة المحلية نوجه التحية على اهتمامها لأنها تمثل السلطة الرابعة في المجتمعات المتحضرة.
أما الشيء الذي لم نتمكن من السكوت عليه أو تفويته لمن تعرضوا له واستعانت بهم الصحافة على تغطية الموضوع المذكور فهو بحق ما صدر عن المسئولين مباشرة وغير المسئولين من تصريحات وأقوال أو معلومات لا تدعمها الأدلة ولا تؤكدها ولا حتى تسندها الوقائع التاريخية فإذا ما أردنا أن نعود إلى التاريخ البعيد أو القريب ولماذا الاهتمام المباشر ينصب على فئة بعينها ولماذا لا تحال القضية إلى أهل الاختصاص وأصحاب الرأي الذين يمكن أن تكون فتواهم مبنية على علم ومعرفة وان يعطوا الموضوع حقه في البحث والدراسة والتحقيق لأنهم أمناء على المعلومة , تهمهم المصداقية ويهمهم قول الحق وتأكيد الواقع .
خان يونس والحمد لله لديها من العلماء والمفكرين وذوي الخبرة والعقول الراجحة ما يجعلها تتفوق على غيرها من المدن والمناطق ويجعلها تفتخر بأبنائها وتعتز بتاريخها الماضي والحاضر .
فقد كتب الكتاب عن قلعة برقوق خان الأمير يونس كما أرخ المؤرخون فمنهم من أجاد ومنهم من لم يحالفه الصواب.
لم يقبل احدنا في خان يونس ومن كافة الأجيال أن تتم معالجة قضية الآثار والسياحة وحماية البيئة والنظافة ومعالجة مشكلة البطالة وضيق ذات اليد أو الفقر على حساب سمعة مجموعة من أهالي المدينة بل هم أهل المدينة أصلا وهم حماة القلعة وهم المحافظون على الآثار لا المضيعون للتراث والثقافة وليس هذا إلا من واقع الحقيقة ومن واقع التاريخ ومن واقع السيادة الوطنية ارجعوا اذا شئتم الى ما كتبه الشيخ عثمان مصطفى الطباع الغزي في مؤلفه إتحاف الأعزة في تاريخ غزة المجلد الثاني تحقيق ودراسة عبد اللطيف زكي" ابو هاشم" حتى تعرفوا كيف كانت القلعة ومن هم الذين حافظوا على القلعة كاثر عربي اسلامي وكيف تطورت الاوضاع وما هي المراحل التي جعلت الذين يجهلون تاريخ القلعة يتحدثون عن القلعة ويوجهون اصاببع الاتهام الى غيرهم لانهم هم الذين ضيعوا المدينة بالكامل لا القلعة على وجه الخصوص .
الاخ الصحفي محمد ابو خضير يامن كتبت مقالك الخاص بالقلعة تحقيق فايز الشيخ هل تجولت في مدينة خان يونس هل فكرت ان تسير على قدميك في أحد شوارع المدينة الثانية في قطاع غزة وهل خطر ببالك ان تزور احد اقاربك او اصدقائك في خان يونس فهي في الشتاء مدينة منكوبة لا تستطيع وحتى بالسيارة ان تصل الى مركز المدينة اذا كنت قادما من الشمال على الطريق الرئيسي العام الواصل بين خان يونس والقرارة – طريق صلاح الدين وامام عمارة المحافظة العتيدة وفي محيطها لا يجرؤ احد المشاة كبيرا كان او صغيرا ان يسير على قدميه لانه سيكون عرضة للغرق في البرك والمستنقعات التي تتجمع فوقها مياه الامطار
اصحاب المزارع يشتكون اصحاب المنازل يشتكون اصحاب المعامل والمخازن وطلاب المدارس كذلك يشتكون واصحاب السيارت الخاصة والعامة وغيرهم الكثيرون .
ومن مِن سكان تلك المناطق لا يشتكي او يستغرب ولا يستفسر كل الناس الذين لهم حاجات او مصالح تتعطل وتتوقف طوال الايام التي تهطل فيها الامطار وبعدها ايام من الهطول وباقي الجهات الثلاثة ليست احسن حالا من حال الجهة الشمالية في هذا المجال .
حاولو اذا لم يكن احدكم من سكان خان يونس ان يتجول قليلا في الاحياء السكنية في المدينة واهالي خان يونس يعرفون هذه الاحياء باسمائها من شدة تراكم النفايات الصلبة وغيرها ولا نذهب بعيدا فان المباني والمقرات الرسمية في المدينة محاطة بل مطوقة باكوام النفايات والمخلفات من بقايا البناء او بقايا الحفريات التي لا تتوقف او بقايا التخريب المتعمد.
