الحاج أمين الحسيني .. فارس فلسطين الأول
نبيل خالد الأغا ــ الدوحة
- توحدت سيرة حياته ونضاله مع سيرة فلسطين ونضالها.
- كان اسمه يتردد على ألسنة الناس حداءات فروسية، ونداءات نضال .
- تحدى الإمبراطورية البريطانية .. والصهيونية العالمية بما لها من نفوذ وهيمنة .
- وقف إلى جانب دور المحور ضد الحلفاء .. واجتمع مع هتلر وموسوليني.
- رفض كافة الحلول السلمية ولم يتهاون أو يفرّط بذرة تراب من فلسطين.
- لماذا تعرض الحسيني لحملات قاسية سواء في حياته أو بعد مماته؟!
- قال هتلر للحاج أمين: «ان جرأة الشعب الفلسطيني وشجاعته تستحق إعجاب العالم»
عندما كنت في يفاعة الصبا أواخر العقد الأربعيني من القرن الماضي، لامست سمعي وقلبي أنشودة عاطفية وجهادية كان يرددها الناس في ذلك الوقت في مواسم الأفراح والأعياد، تقول كلماتها:
سيف الدين الحاج أمين
بدنا نحرر فلسطين
حاج أمين يا مفتينا
بدنا نحرر أراضينا
لقد اقترن اسم الحاج محمد أمين الحسيني المجاهد الحق بقضية فلسطين اقترانا وثيقا جعله رمزا حيا ونابضا من أشرف رموز القضية الفلسطينية حتى أصبح اسمه يتردد على ألسنة الأطفال أناشيد فتوة، وعلى ألسنة الشباب والرجال حداءات فروسية ونداءات نضال، وعلى ألسنة الصبايا والنساء زغاريد ابتهاج وبطولة وفداء.
بداية الانطلاقة
شهدت مدينة القدس ميلاد الحسيني عام 1897م، وتربى في بيت والده الشيخ طاهر الحسيني مفتي القدس يومئذ.
تلقى علومه في مدارس القدس، وتعلم الفرنسية في مدرسة متخصصة، ثم التحق بالأزهر، وأدى فريضة الحج مع والدته وهو شاب يافع، وبعد عودته أصبح يعرف بالحاج أمين، وهو اللقب الذي ظل ملازما له في حياته وبعد مماته!
وفي شرخ شبابه سافر الى الآستانة «استانبول» عاصمة دولة الخلافة الإسلامية يومئذ والتحق بمدرسة الضباط الاحتياط فتخرج فيها برتبة ضابط، وعين للخدمة العسكرية في أطراف البحر الأسود، ثم التحق بالفرقة العسكرية العثمانية في منطقة أزمير، وعندما انتهت الحرب العالمية الأولى التي أسفرت عن هزيمة تركيا عاد الى القدس وعمل معلما، وعمد مع نفر من رفاقه في تأسيس «النادي العربي» أول منظمة سياسية عرفتها فلسطين، وهدفها مقاومة الانتداب البريطاني والحركة الصهيونية العالمية، وتبدى ذلك في اشعال المظاهرات في القدس في عامي 1918 و1919، وباعتباره رئيسا للنادي حضر عدة مؤتمرات عربية واسلامية، وتعرض للاعتقال من قبل دولة الانتداب مع نفر من المجاهدين من ضمنهم رئيس بلدية القدس موسى كاظم باشا الحسيني «والد الشهيد عبدالقادر» وأثناء نقل الحاج أمين الى السجن تمكن رفاقه من تحريره، فغادر فلسطين خفية فوصل الى دمشق مقر الحكومة العربية الفيصلية، وأصدرت محكمة عسكرية بريطانية حكما غيابيا عليه وعلى بعض المناضلين الفلسطينيين بالسجن مدة خمسة عشر عاما، لكنه عاد إلى فلسطين عام 1921 عند انتهاء الحكم العسكري، وإعلان قيام الحكم المدني، مما أدى الى إلغاء الحكم الصادر ضده وضد زملائه.
