النخلة | عائلة الأغا

السيد الأستاذ/ فهمي خميس فهمي شراب.. بعد التحية… للأسف، اعتبرت نفسي من الذين وقع عليهم القول، من طرفك، حين وصفت في بداية تعليقك الإيجابي، على المقالة "أنا فلسطيني واحترم هذا اليهودي" لكاتبها السيد محمد سالم الأغا، من هو على خلافك، بالمتسرع والمتعصب الأعمى، وناقضت نفسك تماماً، حين توجهت بشكر كل من عنده حرص على بلده، ومن لديه وطنية وتشرفت به، وكان كل من وصفتهم، هم من لديهم روح الوطنية في هذا الزمن البائس. إذاً، أنت الذي جانبت الحقيقة وخالفت الصواب، وأنت هو المتسرع والباديء بالتعصب والشطط، وقد صبغت بالكمال، دوري وشاحاك وغالوي وغيرهم، وجعلت عند أهلك وذويك، النقص وأنصاف المتعلمين. هل فكرت في معنى هذه الكلمة؟ وفي هذا المقام؟ أظن أن مثل ذلك لا يصدر من مثلك عمداً، فكلمة أنصاف المتعلمين في حدِ ذاتها، لا يمكن لأحدٍ تجرّعها، فكيف إذا زدت عليها "إنهم أشد خطراً من الجاهلين" ؟ وإني لأراك في هذه، كمن يُصلح شيئاً، ويدمّر آخر. نحن لا نكره اليهود لأنهم يهود، فهم أهل كتاب، ولهم في الأرض المقدسة مقام، لا نكران فيه، بل ونفرق بين كل من اليهودي والصهيوني والإسرائيلي، ونعلم بأنه ليس كل إسرائيلي صهيوني، أو كل يهودي إسرائيلي، بغض النظر عن أن هناك من هو إسرائيلي غير يهودي هو أشد بلاءً من الصهيوني، نحن نريد أن نحترم عن قوة ونريد أن تطبق سماحة الإسلام عن قوة، ولا نتخفّى خلف مقولة: سماحة الإسلام، في مرحلة، لا يمكن فيها تطبيق سماحة الإسلام، ألم تسمع قوله تعالى:" ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم ". الآية 19 الأنفال. واعلم أن سماحة الإسلام لا يمكن تطبيقها في هذه الغابة، التي فيها القوة فوق القانون، والنير ما يزال على رقاب الضعفاء. وكأنكم تهربون إلى الأمام، أنظر كيف ترى العرب الآن في ظل سماحة الإسلام، التي يتمسّحون فيها، وفي ظل حوار الحضارات، أتراه كذلك أم صراع الحضارات؟ هل تجد حياةً لمن تنادي؟ وهل تجد رجعٌ للصدى مفيد؟ أم هناك مدلولات لتغذية راجعة ذات جدوى؟ هل ترانا بلغنا أن يحترمنا اليهود والغرب عموماً؟ بالطبع لا... فقط نهرول خلفهم، ونهلل بمليء أشداقنا لهم، وهذا على مدار الساعة ما نفلح به، قال تعالى:" لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم". كنا في كل يوم نقتل ونذبح، والعرب يجتمعون عنوة، ويخلصون في كل مرة "بالمبادرة العربية"، حتى كاد اليهود أن يخلصوا منّا، ولا زالت المبادرة العربية على الطاولة، قد يكون انتهاء صلاحيتها، مرهون بانتهاء صلاحيتنا. أما بالنسبة لمن أسلم من اليهود، فيعامل معاملة الإسلام، وبعد التأكد من صحة إسلامه، له من الحقوق، وعليه من الواجبات، فإذا لك يُقدم واجباته، حُُرم من حقوقه، واعتبر من أهل الذمّة وعليه الجزية، وهو الأصل. فلا تمجيد ليهودي ولا احترام وهو قابع على ظهري ونيره على رقبتي وإذا قلت أن الرسول (ص) قد أكرم ذلك اليهودي الذي آذاه، فذلك صحيح ولكن بفارق واضح ومهم