ذكرى جريمة إحراق المسجد الأقصى المبارك
كتب : محمد سالم الأغا .
تمر اليوم علينا ذكري جريمة إحراق المسجد الأقصى المبارك التي خطط لها اليهود الصهاينة وقادتهم بعناية علي يد المدعو " روهان " وهو من عتاة اليهود الأستراليين الذين جاء لتنفيذ فعلته مرتين، الأولي فشل فيها لنجاح سدنة أقصانا وحراسه من منع الجريمة قبل وقوعها، حيث القي فرساننا القبض عليه وسلموه للشرطة العاملة في محيط الأقصى لتحاكمه محاكم صورية، وتبعده لموطنه الأصلي، ليعود مرة ثانية لينفذ جريمته في مثل فجر هذا اليوم 21 أغسطس 1968، وبعد أن أدي أهلنا في مدينة القدس صلاة فجرهم، وبعد فراغهم من صلاتهم وإذا بثلاث حرائق تشتعل في أرجاء أقصانا المبارك كان أحدها في " مسجد عمر" الذي كان رمزاً لما بناه الخليفة عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، عندما تسلم مفاتيح المدينة المقدسة من بطريرك البيزنطيين " صفر نيوس "، كما صب الإرهابي حقده بإشعال النار في منبر صلاح الدين الذي كان ،عنوان نصرنا علي الصليبيين وأعوانهم اليهود الذي أحرزه القائد العربي صلاح الدين الأيوبي بتحرير قدسنا من يد مغتصبيها .
كما أتت النيران علي الأروقة والزخارف الفنية القديمة، وسقط يومها عمودان من الأعمدة الحاملة للقبة، ومن الجدير ذكره في هذا المقام أن من أشعل هذه الحرائق لم يكن روهان بمفرده ، وإنما كان هناك آخرون وجنود مجندون لخدمة المشروع الصهيوني بهدم المسجد الأقصى المبارك لتحقيق حلمهم في إعادة بناء هيكلهم المزعوم .
وعلينا كفلسطينيين وكعرب أن نستذكر دائماً، السؤال الذي سأله الصحفي الإسرائيلي لرئيسة حكومته آنذاك، عن أسوأ يوم في حياتها..؟ فأجابته بعد تفكير عميق : أسوأ يوم في حياتي هو يوم إحراق روهان للمسجد الأقصى ...!! وعندها استغرب الصحفي الإسرائيلي إجابتها، وسألها بعد ذلك : وما هو أسعد يوم في حياتك إذن يا سيدتي ؟؟ فأجابته فوراً وبدون تردد : أسعد يوم في حياتي هو اليوم الذي لم يزد رد فعل العرب علي حادثة حرق المسجد الأقصى عن التنديد والاستنكار... حيث كنت أتوقع يومها " أن هذا الحادث هو يوم نهاية إسرائيل"، وأضافت بخبث ولؤم الواثق : ومنذ ذلك اليوم عرفنا في إسرائيل وعرف اليهود في العالم بل وعرف العالم : أنه لا يوجد خطوط حمراء عند العرب ...
ويؤسفني اليوم أن أقول بعد أربع وأربعين عاما، أن هذه السيدة صدقت في وصفها للعرب، وها هم اليهود وشذاذ الأفاق من كل الملل والأجناس يستبيحون كل شيء في العالم العربي من شرقي إلي غربه، ومن شماله إلي جنوبه، ليس فقط مسجد أقصانا وفلسطينينا، بل أترك لكم النظر بأم أعينكم حالنا في العراق والسودان وليبيا ومصر وتونس واليمن والأردن وسوريا ولبنان وأرض الحرمين ودول الخليج كلها ولن أنسي الجزائر والمغرب والصومال ...
الأخوة والأحبة لم أجد تعبيراً في نهاية كلمتي هذه اليوم إلا " حسبنا الله ونعم الوكيل " واللَّهُمَّ أهدِ قَوْمِي فَإنَّهُمْ لا يعْلَمُون " .
• كاتب وصحفي فلسطيني
• m.s.elagha47@hotmail.com