الشوارع التي تم رصفها في مدينة خان يونس على حساب الدول المانحة مثل المباني لم يمر على تبليطها ورصفها اكثر من زمن طويل قد حفرت من جديد, ادخلوا بربكم في اعماق المدينة وفي اسواقها ومقابرها ومرافقها العامة لتتعرفوا أكثر فاكثر على معاناة اهالي هذه المدينة التي نكبت بحق ليس من اجراء عوامل الطبيعية او بسبب الامطار بل من جراء من جلسوا ويجلسون على كراسي المواقع والمراكز والمناصب وكلهم من طينة واحدة ومن معدن بعينه وركبوا الموجة وتسللوا الى الموقع تسللا ولم يقدموا للمدينة المنكوبة بهم الا التسيب والاهمال والتعاسة لانهم هم كذلك وفاقد الشيء لا يعطيه , كنا نريد منهم خيرا للبلاد والعباد ومرت الاعوام عام تلو والعام والحال هو الحال بل من سيء الى اسوا ولم يكن ذلك بسبب قلة الموارد او قلة الامكانات فالمواطن يدفع شهريا مقابل خدمات في كل فاتورة والمناطق النائية التي لا تتمتع باي خدمات وتدفع مكرهة ,. بما فيها رسوم مكافحة الفئران , واذا سألتهم عن مياه الشرب فلن تجدوا الاجابة الا من الاخوان الذين يدفعون ثمن الماء المستبدل بالهواء في الانابيب الموصولة بالمنازل لتوصيل المياه والعدادات تشتغل بالهواء المضغوط بدلا من الماء المطلوب !!
وقبل ان نختم حديثنا عن معاناتنا في هذه المدينة الحزينة نود ان نوجه النداء الى الغيورين على مستقبل خان يونس كمدينة مأهولة يقطنها عشرات الالاف من الناس في البلد والمخيم وفي الضواحي ان يهبوا الى نجدة مدينتهم والى انقاذ المدينة بالكامل لا البحث عن قضايا جانبية لإشغال الرأي العام ولإلهاء الجمهور الذي ينتظر حلولا لمشاكله ومعاناته ولا يهمه كثيرا اذا ما كانت الكحلة سوداء او بيضاء على الطراز الحديث ( الكحلة التي سيجَملون بها حجارة واسوار القلعة القديمة ) لتوضع بين الحجارة الصامتة الشاهدة على مجد الماضي في صورة صيانة او ترميم .
كان الأحرى بالسادة الفقهاء في الآثار والخبراء في الحضارة والثقافة ان يتريثوا قليلا قبل ان تجرفهم نعرة المنصب او يغريهم لقب المركز والموقع ليكون ردهم واقعيا حقيقيا له قيمة علمية واهمية تاريخية ينتفع بها الناس كقراء وتنتفع بها الصحافة ... كسلطة رابعة في المجتمع الحديث وتنتفع بها المدينة كمدينة منكوبة منسية تعيش على هامش الحياة وعلى اساليب الارتزاق البائسة والمذلة والممنوحة دوليا والمحرمة شرعيا وقانونيا لانها مجهولة المصدر مشبوهة الاهداف والى لقاء اخر قريبا ان شاء الله تعالى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابناء خان يونس
حماة القلعة
حرس الثغور
ملاحظة:
هذا المقال رد على تحقيق صجفي نشر في جريدة القدس عام 2005
[1] طارق . غ .م. آغا | تحية | 13-05-2011
[2] محمود محمد احمد العامودى | تحيه | 13-05-2011
[3] مسعود عاشور مسعود الأعا | لايمكن | 13-05-2011
[4] محمد عوده محمد الأغا | شكر وتقدير | 13-05-2011
[5] الأستاذ / حيدر سليمان حافظ الأغا | شكر وتقدير | 13-05-2011
[6] حسين مصطفى عبد الرحمن | فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ | 14-05-2011
[7] محمد سمير سليم الأغا | كلماتك حقاً في الصميم | 14-05-2011
[8] لبنى ياسين طاهر الأغا | شكرا لقلمك | 14-05-2011
[9] د. يحيى زكريا اسعيد الأغا | ألم يبق إلا القلعة للقضايا | 14-05-2011