بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، ناصر المؤمنين، ومذل الشرك والمشركين، والصلاة والسلام على محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد..
فقد مرت علينا قبل أيام فتنة، من الجملة الفتن التي (كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنْ الدُّنْيَا)(( ، فهي من أعظم الفتن ومن أخطرها، لا سيما لارتباطها ارتباطاً وثيقا بمعتقد أهل السنة والجماعة في الولاء والبراء، والتي يعتبر الإخلال بها ذنب عظيم إن لم يكن كفرا، هذا فضلا عن تعطيلها أصلاً.
فقد جاء موت ستيف جوبز أحد مؤسسي شركة (آبل ماكنتوش-Apple Macintosh) فتنة لشبابنا، حيث لاحظنا تأثر كثير من الشباب بموت هذا الكافر المشرك( )، وتحسرهم عليه، بل والطامّة الكبرى: مسارعة الجهال من هؤلاء الشباب إلى الترحم عليه والاستغفار له، بل والدعاء له بالجنة.
ومما تجدر الإشارة إليه أن هذا الخطر الجسيم يشترك فيه أيضا محبة هؤلاء المسلمين مشاهير الكفار ونجوبهم كلاعبي كرة القدم وممثلي السينما الغربية وكذلك المصارعين، إذ شغفت قلوبهم حبا لهؤلاء الكفرة الفجرة، فلا تدري علامَ يحبونهم ويدعون لهم ويفعلون ذلك من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الحجيم، ولعل الله ييسر لنا بسط القول عن المصارعة وكرة القدم في بحث مستقل، ولأهمية هذا الموضوع- أقصد موت رجل (آبل ماكنتوش)-الذي بدا مُلاحظاً على شبابنا وصار الترحم عليه والدعاء له باديا بينهم
فعجبا من هؤلاء كيف وقعوا في هذا المنزلق الخطير الذي يفتك بدين المسلم، بل وقد يُحبِط عمله، ولئن سألتهم عن سبب ترحمهم ومدحهم إياهم لقالوا إنما كان بسبب ما قدم من خدمات جليلة ( يقصدون الهواتفَ والأجهزةِ ذاتِ الجودة العالية في عالم التقنيات) والتي سارع الشباب باقتناء هذ الجيل من الهواتف، ويتفاخرون بذلك بل ويتنافسون على اقتنائها وكأنها حزبٌ قرآني أو وِرد حديثي- مع فارق التشبيه- فتعلقت قلوبهم تعلقا شديدا بهذه (التفاحة المقضومة) التي دخلت قلوب الشباب حتى فسَدَت في قلوبهم وأفسدتها حين شغفتهم حبا واستملكت أركان قلوبهم فأضحت الحبيب المجتبى والخِلَّ المصطفى والقرين المرتضى، فسُكِّرَت أبصارهم وسَئِموا من النصح والإرشاد، وكلما دعاهم أبٌ أو أخٌ أو قرينٌ تقي جعلوا أصابعهم في آذانهم و.......، وهذا ما أوقعهم في جُرْم تعظيم صانعها، والإشادة به ومحبته، فصار له الفضل بزعمهم في رفعة العالم وسموه، وكأنهم افتقدوا رفعتهم وهوت بهم الدنيا في مكان سحيق، ثم جاء الفاتح (ستيف جوبز) ليخرج العالم من عبادة رب العباد إلى عبادة مايصنعه العباد، فترى قلوبهم معلقةً بجماداتٍ أبصارُهم إليها شاخصة، و قلوبهم لها خاضعة، و عقولهم بها معلقة، فقادهم ذلك إلى محبة الكافر الذي صنعها والذي أحدث تغييرا في عالم التقنيات.
