إن ما ورد في فقه العبرانيين عن الأسير اليهودي هو لكاهن يدعى هوشي يهز عروش وعقول وضمائر جميع القادة والسياسيون والمسئولين ... وهذا لايقل أهمية عما وردنا عندنا في الفقه الاسلامى وخاصة مايخص الأسير إسلاميا لهو أكبر وأعظم من ذلك فماذا يقول الفقه في ذلك :
لقد اوجب الفقه على الحاكم بذل كل أموال الدولة من أجل تحرير الأسرى فإن عجز مال الدولة أخد من مال الأغنياء لإتمام العجز فإن فشل تحريرهم وجب القتال على الحاكم وعلى الشعب لأجل إطلاق سراحهم ومنحهم الحرية وهذا ما حدث مع رسولنا الكريم () وهو يتقلب في فراشه ولا يعرف النوم أيام بدر , ولما سأله احد الصحابة عن سبب ذلك قال كيف أنام والعباس في الأسر , ولقد تم إطلاق سراح العباس بالفدية وبعدها نام الرسول () قرير العين .
فهل نام قادتنا ومسئولونا كما نام عليه السلام وحقوق الكثير من الأسرى والمحررين ضائعة ومغيبة ومهضومة ومسروقة؟؟ كيف حال قادتنا ومسؤلينا ولدينا أكثر من سبعة آلاف أسير يقبعون في سجون الاحتلال وبعض الأنظمة العربية وخاصة ممن يدعون الوطنية والشرف فمنهم المريض وكبير السن والمحكوم عليه بالمؤبد أو مدى الحياة أو موقوف إداريا وما أدراك بالموقوف إداريا !!!
مسئوليتهم تقع أولا وأخيرا على من كلفهم بمهام ومسؤوليات وقعوا من خلالها في أيدي العدو ومسؤوليتهم تقع أيضا على من حصل على الترقيات والمناصب العليا بسببهم وعلى من يتربعون على كراسي القيادة والمسئولية بالسلطة الوطنية فمسئولونا همهم الوحيد ألان التفكير في تجسيد وترسيخ الانقسام وإلصاق التهم والتراشق بالألفاظ التي لا أنزل الله بها من سلطان .
فماذا ورد في فقه العبرانيين ؟؟
إن أحد الحاخامات الكبار قال إذا كان هناك أسير يهودي وكل أملاك الدولة لا تحرره فبيعوا التوراة وبثمنها حرروه نعم حرروه .
لكم الله يا أسرانا البواسل يا من أنتم ضمير هذه الأمة وعنوانها الحقيقي وخيرها وأحسنها .
وفى قول أخر لرئيسة الوزراء الصهيوني جولدامائير إبان حرب أكتوبر وهى تتجول في شوارع تل أبيب ليلا فعندما رأت احد البيوت المضيئة أي ليسوا نائمين قالت لعل هذا البيت لجندي أسير لا يعرف أهله النوم ...
وفى قول أخر لرئيس ما يدعونها بدولتهم اسحق رابين يقول بشأن الطيار الإسرائيلي رون أراد والذي فقد أبان حرب لبنان أنا من أرسلته للقتال وعلى مسئوليتي إعادته لبيته وأهله.
فكم عندنا من أسرة تعيش القلق والحرمان وظروف الأسر .. هم وأقاربهم وأصحاب الضمائر الحية .. فكل أهل وأقارب الأسرى سجناء مثلهم ويعانون مما يعانون فهل يعرف أبائهم وأمهاتهم وأزواجهم وأبنائهم وأهلهم وأحبابهم وجميع أقاربهم النوم الهادئ..
ولكن هل قادتنا ومسئولونا ينامون كما ينام رسولنا .
لكم الله يا أسرانا البواسل، إنني أعلم علم اليقين أنكم تنامون كما نام رسولكم الكريم بعد الإفراج عن عمه العباس، لأنكم أصحاب حق وضمير بل أنتم الحق والضمير المفقود والضائع والتائه بين دهاليز الانقسام والفرقة والمصالح الشخصية والأنانية، وكذلك إيمانكم العميق بعدالة قضية شعبكم، وبميزان الحق يوم لقاء الحق وعلى أعين جميع الخلائق.
فصحائفكم تنعم بفائض من الأعمال الطيبة وخصوصا الوطنية والنضالية من خلال الصمود والتحدي وممارسة سياسات ومؤامرات العدو وغيركم ومن هم على عكس خطكم وطريقتكم ينعمون بزيادة أرصدتهم المالية، فشتان بين ذاك وذاك.
[1] محمود عبد الكريم عبدالله عواد | الاسرى | 19-03-2012