خان يونس الغالية.. ميلاد عهد جديد
نبيل خالد الأغا/الدوحة
«خان يونس الحبيبة تُبهجني، وبقدر ما تُبهجني تُبكيني»
اليوم الأربعاء السابع والعشرون من فبراير 2014م، الموافق للسابع والعشرين من شهر ربيع الثاني 1434هـ.، يوم مشهود في تاريخ خان يونس، مدينة الشهداء، اليوم دقت ساعة العمل الخيري الإنساني للبدء بتنفيذ مشروع إعادة انشاء المسجد الكبير المقرر الانتهاء منه خلال عام ونصف العام.
هذا الخبر المشفوع بالصور ونشره موقع النخلة، أدخل البهجة في قلبي، والفرح في كياني، فقد آن لهذه المدينة الجميلة المظلومة أن تأخذ نصيبها من الإعمار بيد أبنائها بعد أن ذاقت مرارة التهميش والإهمال خلال الفترات الزمنية المتعاقبة.
المشهد أمامي، مجموعة منتقاة من فضلاء القوم، وجوههم تشع فرحاً، وقلوبهم تنبض أملاً.. جمعهم هدف واحد: إعمار جديد لأهم وأقدم بيت من بيوت الله بنته السواعد المتوضئة قبل نحو ستين عاماً.. بمباركة المرحوم الشيخ سعيد حمدان الأغا.
يافطة ضخمة تحمل اسم المشروع الجديد، والتمويل حسب النص «يتشرف بتمويله بفضل من الله آل الأغا»، وإعادة الإعمار هذه جزء من «مبادرة عائلة الأغا لتطوير مدينة خان يونس» طرحها العام الماضي الأخ الحبيب محمد كامل الأغا «أبو كامل» في اجتماع موسع جرى في بيته العامر بالقاهرة، بحضور شخصيات اعتبارية متنفذة، وقد بارك الأخ اسماعيل عبد السلام هنية رئيس مجلس الوزراء في قطاع غزة المبادرة، وأمر بتشكيل لجنة وزارية عليا برئاسة وزير الحكم المحلي لتسهيل تنفيذها، وتذليل أي عقبات إدارية أو فنية قد تعترض عملية التنفيذ.
ويشترك في هذه المبادرة التاريخية - إضافة إلى الأخ محمد كامل الأغا- خاله الأخ الكبير الدكتور خيري حافظ الأغا المقيم في جدة، واللذان جادا ببعض ما منّ الله به عليهما شكرا لأنعمه، وابتغاء مرضاته، ووفاء للأهل والأحبة حسب الصيغة الحرفية لنص الكتاب الموجه باسم العائلة إلى السيد هنية.
هذا.. وتشمل المبادرة تخطيط وتطوير ميدان الشهداء «الجندي المجهول» بصورة شاملة، وتأهيل الساحة لتتحول إلى ساحة مركزية وكذلك تطوير منطقة القلعة، وانشاء «دار الأغا للضيافة» لتكون عنواناً بارزاً لكرم العائلة الأغاوية، وستكون الدار مؤهلة لاحتضان كافة ضيوف قطاع غزة، وبخاصة الوفود الزائرة والمتضامنة مع شعبنا الفلسطيني، وتشمل الضيافة أيضاً ابناء العائلة المغتربين القادمين للزيارة، وليس لهم سكن في المدينة «مثل العبد لله» ويتكون المبنى من أربعة طوابق.
واضافة لما سبق تتضمن المبادرة انشاء صندوق مركزي توضع فيه كافة عوائد مشاريع العائلة لتكون كلها وقفاً أبدياً لله تعالى.
ومن المقرر انشاء «صندوق تنمية الأجيال» الذي سيتيح لأبناء العائلة اقامة مشاريع خاصة، بهم بعد دراسة جدواها الاقتصادية.
أما البند الأخير في المبادرة، فيتمثل في المساهمة الفعلية في حل أزمة المرور بالمدينة والتي يلتزم المحسنان الكريمان بتكاليف تنفيذها.
