ليلةُ الرَّحيل
مَالي أَرَاهُ الليلُ قَدْ لفَّ الصَّفا
وضياءُ شمسِ الحبِّ منْ حَولي اختَفَى
فَرحيلكَ المكلومُ قد هزَّ المَكان
سَلَبَ النَّهَارَ منِ الدُّنا ، سَلَبَ الدفا
***
فَارَقتَنَا في ليلةٍ قَمَريَّةٍ
فَبَكَى الفُؤادُ توجُّعَاً وَتَأسُّفَا
فَارقْتَنَا ، وَالكُلُّ منْ حَولِي بَكَى
دَمعَاً غزيراً ، حَارقًا قد أُذرِفَا
***
تبْكيكَ جُدرانُ المَنازلِ حُرقةً
والطير قد ناح على غصونٍ مدنفا
حتّى السَّماءَ أَرى تعَكّر صَفوُهَا
وَ أرى الأريجَ مِنَ الزّهورِ قد اخْتَفَى
***
يَا أيُّها الرَّجلُ المُكلَّلُ بِالعَطاءْ
يَا أيُّها الحَكَمُ المعظم و النبيل
يَا سَابِقَا للخَيرِ يَا كف الندى
فَلأنتَ يا جدّي شماريخُ النخيل
***
ذِكراكَ قد بَقيتْ لَنَا بَعدَ النوى
فَوّاحةً بِالمسْكِ يُدركها الأصِيلْ
فالجودُ منك على الدوام جدوالٌ
يا صَاحبَ القلبِ المُحبَّبِ والجميلْ
***
غَادَرْتَنا يَا نجمُ دونَ وَداعِنا
وتركْتَ حولكَ كلَّ عينٍ باكيهْ
فإلى السَّماءِ قد انتَقلتَ مُبكِّرَا
وقلوبُ صَحبِك منْ فِراقِكَ داميهْ
***
قَدْ أنشدتْكَ حروفُ قلبي لوعةً
شَوقَاً إليكَ وَمَا حُروفي كَافيه
فَالحُزنُ قَد أَدمَى فؤاداً واجدا
وبهِ قد اشْتعلتْ جُروحٌ كَاويهْ
***
يَا ربِّيَ الحنَّانُ فلتغْفرْ لَهُ
واجْعله نوراً في السماءِ العاليه
يا ربِّيَ المنَّانُ فلترأَفْ بِهِ
واجعلْ إقَامتَهُ جناناً زاهيه
بقلم: مريم عزام الأغا