تم انتخابه بعدئذ مفتيا للقدس، ويعتبر هذا المنصب أهم المناصب الدينية الإسلامية في فلسطين، واستمر في شغله للمنصب مدة خمسة عشر عاما كان آخرها عام 1937، وبعد توليه منصب رئيس المجلس الإسلامي الأعلى صار يلقب بـ «صاحب السماحة».
ولعل أهم إنجازات المجلس تمثل في اعمار المسجد الأقصى المبارك ومسجد قبة الصخرة.
التصدي للمؤامرات
بعد أن ترسخت مكانته في المحيط الفلسطيني، عمل الحاج أمين على تنفيذ خططه السياسية الهادفة الى «إثارة اهتمام العرب والمسلمين بقضية فلسطين، وحشد قواهم وإمكاناتهم لتأييدها والدفاع عنها، فقد أدرك الزعيم الفلسطيني أن القضية الفلسطينية أكبر من الشعب الفلسطيني ذاته، وأنها في حقيقتها جزء من قضية الصراع الأزلي بين الحضارة الغربية من جهة، والحضارة العربية الإسلامية من جهة أخرى». ومن أجل ذلك دعا الى مقاومة السياسة الاستعمارية، وكذا المطامع الصهيونية، وساهم بنفسه في حضور مؤتمرات لشرح أبعاد القضية. وفي عام 1929 قامت «ثورة البراق» حين حاول اليهود الاستيلاء على الجدار الغربي للمسجد الأقصى حيث يزعمون أنه حائط مبكاهم، فتصدى لهم أبناء فلسطين في كافة المدن، فشكلت الحكومة البريطانية لجنة برلمانية للتحقيق في الاضطرابات. وقدم العرب اثباتاتهم بملكية الحائط، وصدر القرار لصالح العرب.
وكشف التحقيق الذي قامت به لجنة محايدة أن اليهود حاولوا رشوة الحاج أمين بنصف مليون جنيه فلسطيني «استرليني» مقابل تساهله في قضية «الحائط»!
وفي عام 1925 جاء اللورد بلفور صاحب الوعد البلفوري المشؤوم الى فلسطين لتدشين افتتاح الجامعة العبرية بالقدس، فأضرب الفلسطينيون اضرابا شاملا، وصدرت الصحف الفلسطينية في ذلك اليوم مجللة بالسواد.
وسجل التاريخ للحاج أمين رفضه القاطع لطلب المندوب السامي البريطاني في فلسطين «هربرت صموئيل» للسماح لبلفور بزيارة الحرم الشريف، وأمر الحراس بإقفال الأبواب وهو ما تم فعلا.
وفي إطار مساعيه الدولية، شارك الحاج أمين في عام 1930 في الوفد الفلسطيني الذي توجه الى لندن لمفاوضة بريطانيا بشأن القضية، فقابل الوفد رئيس الوزراء ووزير المستعمرات وقدم مذكرة بمطالب العرب وفي مقدمتها وقف الهجرة اليهودية، وسن تشريع لمنع انتقال الأراضي العربية لليهود، وبرغم المفاوضات التي استمرت ثلاثة أشهر، إلا أن بريطانيا رفضت المطالب العربية.
وفي عام 1931 افتتحت في القدس أعمال مؤتمر إسلامي ضخم دعا إليه الحاج أمين، وصدرت عنه قرارات مهمة، لكن بريطانيا ــ قاتلها الله ــ عملت على اجهاضها.
وفي عام 1933 زار المفتي العديد من العواصم العربية والإسلامية في جولة واسعة استغرقت ستة أشهر، وأعقب ذلك عقد جلسات «مؤتمر علماء فلسطين» الذي رأسه الحاج أمين في القدس عام 1935 بهدف ترتيب البيت الفلسطيني.
كما شهد ذلك العام استشهاد الإمام الشيخ عز الدين القسام قرب مدينة جنين، الأمر الذي أثر تأثيرا نفسيا وعسكريا سلبيا في فلسطين، لكنه في الوقت ذاته شحذ همم الفلسطينيين لإعلان الإضراب العام الذي استمر ستة أشهر، وانفجرت إبانه ثورة 1936 التي دعمها المفتي، وتم يومئذ تشكيل «اللجنة العربية العليا لفلسطين» برئاسة الحاج أمين نفسه، وأعلن أيضا عن تشكيل «قوات الجهاد المقدس».