وشددت العائلة على أنها لا تبتغي من وراء هذه المبادرة إلا وجه الله تعالى، دون أية مصلحة دنيوية، وأبدت استعدادها لتنفيذ أو تبني أية اقتراحات مجدية تصب في نهر المصلحة العامة.
هذا وقد سبق للأخ محمد كامل الأغا أن شيد «دار الكامل» بالمدينة، ومدرستين كبيرتين في المنطقة، باسم والده وجده رحمهما الله وكافة اتباع رسولنا الأعظم صلى الله عليه وسلم .
عود على بدء
أعود مرة أخرى للتأمل في المشهد الاحتفالي بتوقيع اتفاقية البدء بتنفيذ إعادة المسجد الكبير، وكأنني غير مصدق بما أراه بعيني، ويلهج به قلبي!
الوجوه الوضيئة التي تحفها بركات الله تعالى مجتمعة في مكتب الأخ الكريم الدكتور زكريا إبراهيم الأغا بمدينة غزة، وأرى للمرة الأولى صفحة وجه طهور يحمل في قسماته البراءة والطهارة والتواضع وحسن الخلق ولا نزكي على الله أحداً.
أنه وجه رئيس بلدية خان يونس الجديد الأخ السيد يحيى محيي الدين الأسطل الذي ينتمي إلى عائلة الأسطل النبيلة العريقة.
وشدني إليه للوهلة الأولى لباسه العادي الذي يخلو من الترف والمبالغة في التأنق والتألق.
أما «الوهلة الثانية»، فتمثلت في كلمته التي ألقاها في الاجتماع واعتبر مشروع إعمار المسجد بداية النهوض بالمدينة، وحثه جميع رجال الأعمال وأهل الخير لسلوك النهج الذي نهجه آل الأغا من أجل الرقي بالمدينة.
أما «الوهلة الثالثة» فقد وجدتها وأنا أجوس خلال تعليقات الزوار في موقع العائلة وتحديداً التعليق الخامس بعنوان: شكر، وهذا نصه: «باسم بلدية خان يونس ممثلة برئيسها وأعضاء المجلس البلدي والموظفين، أتقدم بالشكر الجزيل للمحسن الكبير ابن خان يونس البار ابن عائلة الأغا الكريمة الأخ الفاضل محمد كامل الأغا على تفضله بالتبرع لإعادة إعمار المسجد الكبير بخان يونس، جعل الله هذا العمل في ميزان حسناته» وهذه لعمري خطوة رائدة من رئيس البلدية لم يسبقها أحد من قبله.
الوهلة الرابعة وهي الأكثر وقعاً والأشد أثرا، فتتمثل في تهنئته للأخ الأستاذ أمجد نعيم الأغا بمناسبة قدوم مولودته البكر «زينة»، ووردت التهنئة في تعليقات الزوار للأخ أمجد وتحديداً في التعليق الرابع بعنوان: «تهنئة»، وهذا نصها: «بارك الله لكم في الموهوبة، وشكرتم الواهب، وبلغت أشدها ورزقتم برها».
سلوك إنساني وديني وحضاري، نأمل أن يصبح قدوة لمن يرضى الله عليهم من كبار المسؤولين في وطننا الإسلامي العربي المبتلى بالكبر والأنانية وعشق الذات!
إنها «مبادرة» مباركة منك يا ابا محيي، وربما تكون هناك مبادرات أخرى لم اعلمها من قبل، وتحضرني بهذه المناسبة مقولة عروة بن الزبير رضي الله عنه يقول فيها: «إذا رأيت الرجل يعمل الحسنة، فاعلم أن لها عنده أخوات، وإذا رأيت الرجل يعمل السيئة فإن لها عنده أخوات. فإن الحسنة تدل على أختها، وأن السيئة تدل على اختها».