وأودُّ أن أتناول الحديث عن أربعة مطالب باختصار شديد:
المطلب الأول: منزلة عقيدة الولاء والبراء في الإسلام، وفيه مسائل:
1- معنى الولاء والبراء
2- علاقة الحب والبغض بالولاء والبراء
3- منزلة عقيدة الولاء والبراء في الإسلام
المطلب الثاني: التحذير من موالاة المشركين، وفيه مسائل:
1- خطر تعلق المسلمين بالمشركين
2- بعض صور محبة المشركين وموالاتهم
3- حكم الترحم على أهل الشرك من الكفار
المطلب الثالث:أصناف الناس في ميزان الولاء والبراء
المطلب الرابع:نبذة مختصرة عن الهالك "ستيف جوبز" وذكر جانبٍ من سيرته وسلوكياته ومعتقداته الدينية الوثنية.
والمطلب الخامس: خلاصة هذا البحث.
المطلب الخامس:خلاصة هذا البحث
1- إن عقيدة الولاء والبراء حساسة وخطيرة، ومنزلتها عظيمة كما تبين آنفا.
2- إن محبة الكفر منهي عنها لدخولها في موالاة الكفار ولأنها ليست من سبيل المؤمنين
3- يدخل في النهي عن المحبة والدعاء والميل إلى الكفار، كل كافر ومشرك مهما كان، كلاعبي كرة القدم والمصارعين والممثلين ونحوهم.
4- مهما عمل الكافر من خير فلن يشفع له ذلك عن الله تعالى،لقوله تعالى:{ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ}[المائدة:72]، ولما ثبت أيضا في صحيح مسلم من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد الله بن جدعان هل يدخل الجنة؟ فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم:"لا، إنه لم يقل يوما رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين" وعليه قس.
5- ينبغي على المؤمن أن يحب المسلمين مهما كانوا، ولا يفضل الكفار على المسلمين لأي سبب كان، فالمؤمن على مختلف أحواله أفضل من المسلم.
6- لا يجوز الترحم والدعاء للكافر بأي حال، وهذا داخل في ولاء الكفار والمشركين.
7- قد تبين لنا ضلال هذا الرجل المدعو "ستيفن جوبز" وما هو عليه من المعتقدات والسلوكيات والأخلاق السيئة، كما تبين لنا تمسكه بديانته الفاسدة الباطلة، فهل بعد هذا يكون ترحمٌ عليه؟؟
8- إن ترحم المسلمين على الكفار والدعاء لهم يعتبر بمثابة تصحيح لما هم عليه وإقرار لهم على باطلهم وهوان من المسلمين، فليس من عزة المسلم بعد أن أكرمه الله تعالى بهذا الدين أن يساوي بين المجرم والمسلم وأن يدعو للكافر كدعائه للمؤمن، فهذا من أفعال الجهال الذين هان عليهم دينهم، وليكن المؤمن عزيزا لا يرضى الكفر ولا يرضى عن الكفار، وليتحرَّ مخالفتهم حتى لا يقع في محظور محبتهم و أتباعهم وموالاتهم.
9- وإنصافا.. فإننا لا ننكر النجاح الباهر الذي أحرزه هذا الرجل في مجاله، وإنه ينبغي أن ننظر هنا إلى نجاحه لا إلى شخصه لنتعلم منه ونأخذ من عنده أحسن ما عنده، وهذه دعوتنا أن نأخذ من عند كل قوم أحسن ما عندهم، وهو من أمثلة الناجحين في العالم، وكما قلنا فإننا نظر إلى نجاحه ونتعلم منه حتى لا نهدر نجاحا حصل في هذا المجال.
والله الموفق..وهو الهادي إلى سواء السبيل
للإطلاع على البحث كاملاً يرجى النقر هنا
كتبه:
حمزة عبد الكريم الأغا
ليلة الجمعة
16 من ذي القعدة للعام 1432ه
14/10/2011م
[1] لؤي عبد المعطي رمضان الاغا | بارك الله فيك | 14-10-2011
[2] ابراهيم مصطفى محمد الاسطل ابو ازيادي | شكرا | 14-10-2011
[3] صهيب حافظ سعيد حافظ الاغا | تأييد وشكر | 15-10-2011
[4] أيمن تيسير أحمد الأغا | كلام جميل | 15-10-2011
[5] ترنيم صلاح عطية الآغا | شكر | 15-10-2011
[6] محمود ياسين عنتر الاغا | بورك فيك وجزاك ربي كل خير | 15-10-2011