وقد تدخل ملوك العرب وأمراؤهم لإنهاء الاضراب والثورة من خلال نداء وجهود للمفتي ووعدوه بأن تعمل بريطانيا على انصاف عرب فلسطين «معتمدين على حسن نوايا صديقتنا الحكومة البريطانية»!
وتشكلت لجنة تحقيق ملكية بريطانية فأوصت بتقسيم البلاد بين العرب واليهود، فرفض الحاج أمين تلك التوصية بشدة، فأصدرت بريطانيا أوامرها بحل «اللجنة العربية العليا». وأقالت الحاج أمين من رئاستها، وأصدرت أوامرها بالقبض عليه، فتسلل من القدس الى يافا ومنها الى لبنان وأثناء مكوثه فيها عمل على مدّ الثورة بالمال والسلاح والرجال.
وبعد نشوب الحرب العالمية الثانية عام 1939 توجه المفتي سرا الى بغداد مع عدد من المجاهدين، ومكث فيها نحو عامين حيث أضحت بغداد مركز الرحى في القضية الفلسطينية.
وفي عام 1941 نشبت الحرب العراقية ــ البريطانية المعروفة باسم «حركة رشيد عالي الكيلاني» فاشترك المجاهدون الفلسطينيون الذين قدر عددهم بمائتي مقاتل في القتال الى جانب الجيش العراقي. ولما تغلب الإنجليز وأوشكوا أن يحتلوا بغداد توجه المفتي مع نفر من رجاله الى طهران ومنها سرا الى تركيا فبلغاريا فإيطاليا وصولا الى المانيا وهي الهدف المباشر لتلك الرحلة الشاقة.
لماذا أيّد المفتي سياسة المحور؟
مفتي فلسطين يستعرض حرس الشرف الألماني |
نظر المفتي الى التحالف مع دول المحور «اليابان وألمانيا وإيطاليا» من منظور المصلحة الفلسطينية العربية، وليس من منظور القوة العسكرية فحسب، فعندما ينتصر الحلفاء «بريطانيا وروسيا وأميركا» سيقلبون ظهر المجن للعرب كما فعلوا في الحرب العالمية الاولى، وستتمكن الصهيونية العالمية من تحقيق هدفها بالاستيلاء على فلسطين، انها قضية شعب ومصير أمة، «ان انتصار بريطانيا كان يعني ان فلسطين ضائعة لا محالة، لذلك كان لا بد من البحث عن دعم من هو اقوى من عدونا»، وبتاريخ 27-10-1941 وصل المفتي الى روما، ورحب الدوتش موسوليني به في عاصمته الروحية، ودارت بين الزعيمين محادثات ودية وسياسية لا مجال لذكر تفاصيلها.
المفتي في ضيافة هتلر
الإجتماع التاريخي بين مفتي فلسطين والزعيم الألماني هتلر |
بتاريخ 21-11-1941 اجتمع الحاج امين مع ادولف هتلر فهرر المانيا، الذي استقبله في برلين «بعد ان جرت للزعيم الفلسطيني مراسيم استقبال رسمي حيث عزفت الموسيقى واستعرض حرس الشرف». رحب هتلر بضيفه، ودار بينهما حديث طويل قال في اثنائه «ان تاريخ حياتك معروف عندي بتفاصيله، ان كفاحك يحظى باحترامي، انني اقدر المعركة العظيمة التي خاضها الشعب الفلسطيني بشجاعة وحيدا لا يعتمد على احد ضد الامبراطورية الانجليزية واليهودية العالمية، ان جرأة هذا الشعب وتصميمه العنيد، وتمسكه بحقوقه وتفانيه تستحق اعجاب العالم».