وآمل ألا تؤاخذني يا أخي إذ لم أسمع باسمك من قبل هذا اليوم، كما لم أعلم متى تم تعيينك رئيساً لبلدية خان يونس.. خان يونس مدينتي التي تبهجني، وكلما ابهجتني أبكتني!
إنها الغربة القاسية التي هصرت نفوسنا، وأدمت مقلتنا، فأضحت خريطة حياتنا مشحونة بالوجع، مسكونة بالألم ولا حول لا قوة إلا بالله العلي العظيم.
أمل.. ورجاء
أخي المكرم رئيس بلدية خان يونس المهندس يحيى الأسطل،
كاتب هذه السطور مغترب معتق، اكرمه مولاه بمساحة غير محددة من الحب والنقاء النفسي، والبساطة في الحياة وفي التعامل مع الناس، وفي الكتابة أيضاً حيث هي الماء الذي اعجن به خواطري ومقالتي، بساطة فيها من العفوية والانطلاق على السجية الشيء الكثير، وإذا كتبت لابد لي أن أترك بضعة من لحمي في الدواة التي أغمس فيها قلمي، كما يقول الكاتب الروسي المعروف «تولستوي».
أتوجه إليك بصفتك الإعتبارية والإنسانية أن تستجيب لمطلب طالما توجهت به عبر موقع النخلة للسيد رئيس البلدية الأسبق، ولم أتلق منه رداً سواء بالإيجاب أو بالسلب.
وليس لي في هذا المطلب هدف شخصي بالمطلق، إنما هو هدف وطني وإنساني نبيل ونزيه.
ويتمثل في إطلاق اسماء بعض الشخصيات البارزة ممن أنجبتهم مدينة الشهداء على بعض معالمها تخليداً وتقديراً لهم، فقد ساهموا في الارتقاء باسمها، وخدمة الوطن والدين بطرق شتى، وهاكم الأسماء التي اقترحها:
أولاً: اطلاق اسم رائدة التعليم في خان يونس المرحومة مديحة حافظ البطة على احدى مدارس البنات بالمدينة (بالتعاون مع الجهة التعليمية المختصة)، وهي كما تعلم زوجة المحامي المرحوم إبراهيم أبوستة، رئيس بلدية خان يونس الأسبق.
ثانياً: السفير الدكتور محمد حسين الفرا
ثالثاً: الأستاذ الدكتور قنديل شاكر شيبر
رابعاً: المناضل سفيان عبدالله الأغا (مجيد)
خامساً: الشهيد عبد العزيز الرنتيسي
سادساً: المربي شكري شاكر شبير رائد التعليم في خان يونس
سابعاً: المؤرخ الدكتور سلمان حسين أبوستة
ثامناً: الدكتور خيري حافظ الأغا
تاسعاً: المحسن محمد كامل الأغا (أبوكامل)
أخي القدير رئيس البلدية:
لقد أكرمني مولاي حيث وضعت قدمي على عتبة العقد السابع من العمر، وأقسم بالله الذي فطر السماوات والأرض أن ليس لي في هذه الدنيا الفانية التي لا تساوي في الميزان الإلهى جناح بعوض(برغم تفاهة البعوضة وجناحيها) إلا رضا الله تعالى أولاً وأخراً، ويحضرني قول أبي العتاهية:
إذا أبْقَتْ الدُّنيا على المرء دينَهُ فما فاتهُ فيها ليسَ بضائر
فإذا قدرَّ مولاي أن أفرح بتحقيق هذا الأمل في حياتي فهذا فضل من فضائله التي لا تُعد ولا تُحصى. وإن لم يُقدر فهذه إرادته وقضاؤه وقدره.
ويرتبط بهذا الأمل أمل آخر وأمنية أخرى، أرجو أن تسمح لي بإدماجها في هذا المجال.
