عيدُ يطرقُ حدودَ سُوريّا ، يستأذنُها بالمرورُ مُغمضَ العينينِ لا يُريدُ أن يُلوثَ صُورة سوريّا الجميلّة في مُخيلتهِ مُنذُ عيدينِ ، كيفَ أن الطُرقَ كانتَ لا تخلو من الناسِ كيف كان الأطفالَ يتجولونَ بحللهِم الجديدّة يُعيدونَ على صغيرهُم وكبيرهُم ، كيفَ كَان الناسُ مُتلهفينَ لرؤيةِ أخلائِهم ، كيفَ كانت صلاةُ العيدِ كيفَ كانَ الجدُّ والحفيد ، الأبُّ والإبنِ ، أصواتُ التكبيرِ الصادِحَة من المأذن . .
عيدٌ يشتاقُ إليكِ يا سُورياَ ، عيدٌ يبكِي حنيناً إليكِ ، لتلكَ الإبتساماتِ التّي يرسمُها على ثغورِ أطفالكِ ، وروائِحِ الخَبيزِ من منازِلِ نسائِكِ .
عُذراً يَا سوريّا , فالعيدُ سعيدَ لا يقوى على مشاهدِ العنفِ ، لن يَصمدَ في وجهِ رصاصاتِ البنادِقِ ، ولن يستطيع تفادي الصواريخ .
ها هو عيدُكُ الخامِس يا سوريّا وأصواتِ المدافعِ تعلو على الضحكاتِ ، ودُخانُ الصواريخُ يلوثُ صفاءَ السماءِ ، لم يعُدُ أطفالُكِ ينتظرونَ شروقَ الشمسِ ليفتحوا الهداياَ ، وينتظروا الأقاربَ فكيف لهُم أن ينتظروا عمَّا تحتَ التُرابِ وخالاً يتأرجحُ بينَ الحياة والموتِ ، لقد أضحت أحلامهُم النجاةَ من موتٍ مُحتَم ، ولقمَةً تسدُ وطأةَ جوعِهمِ ، بينما غابتَ أحلامُهمُ الراقصَة المُحلقَة فوق هامِ السحابِ ، حيثُ تشتتَ مٌستقبلهٌم ، وتغبشَت رؤيتُهم ، وسقَط طموحهم طريحَ الفراشِ.
لم تَعُدَ ذاكرَةُ أطفالِ سوريّا تختزنُ مشاهِدَ الفرحِ ، ولحظاتِ السعادَة ، وهدايا عيدِ الميلادَ بل من العجيبِ أن يتذّكر الشخصً مولده بينمَا كُلُ ما يجول في خاطره ذكرَى تأبينِ والدهِ وموعد دفنِ جدّه ، كُلَ ما يتذكرونُ هيّ مشاهدُ الدمارِوالعنفِ.
كم أزهقت أرواحٌ أمامهم، وكم صرختَ نساءٌ ، وبكى أطفالُ ، كيفَ للعيدِ أن يُخففَ من ألآمهم وينسيهم رائِحة الدماءِ المُمتزجةِ بالياسمين في انوفهم ، كيفَ للعيد السعيدِ أن يُخفف وطأةَ الحُزن .
عيدُ من المُفترضِ أن يَكونَ سعيدُ يا أهل سوريَا ، كُلّ التهانيّ لكِ من أوطانٍ أِشبعتَ أبطُنها ، وأسعدت انفسهَا وتناستكِ ، كُلَ الأمانيّ لكِ منهُم بِـ " عيدِ سعيد "
[1] مي محمد محمود شهوان | ابدعتى ابدعتى فهنيا لفلسطين السعيده فيكى | 15-10-2013
[2] ممتازه عبد الفتاح الاغا | أنتِ للتألُّق عنوآنْ | 19-10-2013
ومآ زلتِ تبدعين ، لكنك يوميّآ تتألّقين في مجآل الكتآبة ..
هنيئآ لكِ يآ سُوريآ بقلب نقي كَقلْب هذه الفتآة يكتب عنكِ ، ويشعر بكِ ، ويتألّم لـِ ألمك ، ويعيش مأسآتك ومعآنآتك ، !
حقآ مبدعة ..
وإلى الأمـآم دومآ :)