وهو، أن ذلك اليهودي كان في ظل دولة الرسول عليه الصلاة والسلام، وليس العكس كما هو الحال الآن. ما أهون على اليهود ارتدادهم عن العهود، والصدود عنها، ولا شك عندك تاريخهم حافل بالكثير من النكوص عن المعاهدات، والصدوف عن الاتفاقات، ولا تزال كلمات قادتهم" لا مواعيد مقدسة"، نصطدم بها منذ الأزل. والذي أثار دهشتنا، هو أنك تحترم الكثيرين من اليهود وغير اليهود، قبل أن تقرأ مقالة السيد أبوعلي، وحتى قبل أن تعرفه شخصياً، وكنت أخشى أن تتوج معرفتك به، بتكوين جبهة أو حزب أو جمعية على الأقل، تدعو إلى احترام اليهود. نحن لا نهاجم أحداً، ولا نقلل من شأن أحد، فقط نريد أن نجبر كبوة فرس، ونصوب زلة جواد. وإننا لننزه بأنفسنا عن سلوك مسالك مُخالفة، وننأى بها عن كل ما هو ممقوت ومذموم، بل نقصد كل خير وبر. أمّا بالنسبة لإشادتك، بحركة "ناطوري كارتا" وثناءك عليها، فإذا أنت لا تعرف ما هو رأي الحركة وموقفها، فقد خانك وعيك، في فهم من هي "ناطوري كارتا"، وعليك أن تعرف نواياها، قبل أن تشيد بمواقفها، وتتمتع بروعتها. إنها ليست رائعة ولا يحزنون، إنها باختصار، حركة دينية مناوئة لزعماء الصهيونية، ومناهضة لقيام الدولة التي أنشأتها الصهيونية، ولكن ليس ذلك من أجل نصرة القضايا العربية والفلسطينية، أو من أجل سواد عينيك، بل من أجل معتقداتها الدينية، حسب المرويات التوراتية، حيث تعارض قيام الدولة " بإرادة بشرية "، وإنما يكون قيام الدولة "بإرادة إلهية"، تبدأ بنزول المسيح بأمر من الله، ليقيم مملكة إسرائيل ذات الألف عام السعيد، والحركة كانت ومازالت تتهم قادة الصهيونية، وكل زعماء إسرائيل، بتوريط الربّ وإرغامه على الإسراع بإنزال المسيح من خلال إقامة الدولة في تلك الفترة, كذلك فإن حركة" ناطوري كارتا" لم تكن يوماً لتدعم الفلسطينيين بالمال، والمسألة ليست بالثرثرة، وليست بالكتابة وإنما بالدرس والتوثيق، وإلاّ.. لا يُعتدّ بها، ولا يُنظر إليها. إن وعيك وفهمك، ومن يجري جريك، لسماحة الإسلام، خاطئة تماماً فهذه أقوال شيوخ السلطان والأنظمة الفاسدة، مثلها كمثل "وإن جنحوا للسلم"، حين أرادوها لتبرير خنوعهم واستسلامهم ليس إلاّ. السماحة أصلها في القوة والغلبة لدين الله، ولرسوله وللمؤمنين. هنا تكون السماحة، ونحن في الأصل قدوة الأمم وأمّا قولك، إن قضيتنا رائعة وعادلة، فما وجه الروعة فيها، فهذه الكلمة لا يمكن التعبير بها في هذا السياق، ولا حتى مجازاً، وكنت كمن وضع الشيء في غير مكانه، لعلة أن الروعة، تضفى على شيء في شكله ومضمونه، يرقي إلى درجة الكمال. وليس بأي حال يطلق على قضية هي من أعقد القضايا في عصرنا هذا. ثم إني أسألك، من هم اليهود الذين أسلموا ؟ وكم عددهم؟ وكيف أصبحوا شوكة في حلق اليهود؟ نرجوا إفادتنا وفي الأخير، فإنني يا سيد فهمي، سأحترمك بالرغم من أنك على غير فهمي. والله تعالى أعلى وأعلم. وشكراً د. عادل محمد عايش الأسطل قطاع غزة/خان يونس الربوات الغربية هاتف/2065267 جوال/0597713491