كلمة ال الشهيد حسام الاغا معكم من فلسطين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله يبتلي عباده الصابرين واشهد ان لا اله الا الله يثبت المؤمنين بالعقيدة والدين والصلاة والسلام على رسولنا الامين وقدوتنا الكبرى في الصبر على البلاء المبين خشع قلبه وبكت عينه في فراق ولده ابراهيم صلاة الله وسلامه عليه وعلى اله وصحبه ومن سار على دربه الى يوم الدين اما بعد،،،،
فما كان يدور في خلدي يوما من الايام ان استقبل عرس ولدي حسام، أن استقبله ملفوفا في علم الوطن في موكب مهيب على امتداد المسافة بين صنعاء وغزة مرورا بالقاهرة.
وانها مسيرة خالدة من اول لحظة في ميلاده الى اخر لفظة في انفاسه.... مسيرة التربية والعلم والوطن.... هيأتها الاقدار ليكون شأنه عظيما في حياته وعظيما في مماته ، درجت طفولته على ارضنا ارض البطولة والفدى... ارض الثبات والرباط ليشق طريقه بين احضان التربية الوطنية القويمة تلميذا مجتهدا متميزا متفوقا متطلعا الى تحقيق غايات وطموحات رسمها لنفسه ليكون شجرة مثمرة تؤتي أكلها كل حين باذن ربها حياة ونماء وسناً وضياءً وعلوا وارتقاءً،...
تخرج في المدرسة الثانوية بدرجات متقدمة أهلته ليمضي في مسيرته تكميلا لمشوار الوطن طالبا في كلية الهندسة حتى اذا اشتد عوده ووطنيته تقوده بارادة الرجال وبصيرة الابطال راح يبدع في تجذير وطنيته والمضي في رسالته وعيناه شاخصتان الى أفق العزة والكرامة ترشح منها قطرات العزيمة والهمة...،
وهنا يتوقف تاريخ المسيرة الظافرة وقد توّج بالدم الذكي يسقي به شجرة الخلود في بطونه...مسلما امانة الرسالة الى صُناع التاريخ بعد ان ارتشف المنايا... مرتقيا الى اعلى علييه.... ليبدأ الحياة بمجيد فعاله وحميد سيرته واعماله .
واذ نتقدم بجزيل الشكر والعرفان الى فخامة الرئيس اليمني السيد/ علي عبدالله صالح واليمن الشقيق والتي ظلت على الدوام مساندة للشعب الفلسطيني.... ووزارة التربية والتعليم اليمنية ممثلة بالجامعة التي احتضنت الفقيد واتاحت له الفرصة بدراسة الهندسة والنهل من مناهل العلم بها، والى كل الاخوة اليمنيين من اساتذة ومدرسين وطلاب وعلى رأسهم عميد الجامعة ، جزاهم الله خيراً وسدد خطاهم جميعا في خدمة وطنهم وخدمة العلم والتعلم.
ونتقدم بجزيل الشكر والتقدير للاشقاء في السفارة المصرية وعلى رأسهم سعادة السفير وجميع العاملين بالسفارة المصرية لما قدموه من مساعدة في تسهيل اجراءات تسفير الجثمان الى القاهرة ومن ثم الى فلسطين.
لا يسعنا في هذا المقام الا ان نسجل عظيم الشكر والامتنان والتقدير والعرفان للسفارة الفلسطينية في اليمن وعلى رأسها السفير حسن الشيخ والسفير السابق يحيى رباح وجميع العاملين بالسفارة ولكل الزملاء وللجالية الفلسطينية في اليمن الشقيق ولزملاء الدراسة ولجميع المشاركين والمؤازرين في مهرجان زفافه وكل المتجشمين الصعاب والمتاعب والأسفار والذي اقاموا بيوت العزاء والتأبين وهاتفونا بالتعازي وكاتبونا في وسائل الاعلام وساندونا في كل تحرك أضفى على الموكب مهابة وجلالا....
واننا لا نملك سوى الترحم على الفقيد الغالي محتسبين عند الله من شهداء العلم والوطن ... داعين الله سبحانه الا يرى احداً مكروها في عزيز....
بينما مواكب العزاء تتوالى وقوافل المواسين والمساندين تتسامى ورسائل المحبين تمس شغاف القلب الحزين.... بينما يغيب عنا حسام..... فانه يولد من جديد علماً من اعلام الجهاد ورمزاً من رموز الفداء، يفتح صفحة ناصعة متجددة التألق في سيرته ومتحفزة العطاء والدفء في مسيرته...
سائلين المولى عز وجل ان يجمعنا به في مستقر رحمته ،،
عوضنا الله فيه وفي أمثاله خيراً لنا ولأمتنا ولوطننا وانه سميع قريب مجيب الدعوات
والد الفقيد وعموم ال الاغا في الوطن والشتات
الاستاذ زهير يوسف الاغا
13/04/2006