منذ تآمرت الصهيونية العالمية وخططت للاستيلاء علي فلسطين ونزعها من بين السلطان عبد الحميد بالوعيد مرة وبالتهديد مرات ، وبالإغراءات مرة و بالتغريم مرات، بدأ عتاة الصهيونية بتفتيت الدولة العثمانية وسلخ المنطقة العربية عنها ثم بدأوا بتقسيم الوطن العربي إلي دول ودويلات وفتت شعبنا العربي ألي شعوب تأتمر بمن زرعتهم حكام وأعطتهم رتبهم هذا ملك وهذا أمير وهذا أمام وهذا شيخ وذاك وزير والكل في خدمة المشروع الصهيوني .
وكانت فلسطين هدفهم فقامت بريطانيا باحتلالها وفرض سيطرتها واعلان الانتداب عليها، ما جعل وزير خارجيتها بلفور يكتب رسالته في الثاني من نوفمبر 1917، إلي اليهودي الألماني وزعيم من زعماء المال و الحركة الصهيونية " اللورد روتشيلد " :
عزيزي اللورد روتشيلد
يسرني جدا أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة جلالته، التصريح التالي الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية، وقد عرض على الوزارة وأقرته.
إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية. على أن يفهم جليا أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية أو الدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى.
وسأكون ممتنّا إذا ما أحطتم الاتحاد الصهيوني علماً بهذا التصريح.
المخلص
آرثر بلفور
ومنذ ذلك اليوم أصبحت هذا الرسالة بما يُعرف " بوعد بلفور " الذي وعد من لا يملك لمن لا يستحق " ، وكلككم يعرف أن فلسطين للفلسطينيين ولم يكن بلفور أحد أبنائها أو من زعمائها أو حتي من سكانها عندما أعطي بغير حق فلسطين لليهود ...
وتتالت المؤامرات بتفتيت قوي شعبنا الفلسطيني وتعضيد قوة اليهود وتشجيع هجرتهم لفلسطين وكانت المؤامرة الكبرى بإصدار قرار تقسيم فلسطين رقم " 181 " في 29/11/1947، عن الجمعية العامة للأمم المتحدة وينص علي : " تقسيم فلسطين ألي دولتين ، 1ـ عربية فلسطينية ، 2 ـيهودية فقبل اليهود به ورفضه شعبنا الفلسطيني، وكانت الطامة الكبرى عندما أخطأ شعبنا الفلسطيني في قراءة الأوضاع العربي، وتعليقه الآمال علي دولنا العربية وجامعتهم مثلما حدث ويحدث اليوم في العراق وليبيا والسودان وسوريا وكما يحاولون فرضه علي مصرنا العربية ...
ورغم كل المؤامرات الدنيئة التي تعرض لها شعبنا الفلسطيني علي طول السنين الماضية فأنني أري أن شعبنا الفلسطيني أخطأ في تسليم زمامه للعرب ولجيوشهم التي جاءت لتشهد علي اغتصاب فلسطين ولو كنا لم نسلم لهم زمام أمورنا ولم نُسلم لهم قرارنا برفض التقسيم وقبلنا في حينه لكان وضعنا اليوم أحسن مما نحن فيه اليوم، لأن قرارنا برفض وأد أمامنا قيام دولة فلسطينية وفتح المجال كما تعرفون أمام الصهاينة لينفذوا مخططاتهم و ليقيموا دولتهم علي مساحة 78% من مساحة فلسطين ولتمكنهم من تهجير شعبنا الفلسطيني وطرده من أرضه بقوة السلاح وها نحن نعيش بدون دولة رغم اعلان أبو عمار ومنظمة التحرير الفلسطينية عنها في الجزائر في 15 نوفمبر 1988 ورغم موافقة الأخ أبو مازن والسلطة الوطنية الفلسطينية علي قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بقبول فلسطين عضو مؤقت فيها.
لقد آن الأوان أن نقف مع أنفسنا جميعاً رئيس سلطة وحكومة و قادة فصائل وفصائل العمل الوطني والإسلامي ومقاومين للاحتلال الإسرائيلي البغيض أن نسأل أنفسنا، أين اخطأنا ؟ وأن لا نخجل من أنفسنا جميعاً من الاجابة علي هذا السؤال ... فالتاريخ لن يرحم أحد فينا ولن يبرئ أو يعفي احداً من المسئولية عن نكبتنا الفلسطينية باغتصاب أرضنا الطاهرة .
• كاتب وصحفي فلسطيني .
• m.s.elagha47@hotmail.com
[1] هند محمد قاسم الاغا | فلسطين بين أوراق وإتفاقيات | 27-10-2013
[2] عبد الرحمن عوني وصفي غانم الاغا | رائعة | 27-10-2013
[3] م يحيى محي الدين الاسطل | شكر | 29-10-2013