لقد أكرمني مولاي إذ ألهمني واخوتي أن نوقف لله تعالى وقفاً شرعياً وأبدياً أرض الصحّية القديمة لبناء «مركز خالد نعمان الأغا الصحي الخيري» في العام 2006، ويقع خلف المسجد الكبير بالمدينة، أناشد كافة المسؤولين في قطاعنا الغزي وفي كافة الاقطار العربية، وكذا الاثرياء والمحسنين والجمعيات الخيرية أن يتكرموا ببناء هذا المركز حتى أشهد افتتاحه قبل أن أغادر هذه الدنيا، (التفاصيل عند الأخ الدكتور زكريا الأغا والأخ الشيخ مازن الأغا).
احييكم اخوتي وأحبائي، وأدعو الله تعالى أن يجزيكم الجزاء الأوفى، وأن يبارك فيكم وفي دينكم ودنياكم، ولكم أندى تحايا مخلصكم ومحبكم في الله تعالى عبد الله الضعيف/نبيل خالد الأغا(أبوخلدون)
وصلّ الله وسلم وبارك على الحبيب الأحب محمد بن عبد الله بعدد مافي علم الله صلاة دائمة بدوام ملك الله.
وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
[1] ياسر محمد عودة الأغا | من لم يشكر الناس لا يشكر الله | 02-03-2013
نبارك لك في قلمك الرائع الذي يزين العائلة قبل تزينه للموقع
فلك منا كل شكر وتقدير على روعة طرحك
فدوماً تبرز لنا إنجازات قدمها اشخاص فلا بد من شكرهم والدعاء لهم بكل خير
كما أتقدم بالدعاء لكــ بأن يحفظك الله تعالى ويبارك لكـــ
فلكـــ منا كل إحترام وتقدير
[2] م يحيى محي الدين الاسطل | شكر | 03-03-2013
[3] نبيل خالد نعمان الاغا (ابو خلدون ) | كلما اتسعت الدائرة ضاقت العبارة | 06-03-2013
"عندما تتسع الدائرة، تضيق العبارة"
أجل، عندما تتسع الدائرة، تضيق العبارة، هذا وتالله ما أشعر به تجاه التعليقين البليغين لأبنيَّ الكريمين وهما حسب ترتيب النشر: ياسر محمد عودة الأغا، والمهندس يحيى محيي الدين الأسطل، وأشكرهما وارف الشكر على تعليقيهما المقدرين.
وليسمح لي أخي ياسر أن أقف قليلاً عند تعليق المهندس يحيى باعتباره تعليقاً متفرداً في قيمته المعنوية والذي اكرمني فيه بمخاطبتي مبتدئاً قوله: «والدي الفاضل أبو خلدون»، وهآنذا أرد عليه قائلاً:
"ابننا الفاضل المهندس يحيى الأسطل، سلام الله عليكم ورحمته وبركاته، وبعد:
عندما تتسع الدائرة تضيق العبارة"
هذه ترجمة موجزة لشعوري بالبهجة جراء تعليقك المقدر على مقالي المتواضع «خان يونس الغالية، ميلاد عهد جديد»، وعجزي عن التعبير لك عن هذه المكرمة التي اكرمتني بها، وهذا شرف لي، ويعلم الله وحده مدى الاثر الوجداني الذي تركته في كياني كله، كما أنك دعوتَ الله أن يرزقني بالصحة وطول العمر وحسن العمل، ويرزقني خيراً ويجعلني قدوة في الخير"
ولم أجد رداً على مكارمك إلا قول حبيبنا الأحب صلى الله عليه وسلم: «دعوةُ المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة، عند رأسه مَلَكٌ موكل كلما دعا لأخيه بخير، قال الملك الموكل به آمين، ولك بمثل» اسأل الله تعالى أن يجزيك واحبابك وكافة المسلمين بالجزاء الأوفى، وأن يجعلنا جميعا من سعداء الدنيا والآخرة.
وأنا بانتظار تحقيق الوعد الذي وعدتنا به بعد التشاور مع اخوانك في المجلس البلدي والله المستعان.