وأردف قائلا بكل صراحة وثقة «اعتقد ان انتصارنا في الشرق سيسبب سقوط الامبراطورية الانجليزية، وأكرر لكم القول انه ليست لدينا مطالب في البلاد العربية، فنحن اصدقاؤكم، وبوسعكم ان تعتمدوا علينا، ولكن اعتمدوا على انفسكم اولا فنحن نفكر اولا بمصالح المانيا وعليكم ان تفكروا بمصالحكم اولا».
دام الحديث بين الزعيمين ساعة وخمسا وثلاثين دقيقة وقد استغلت الصهيونية العالمية بعدئذ هذا الاجتماع لتصب جام غضبها على الحاج امين، وما انفكت تنبش على هذا الاجتماع لاستغلاله في تشويه الزعامة الفلسطينية والعربية بشكل عام.
وقد جاءت نتائج الحرب العالمية الثانية مخيبة لآمال المفتي ولكل المتطلعين الى انتصار المحور «ايطاليا والمانيا» وبعد انهيار المانيا غادرها الحاج امين الى سويسرا بطائرة وضعتها القيادة الالمانية تحت تصرفه، وطلب اللجوء السياسي فيها، ولكنها رفضت منحه هذا الحق وذلك بضغط من الحلفاء، فعاد الى المانيا ثانية، وعندما وصلها كان الفرنسيون قد احتلوا المنطقة فقبضوا عليه، وقد طلبت كل من يوغسلافيا وبريطانيا واميركا محاكمته كمجرم حرب، فرفضت فرنسا، ونقلته الى سكن خاص في باريس بعد ان تدخل في الامر عدد من زعماء العرب.
وبقي في فرنسا نحو عام واحد وبعد ان تضاعفت حدة الهجوم على اقامته في فرنسا قرر مغادرة باريس سرا وقد اعطاه صديقه الدكتور معروف الدواليبي جواز سفره فاقتضى ذلك تغيير الصورة واللباس، وحجز في طائرة مسافرة من باريس الى القاهرة، فوصلها بتاريخ 29-5-1946 وأحدث وصوله اليها دويا عاليا، واستأنف نشاطه السياسي فيها برغم التشدد البريطاني على الحكومة المصرية للحد من تحركاته، وبتاريخ 11 يونيو «حزيران» 1946 ترأس الحاج امين «الهيئة العربية العليا» التي تألفت بقرار من جامعة الدول العربية، وافتتحت بعدئذ مكاتب لها في بعض الدول العربية، وكانت الهيئة قد قررت وجوب العمل على اعداد الشعب الفلسطيني معنويا وعسكريا لخوض المعركة المرتقبة ضد الصهاينة والانجليز، فعمل المفتي على انجاز عملية الاعداد، فألّف لجنة من قادة المجاهدين الفلسطينيين وبعض الضباط السوريين والعراقيين والمصريين لوضع الخطط وتحديد المطلوب من الاسلحة والمعدات اللازمة للجهاد الذي كان أوانه قد اقترب بعد بروز فكرة التقسيم من جديد في اوساط الامم المتحدة.
وعمل المفتي واخوانه على توفير السلاح والعتاد من شتى المصادر، وبوجه خاص من الصحراء الغربية المصرية حيث مخلفات الحرب العالمية الثانية، كما اعاد تنظيم جيش الجهاد المقدس الذي اسندت قيادته الى القائد عبدالقادر الحسيني.
اما على المستوى الدولي فقد صدر يوم 29 يونيو 1947 قرار الجمعية العمومية بتقسيم فلسطين بين العرب واليهود فأعلن المفتي رفض ذلك القرار، وقرر العرب التصدي له، وبعد ايام صدر القرار ونشب القتال في فلسطين وحاول الحاج امين السفر الى فلسطين، وقد مارس السفير البريطاني في مصر ضغوطا على الحكومة المصرية للحيلولة دون السماح له بالسفر، وبعد وقوع كارثة فلسطين عام 1948 واصل نضاله ما استطاع الى ذلك من سبيل.
