النخلة | عائلة الأغا

«.... فحامل المسك إما أن يُحْذِيَكَ (يُحاذيك)، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة»
(حديث شريف).

تتوارد في خاطري أبعاد هذا الحديث النبوي الشريف، وأنا أتأمل مشوار حياتي مع الراحل سليمان مصطفى عثمان الأغا، حيث شبَّه رسولنا الأكرم الجليس الصالح بحامل المسك، فهو إما أن يُحذيك (يحاذيك) وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد فيه ريحا طيبة.
وسليمان مصطفى الأغا أخ بكل ما في الأخوة من معانٍ سامقة وجميلة، وهو صديق صدوق بكل ما في الصداقة من إيثار وأثرة وتضحية، ورفيق درب مزدحم بالذكريات السعيدة وغير السعيدة، جمعتنا معا أكثر من آصرة.. بل أكثر من اثنتين.. بل أكثر من ثلاث أواصر، وزد إن شئت ما تزيد فأنت مصيب على كل حال.
جيلنا هو جيل النكبتين إذا جاز التعبير.. النكبة الكبرى عام 1948، والنكبة الصغرى عام 1967 والتي أجهزت على البقية الباقية من النكبة الكبرى وزيادة!

وإن شئت فاعتبر الاغتراب عن الوطن الأم نكبة إضافية تفتت الشمل، وتهصر الكبد، وتفتت العُرى.
سليمان مصطفى عثمان الأغا.. سواء أكان حيَّاً يرزقه الله في الدنيا، أو ضمه الثرى بين طبقاته فهو حي نابض على ألسنة الخلق الذين عرفوه عن قرب أو سمعوا عنه عن بُعد وهم كثيرون: خلان، وزملاء، ومعارف، وأقارب، وأباعد، وأصهار، وطلاب، وجيران، ورواد مساجد وعلوم ومحاضرات وندوات، ولقاءات في أفراح وأتراح.. كل الشمائل والمكارم حاضرة بحضور سليمان.. والغائب الأوحد هو الغيبة اللعينة، والنميمة الذميمة بكل مفرداتهما الشيطانية التي يتفنن البعض في التعامل بها!

سليمان مصطفى عثمان الأغا.. اسم عَلَمٍ منقوش على صفحات القلب والروح والوجدان، تضاعفت وتائر المحبة بيني وبينه وذوي رحمه الأماجد حينما تم على بركة الله ورسوله توقيع الميثاق الغليظ بين أخي الغالي المرحوم عدنان خالد نعمات الأغا وبين شقيقة سليمان المربية الكريمة السيدة هدى مصطفى الأغا أطال الله عمرها، وقد أورثتني هذه الزيجة المباركة شبكة أعتز بها وأباهي من الأحباب شيباً وشباباً.. سيدات وسادة لا يتسع المجال لذكر أسمائهم.. والذين أرجو منهم أن يتلطفوا ويقبلوا مني أبلغ آيات العزاء في رحيل الغائب الحاضر (أبي مصطفى)، والذي بغيابه سقط غصن رطيب من شجرة عائلتنا، وكان يمدنا بكل ما حباه الله من الخصال الحميدة، والثمار اليانعة المفيدة.

وأوتار العزاء ممتدة بصورة أكثر خصوصية لرفيقة حياته أختنا وجارتنا المربية الدكتورة هيفاء (سناء) فهمي الأغا ثم الأقرب فالأقرب.
لقد قضى سليمان العزيز نحبه، وأورثنا صورته وسيرته المضمختين بطيوب الأخلاق والمزايا، وهذا إرث كبير سيكلفنا الكثير الكثير من فيوض الألم والحسرة واللوعة.. ولن يهدهد خواطرنا إلا تدبر وترديد آية الله الخالدة: «إنّا لله وإنا إليه راجعون».

ابتهال

رباه.. يا فالق الحب والنوى، يا قيوم السماوات والأرض، يا رحمن يا رحيم، يا مالك يوم الدين، يا من إياك نعبد وإياك نستعين، نتضرع إليك بأحب الأسماء والصفات والدعوات إليك، أن ترحم أحبابنا الراقدين في حماك، وتشملهم بجود مغفرتك، وعزائم رضوانك، وتسكنهم أعلى مراتب جناتك، وأن تشملنا نحن الأحياء (مؤقتاً) بما تشملهم به من لطائف كرمك إذا صرنا إلى ما صاروا إليه.. آمين.
وصلّ اللهم على حبيبك وحبيبنا المصطفى بعدد من صلى عليه، وعدد من لم يُصلِّ عليه، وصلّ اللهم عليه كما أمرتنا أن نصلي عليه، وصلّ اللهم عليه كما تحب أن يُصلى عليه.
اللهم صلّ وسلم وبارك على نبينا الهادي بعدد علمك وخلقك، وزنة عرشك، ومداد كلماتك، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

أبوخلدون/الدوحة
20/7/2011م

اضغط هنا للتواصل أو التعرف على أ. نبيل خالد نعمات خالد الأغا

يمكنك تلقي أحدث الأخبار أول بأول بانضمامك لإحدى مجموعات الواتساب الخاصة بالعائلة من خلال الضغط هنـا