إعلان حكومة عموم فلسطين في غزة
في نهاية شهر سبتمبر / ايلول 1948 توجه بصحبة عدد من رفاقه الى غزة برا عن طريق صحراء سيناء، واعلن منها قيام «حكومة عموم فلسطين» لتتولى شؤون الكفاح، واعلن عن انشاء «المجلس الوطني الفلسطيني» وانتخب المفتي رئيسا له، وأعلن المؤتمر استقلال فلسطين، وتعهد بالعمل على تحريرها، ووضع دستورا للحكومة التي دعيت رسميا «حكومة عموم فلسطين» برئاسة احمد حلمي عبدالباقي، وخفت الى غزة وفود من المجاهدين والمتطوعين من سائر انحاء فلسطين استعدادا لمواصلة الكفاح.
وفي تلك الاثناء حدث ما لم يكن في الحسبان، فقد اصدر القائد العام للجيش المصري «حيدر باشا» اوامره بنقل المفتي فورا الى القاهرة تحت الحراسة العسكرية، وانتقلت حكومة عموم فلسطين بطلب من الحكومة المصرية وتم تجميد نشاطها.
وبعد انتهاء الحركات الحربية، وابرام اتفاقية «رودس» طلب المفتي السماح له بالاقامة في غزة فلم تسمح له مصر بذلك، بل لم يسمح له حتى مجرد زيارة مخيمات اللاجئين في القطاع.
وفي مطلع عام 1959 انتقل الى سوريا ومنها الى لبنان، حيث استأنف نشاطه من خلال مركز الهيئة العربية العليا ببيروت، وفي اول مارس عام 1967 قام المفتي بزيارة بيت المقدس بعد هجرة استمرت نحو ثلاثين عاما وأدى آخر صلواته فيه.
الحسيني في رحاب الله
وأخيرا.. اقتضت ارادة الحق تبارك وتعالى لهذا الفارس الشهم ان يخلد الى الراحة الابدية بعد رحلة العناء الدنيوية الشاقة، التي استمرت سبعة وسبعين عاما، حيث وافته المنية في اليوم الرابع من شهر يوليو / تموز عام 1974 ودفن في مقبرة الشهداء ببيروت، وبفقده فقدت فلسطين وأمتها العربية والاسلامية احد ابرز الزعماء المجاهدين الصادقين في القرن العشرين، وقد صدق ما عاهد ربه عليه، وصدق ما عاهد امته عليه، ومات عفيفا نظيفا شريفا طاهر اليد والقلب واللسان.
لم تكره الحركة الصهيونية رجلا عربيا مسلما كما كرهت الحاج امين الحسيني، ولم تخش مجاهدا مثلما خشيته حتى عندما اضحى دونما خيل ولا فرس ولا سهام.
ولم تكره بريطانيا الظالمة مناضلا صلبا، مثلما كرهت الحاج امين الحسيني الذي وصفه تشرشل ذات مرة انه«ألد أعداء الامبراطورية البريطانية».
كان رحمه الله واعيا لحقائق قضية فلسطين، لكنه ظل متفانيا في خدمتها حتى آخر نقطة زيت في سراج حياته مع ادراكه الواعي أن القضية كبيرة.. كبيرة.. أكبر من حجمه وحجم وطنه مرات.. ومرات.
ولقد بذل حاسدوه وحاقدوه جهودا مضنية للنيل من صلابة عزيمته، وجبروت قوته، وتليين عريكته، حاولوا اقناعه ان عمامة الافتاء تعني الحفاظ على الهيبة والوقار، لكنه افهمهم ان عمامة الافتاء هي راية نضال وليست علامة خضوع واستسلام، وقال لهم بملء عقله وقلبه وفمه «انني ضابط قديم لي خبرتي في الحرب وليس الدم الذي يجري في عروقي دم العلماء فحسب وانما دم المجاهدين ايضا».
ترى.. لو لم ينتصر الحلفاء الاشرار في الحرب العالمية الثانية، فماذا كان وضعنا اليوم؟! ولا نامت عيون الطغاة.
Nabil-agha@hotmail.com
---------------------------------------------
المصدر: وجوه فلسطينية خالدة ـ نبيل خالد الأغا / المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت / عمان / 2002 .
[1] باسم جعفر طاهر الأغا (;;; أبو طاهر );;; | يرحمه الله | 28-10-2011